Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس التفتيش: قطاع الصحة البريطاني قد يعاني إذا لم تتحرك الحكومة اليوم

حصري: استخدام الأروقة لعلاج المرضى في أقسام "الحوادث والطوارىء" بات أمراً عادياً وإدارات المستشفيات تعاني من نقص في الموظفين ومن ضعف في القيادة

تعاني هيئة الخدمات الصحية الوطنية ضيقة مالية تهددها بالشلل (رويترز)

نبّه رئيس مفتّشي المستشفيات في بريطانيا إلى وجوب اتّخاذ إجراءات الآن إذا أرادت هيئة "الخدمات الصحّية الوطنية" NHS تجنّب أسوأ أزمة متوقّعة في شتاء السنة المقبلة. وقالت "لجنة جودة الرعاية البريطانية" CQC ، إن استخدام الأروقة والممرّات لعلاج المرضى في أقسام "الحوادث والطوارىء"، "بات أمراً معتادا"، في وقتٍ تعاني فيه إدارات المستشفيات من نقص في عدد الموظّفين وضعف في القيادة، وتأخّر طويل يفضي إلى مخاطر الازدحام والسلامة.

وكشف البروفيسور تيد بيكر أن "أعمال التفتيش التي أجريناها تظهر أن هذا الشتاء شكّل صعوباتٍ لأقسام الطوارئ كما كان متوقّعا. ولا يزال التعامل مع هذه المصاعب يشكّل تحدّياً كبيراً، لكن إذا لم نتحرّك الآن فيمكننا توقّع أن يكون الشتاء المقبل أكثر تحدّيا. "وقال: "لا يمكننا المضي في هذا المسار. فالسيناريو المتمثّل في أن يكون كلّ شتاء أسوأ من الذي سبقه، له عواقب حقيقية على كلّ من المرضى والموظّفين على حدّ سواء".

وأجرت "لجنة جودة الرعاية البريطانية" منذ ديسمبر (كانون الأول)، أكثر من اثنتي عشرة عملية تفتيش صغيرة مدّة كلٍّ منها يوم واحد في أقسام "الحوادث والطوارىء"، حيث تبيّن وجود مخاوف محدّدة تتعلّق بمخاطر محتملة على السلامة العامّة. وأوضح البروفيسور بيكر أن القضايا المرتبطة بالقدرات والمخصّصة تقليدياً لأشهر الشتاء أصبحت الآن مشكلات تُسجّل على مدار السنة.

وأشار إلى أنه "بعد صيف صعب دخلنا هذا الشتاء بأداء في أقسام “الحوادث والطوارىء” هو الأسوأ من حيث المستوى. وشهد شهر يوليو (تموز) من العام 2019 أعلى نسبة من المرضى الذين يدخلون للعلاج من حالاتٍ طارئة، يقضون أكثر من أربع ساعات في وحدات “الحوادث والطوارىء” مقارنة بأي شهر مماثل سابق، على الأقل في الأعوام الخمسة الأخيرة. واقترن ذلك بخدمات رعاية أولية ومجتمعية كانت تعمل بطاقتها الكاملة، ما يترك هامشاً صغيراً للمناورة.

وأكد المسؤول الأول عن التفتيش الصحّي أن موظّفي هيئة "الخدمات الصحّية الوطنية"، كانوا "يذهبون إلى أبعد الحدود"، في حين أظهرت بيانات الأداء "طلباً كبيراً ومستداماً عبر جميع مستشفيات الخدمات الصحّية."

وأدّى الضعف في التعاون والتنسيق بين المستشفيات ومراكز الرعاية الاجتماعية وغيرها من المنظّمات المحلية إلى "رعاية مجزّأة" في بعض الأماكن. وحذّر البروفيسور بيكر من أن المشكلات لن تحلّ من خلال "معالجة سريعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف: "لا يمكن للمستشفيات وخدمات الطوارئ أن تعمل بمفردها على تلبية الطلب المتزايد باستمرار على الرعاية الصحية. نحن ندرك أن خدمات الرعاية الصحّية والاجتماعية تعمل بشكل أكثر تعاوناً وابتكاراً عندما يتعلّق الأمر بالتخطيط لفصل الشتاء، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الفاعلية والتكامل في آلية العمل على امتداد نظام الرعاية الصحية. يجب أن يتمّ إجراء الإصلاح الضروري بخطى حثيثة إذا أردنا إحداث تغيير قبل فصل الشتاء المقبل."

وأجرت الجهة المنظّمة ثلاث عشرة عملية تفتيش حتى الآن خلال هذا الشتاء، شملت تسعة مستشفيات تابعة لهيئة "الخدمات الصحّية الوطنية"، واتّخذت تدابير إجرائية ضدّ البعض منها، لحماية المرضى من ضرر محتمل.

ومن المخاوف التي تمّ تحديدها خلال عمليات التفتيش، سلّطت "لجنة جودة الرعاية البريطانية" الضوء على عدم وجود تقييم ثابت للمرضى ولأولويات المعالجة، بمعنى أنه قد يتمّ تفويت علاج بعض المرضى الذين تكون حالتهم حرجة، أو عدم رصدهم إذا أخذ وضعهم الصحّي في التدهور أثناء عملية انتظار دورهم.

وسجّلت لجنة التفتيش أن بعض أقسام "الحوادث والطوارىء" لم يكن لديها عدد كافٍ من الممرّضات اللواتي  يتمتّعن بالمهارات والمؤهّلات اللازمة لرعاية الأطفال، في حين لاحظ المفتّشون وجود تأخير طويل في قيام فرق الإسعاف بنقل المرضى إلى أقسام "الحوادث والطوارىء" ما تسبّب في حالات ازدحام، واضطرار المرضى إلى الانتظار في ممرّات تلك الأقسام وأروقتها.

وأضافت جهة التفتيش أن "الافتقار الدائم في أقسام ”الحوادث والطوارىء“ لقيادة تشغيلية متينة" يعني أن بعض تلك الأقسام لم يكن لديه عدد كافٍ من العاملين، كما أن التواصل الضعيف بين أقسام "الحوادث والطوارىء" ورؤساء المستشفيات أدّى إلى "نقص في الوعي الظرفي والفهم المطلوب للقضايا الحقيقية" بما في ذلك سلامة المرضى.

وحذّرت أيضاً من أن مرضى الصحّة العقلية لم يتم تقييمهم أو رعايتهم بشكلٍ صحيح، بينما كانت بعض الفرق المتخصّصة تضيف فترات تأخيرٍ طويلة بسبب عدم زيارة أفرادها أقسام "الحوادث والطوارىء" في الوقت اللازم وبالسرعة الكافية لمراجعة وضع المرضى.

لكنها لاحظت في المقابل أنه "حتى الأقسام الأكثر ازدحاماً التي تعالج نحو 600 مريض يوميا، يمكنها التعامل مع هذا الدفق وتقديم رعاية صحّية آمنة. وشعر الموظّفون في مثل هذه الحالات بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وبضرورة بذل مزيدٍ من الجهد، وكان لديهم وضوح في ما يتعلّق بالقواعد السريرية الواجب اتّباعها".

وكانت الحكومة البريطانية قد أكّدت أنها ستستثمر مبالغ نقدية قياسية في قطاعات هيئة "الخدمات الصحّية الوطنية" بحلول السنتين 2023 و2024، أي ما يقارب أربعةً وثلاثين مليار جنيه استرليني (44 مليار دولار أميركي)، على الرغم من أن خبراء من "مؤسّسة الصحّة" قالوا إن هذا الرقم لم يأخذ في الاعتبار التضخّم والأموال التي تم إنفاقها حتى الآن، ما يعني أن الرقم الحقيقي قد يكون في حدود ستة عشر مليار جنيه استرليني (21 مليار دولار).

وسجّلت أحدث البيانات المتعلّقة بأداء هيئة "الخدمات الصحّية الوطنية" أرقاماً قياسية للمرضى الذين ينتظرون على عرباتٍ داخل أقسام "الحوادث والطوارىء"، بحيث شهد العام 2019 أسوأ أداءٍ في مجال معالجة مرضى السرطان من جانب الخدمات الصحّية منذ العام 2016.

وقال متحدّث بإسم هيئة "الخدمات الصحّية الوطنية" إنه "لوحظ هذا الأسبوع فقط أن أداء أقسام”الحوادث والطوارىء“ قد تحسّن في شهر يناير (كانون الثاني) مقارنةً بالشهر السابق، وذلك بفضل العمل الشاق والمتواصل لموظّفي الهيئة والقدرة على افتتاح أقسام وتزويد المستشفيات بأسرّة جديدة أكثر من العام الماضي".

وأشار إلى أن "من الأكيد أيضاً أن عدداً من الحلول المطلوبة للحاجة المتزايدة للرعاية الصحّية يوجد خارج أقسام”الحوادث والطوارىء“، ولهذا السبب فإن التزام الحكومة زيادة عدد الممرّضات بنحو 50 ألفا، والاستثمار في مرافق موسّعة وأسرّة جديدة، وبلورة حلول طويلة الأمد للرعاية الاجتماعية، يظلّ شأناً بالغ الأهمية على مدى السنوات المقبلة."

© The Independent

المزيد من الأخبار