Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يلعب لمصلحة اليمين المتطرف في الانتخابات البلدية الفرنسية

الفيروس حرم المرشحين من التفاعل المباشر مع الناخبين

رئيس الحكومة ادوار فيليب يحاول مصافحة أحدى مرشحات الحزب الفرنسي الحاكم في باريس (أ.ف.ب)

يكاد فيروس "كورونا" الذي أصاب حتى الآن 1412 شخصاً في فرنسا، أن يكون الناخب الأكبر في الانتخابات البلدية التي تجرى دورتها الأولى يوم الأحد المقبل.

هذا الفيروس المستمر بالانتشار وبحصد المزيد من الإصابات يومياً في المناطق الفرنسية طغى بثقل على شكل حملة الانتخابات البلدية، وعلى طريقة تنظيم عملية الاقتراع والمرجح أن يكون له تأثير على نتائج الانتخابات.

من حيث الشكل اضطر المرشحون لهذه الانتخابات للتقيد بتوجيهات وزير الصحة الفرنسي إدوار فيران، حول تجنب التجمعات وعدم المصافحة والامتناع عن التقبيل الذي يعد من أكثر العادات شيوعاً بين الفرنسيين.

وأضفت هذه التوجيهات صيغة غير مألوفة على الحملة الحالية، ونزعت عنها طابع الألفة الشعبية التي تلازم دوماً الحملات الانتخابية، بما فيها الرئاسية، ويصافح المرشح خلالها آلاف الأيدي كما يقبل آلاف الوجنات.

فالأسواق الأسبوعية التي تُنظم اعتيادياً في المناطق وأحياء المدن المختلفة، ويقصدها المرشحون للمناقشة وتبادل الآراء مع المواطنين، ملغاة بسبب "كورونا"، ما حال دون التواصل العفوي والمباشر بين المرشح وناخبي دائرته.

وبغياب مثل هذا التبادل يجد المرشحون أنفسهم محرومين من جس نبض الناخبين حيالهم، والوقوف على أمزجتهم، وهذا من شأنه أن يشكل عاملاً سلبياً للمرشحين الجدد غير المعروفين بعد في دوائرهم.

"كورونا" أيضاً تسبب بإلغاء المهرجانات الانتخابية التي تشكل مناسبة لرص الصفوف وتمتين التعبئة في أوساط مناصري المرشحين، واستعاض عنها البعض بتوجيه خطب انتخابية عبر الإنترنت، ما ينتقص من الحرارة والحماسة التي تواكب الانتخابات.

ومن حيث الشكل أيضاً برزت المشكلة الكبرى على صعيد تسيير العملية الانتخابية بحيث لا تتحول مراكز الاقتراع إلى بؤر تفشي الفيروس.

وتدخلت رئاسة الحكومة الفرنسية في هذا الإطار لطمأنة المواطنين عبر إجراءات عممتها على البلديات المختلفة، وتدعو إلى تفادي أي اكتظاظ للناخبين يفوق الألف شخص داخل المركز الواحد من مراكز الاقتراع البالغة 70 ألفاً.

وتقرر تزويد المراكز المختلفة بسوائل تعقيم توضع بتصرف المقترعين، واللجوء الى تعقيم الأقلام المستخدمة للتوقيع على سجلات الناخبين، ونصح المسنين وهم الأكثر تهديداً بعدم التوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم بالوكالة.

استثناءات

وسمح استثنائياً للناخبين الراغبين بذلك ارتداء أقنعة واقية لدى إدلائهم بأصواتهم، علماً بأن القانون يحظر ذلك، وطلب من رؤساء الأقلام الانتخابية التساهل في هذه المسألة وتفهم مخاوف الناخبين.

أما التهديد الأكبر الذي يشكله "كورونا"، هو أن يتسبب بارتفاع نسب الممتنعين عن التصويت الذي من شأنه أن يؤثر في النتائج التي تبدو متعثرة بالنسبة إلى مرشحي حزب "الجمهورية إلى الأمام" الحاكم، الذي يخوض الانتخابات البلدية للمرة الأولى.

وكانت انتخابات عام 2014 شهدت امتناعاً عن التصويت بلغ نسبة 36.5 في المئة من الناخبين، ويتخوف كثيرون أن يتسبب "كورونا" بإحجام المسنين بكثافة عن الإدلاء بأصواتهم، ما من شأنه أن يصب لصالح مرشحي اليمين المتطرف.

وتشير الاستطلاعات إلى أن 28 في المئة من الناخبين أكدوا عدم رغبتهم بالتوجه إلى مراكز الاقتراع خوفاً من "كورونا"، في حين أشارت التقديرات إلى أن نسبة المسنين الذين سيمتنعون عن التصويت للسبب ذاته قد تصل إلى 80 في المئة.

والمؤكد أن "كورونا" فاقم الصعوبات التي واجهها المرشحون من كافة التوجهات السياسية، في إطار حملة خلت من الاستقطاب نتيجة الثقة المفقودة بين الطبقة السياسية والمواطنين.

ولعل المعركة التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام هي معركة رئاسة بلدية باريس، التي تشهد منافسة حادة بين ثلاث نساء هن، رئيسة البلدية الحالية آن هيدالغو الاشتراكية، والوزيرة السابقة آنييس بوزان من الحزب الحاكم، والوزيرة السابقة رشيدا داتي من حزب "الجمهوريين" اليميني.

وتشير الاستطلاعات إلى أن هيدالغو تحظى بنسبة 26 في المئة من التأييد مقابل 23 في المئة لداتي، وتحل بوزان في المرتبة الثالثة مع نسبة 19 في المئة من التأييد.

المزيد من دوليات