Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باكستان تقرر إطلاق سراح الطيار الهندي الأسير لخفض التوتر

ترمب يتوسط والرياض توفد وزير خارجيتها إلى إسلام أباد

قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إن بلاده ستطلق غدا الجمعة سراح طيار هندي أسقطت القوات الباكستانية طائرته هذا الأسبوع وذلك في إطار جهود نزع فتيل أزمة بين الجارتين النوويتين.

وقال خان أمام البرلمان في إسلام اباد يوم الخميس "سنطلق سراحه غدا كبادرة سلام".

يأتي هذا في وقت قال فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بلاده تلعب دور وساطة سعيا لتهدئة الأجواء، وذلك بعد يوم من إعلان كل من البلدين عن إسقاط طائرات مقاتلة للبلد الآخر.
وأصبح الطيار، الذي قالت إسلام اباد إنه القائد بسلاح الجو أبهي ناندان، بمثابة وجه إنساني لأحدث تصعيد بعد الكشف عن مقاطع فيديو لعملية أسره ثم وهو رهن الاحتجاز.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي لقناة "جيو تي.في" إن من المتوقع أن يزور نظيره السعودي البلاد حاملا رسالة خاصة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي زار باكستان والهند هذا الشهر.

وكان خان قد دعا إلى إجراء محادثات مع الهند لمنع خطر حدوث "سوء في التقدير" بين الجيشين اللذين يمتلكان أسلحة نووية.
وجاءت تصريحات قرشي بعد قليل من قول ترامب إنه يتوقع "أخبارا طيبة إلى حد ما" فيما يتعلق بالصراع بين الهند وباكستان.

وتبادلت باكستان والهند الاتهامات بإسقاط طائرات مقاتلة تابعة لكل منهما، في تصعيد خطير للمواجهة بين الدولتين النوويتين، ممّا أثار مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة بينهما.

فبعدما أعلنت باكستان الأربعاء إسقاط طائرتين تابعتين لسلاح الجو الهندي وأسرها طياراً هندياً، نفى المتحدّث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال آصف غفور، إسقاط الهند طائرة باكستانية.

وبث الإعلام الباكستاني الرسمي شريط فيديو يظهر الطيّار الأسير أثناء التحقيق معه، وبدا فيه معصوب العينين ومرتدياً زيّ القوات الجوية الهندية، وعلى وجهه دماء ويديه موثقتين وراء ظهره. وكشف الرجل عن اسمه ورتبته ورقمه المتسلسل، فيما كان جندي يقوم باستجوابه.

في المقابل، أكّد لاحقاً المتحدث باسم الخارجية الهندية، راجيش كومار، خسارة بلاده إحدى مقاتلاتها وإصابة طائرة باكستانية شاركت في عملية "لاستهداف منشآت عسكرية في الجانب الهندي". وقال في مؤتمر صحافي إنّ الجنود شاهدوا "الطائرة الباكستانية تسقط من السماء في الجانب الباكستاني". أضاف "خسرنا للأسف خلال الاشتباك طائرة "ميغ 21" واحدة وطيّارها مفقود، ادعت باكستان أنّها تحتجزه".

باكستان تدعو إلى الحوار

دعا رئيس الوزراء عمران خان إلى إجراء محادثات مع الهند، وأمل في أن يسود "المنطق السليم" لتهدئة النزاع بين البلدين.

وقال خان، في كلمة تلفزيونية قصيرة، "يخبرنا التاريخ أن الحروب مليئة بالحسابات الخاطئة. سؤالي هو هل من الممكن أن نتحمّل كلفة الحسابات الخاطئة بالنظر إلى ما نملكه من أسلحة... يجب أن نجلس ونتحدث".

 

الهند تطالب باكستان بعودة طيّارها "فوراً وبسلام"

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الهندية، في بيان، أنّها استدعت القائم بأعمال سفير باكستان وأبلغته توقّع نيودلهي عودة طيار عسكري تحتجزه باكستان "فوراً وبسلام".

أضافت الخارجية "أوضحنا أنه سيكون من الأفضل لباكستان أن تضمن سلامة العسكري (الطيار) المحتجز لديها. وأنّ الهند تتوقّع عودته سالماً على الفور".

المخاوف الدولية تزداد

دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الهند وباكستان، في بيان الأربعاء، إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس وتجنّب المزيد من التصعيد بينهما"، وذلك وسط تزايد المخاوف الدولية من اندلاع نزاع شامل بين البلدين النوويين.

أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمام برلمان بلادها، عن قلق المملكة المتحدة "الشديد" إزاء التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان، وحثّت الدولتين على ضبط النفس "في شكل عاجل لتجنب المزيد من التصعيد".

أضافت ماي "نجري اتصالات منتظمة مع البلدين ونحث على الحوار والحلول الدبلوماسية لضمان الاستقرار الإقليمي. نعمل عن كثب مع شركاء دوليين، بما في ذلك من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لتخفيف التوترات".

من جهة أخرى، دعت فرنسا، الهند وباكستان إلى "التهدئة"، وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنّ بلاده "قلقة من تدهور الوضع" بين البلدين.

كذلك جدّدت الصين دعوتها الهند وباكستان إلى ضبط النفس، وذلك خلال مؤتمر صحافي اعتيادي في بكين للمتحدث باسم وزارة الخارجية، لو كانغ.

وكان حضّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، "الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس وتجنّب التصعيد بأي ثمن"، مشيراً إلى أنّه تباحث هاتفياً مع نظيريه الهندي والباكستاني.

إغلاق المجال الجوّي الباكستاني وتعليق الرحلات الجوية

أعلنت هيئة الطيران المدني في باكستان، في تغريدة على موقع تويتر، إغلاق المجال الجوّي للبلاد "رسميّاً حتى إشعار آخر".  

ومن الجانب الهندي، أفاد مسؤولون، رفضوا الكشف عن أسمائهم، أنّ خمسة مطارات على الأقل أُغلقت وأُلغي العديد من الرحلات، إلّا أنّ هيئة الطيران المدني الهندية لم تدلِ بأي تعليق على الأمر حتّى الساعة.

في السياق ذاته، أعلنت دول عدّة وشركات طيران وقف الرحلات الجوية من وإلى باكستان بسبب إغلاق مجالها الجوي، منها شركة طيران الخليج الوطنية البحرينية والخطوط الجوية السعودية وشركات الطيران الإماراتية والخطوط الجوية القطرية. أمّا شركة طيران الإمارات فأوقفت جميع رحلاتها الجوية إلى باكستان إضافة إلى أفغانستان، بسبب إغلاق البلدين مجالهما الجوي، وفق ما قالت متحدثة باسم الشركة.

وكانت إدارة الطيران المدني الأفغاني علّقت الرحلات الجوية المارّة فوق الأجواء الباكستانية "حتى إشعار آخر".

بداية الأزمة بين البلدين

بدأ التوتّر بين البلدين بالتصاعد منذ 14 فبراير (شباط)، حين فجّر انتحاري مقيم في باكستان نفسه في الجزء الهندي من إقليم كشمير، موقعاً 40 قتيلاً على الأقل من قوات الأمن الهندية.

على أثر هذه الحادثة، شنّت الطائرات الحربية الهندية الثلثاء ضربة جوية داخل باكستان، للمرة الأولى منذ حرب العام 1971، "على معسكر تدريبي لتنظيم "جيش محمد" الإسلامي المتشدّد"، وفق ما أعلنت وزيرة الخارجية الهندية شوشما سواراج، إذ كان التنظيم أعلن مسؤوليته عن التفجير.

وأتى الردّ الباكستاني الأربعاء، حين أعلن الجيش أنّه "أسقط" طائرتين هنديتين دخلتا المجال الجوي الباكستاني، سقطت إحداهما في كشمير الهندية والأخرى في كشمير الباكستانية، واعتقل طياراً هندياً.

ويمثل التصعيد الأخير تحولاً مباغتاً في العلاقات بين الدولتين اللتين تحكم كل منهما جزءاً من إقليم كشمير الجبلي في جبال الهيمالايا، فيما تزعم كلتاهما حقّها في كامل الإقليم.

المزيد من دوليات