Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 سيناريوهات تحكم المشهد السياسي بإسرائيل

احتدام المنافسة بين "الليكود" و"أزرق أبيض"... واستطلاعات الرأي تؤكد تقارب النتائج

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس (أ.ف.ب)

بينما يستعد الناخبون الإسرائيليون لاختيار نواب الكنيست للمرة الثالثة في أقل من عام، لا يزال الغموض يسيطر على المشهد السياسي في البلاد، مع تقارب حظوظ الخصمين الرئيسيين، وهما حزب الليكود بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو، وتحالف "أزرق أبيض" بزعامة رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس، وفق ما كشفته غالبية استطلاعات الرأي الحديثة، ما يصعّد من مخاوف احتمالية الذهاب إلى جولة انتخابات رابعة.

وفي أجواء عدم اليقين بإمكانية الحسم التي تسيطر على المشهد، يعدد مراقبون سيناريوهات اليوم التالي للانتخابات المقررة الاثنين المقبل، قد يقود أحدها إلى "جر إسرائيل إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي"، حسب توصيف نتنياهو.

وبعد الانتخابات التي جرت في أبريل (نيسان)، وفي سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، ولم يتمكّن نتنياهو أو غانتس من تشكيل الحكومة منفرداً، لعدم حصول أيّ منهما على الأغلبية الكافية لتشكيلها، ما دفع إلى الإعلان عن انتخابات ثالثة للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل.

المنافسة محتدمة
وفق أحدث استطلاعات الرأي، لا تزال المنافسة محتدمة، بين حزب "الليكود" اليميني بزعامة نتنياهو، وتحالف "أزرق أبيض" بقيادة غانتس، إذ تتقارب إلى حد بعيد حظوظهما في الانتخابات المقبلة.

وكشف استطلاع للرأي، نشرت نتائجه القناة الـ13 الإسرائيلية مساء الجمعة، أنّ الكتلة التي تضم أحزاب اليسار والوسط والأحزاب العربية، ويقودها "أزرق أبيض"، ستحصل على 56 مقعداً في الكنيست (يتكوّن من 120 مقعداً)، وهو عدد المقاعد نفسه المتوقع أن تحصل عليها كتلة أحزاب اليمين والأحزاب الدينية والمتشددة، التي يقودها حزب الليكود، بينما يتوقّع أن يحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية والدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان، على الـ8 مقاعد المتبقية.

ووفق استطلاع القناة الـ13، الذي شمل عينة مكونة من 804 أشخاص، 600 من المجتمع اليهودي، و204 من مجتمع "غير يهودي"، بنسبة خطأ تصل إلى 3.8 في المئة، فمن المرجح أن يحل ثالث أكبر حزب في الكنيست، "القائمة المشتركة" التي تمثل العرب في إسرائيل بعدد 15 مقعداً.

وبهذه النتيجة المتوقعة وفق الاستطلاع، فإنها لا تختلف كثيراً عن النتائج النهائية للانتخابات الأخيرة التي جرت في الـ17 من سبتمبر (أيلول)، إذ حصلت كتلة اليسار والوسط، بقيادة غانتس على 57 مقعداً، مقابل 55 للكتلة التي يقودها نتنياهو، ما عقّد من مهمة الرجلين في قدرتهما على تشكيل الحكومة.

في السياق ذاته، أظهرت نتائج استطلاع آخر، يوم الجمعة، ونشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن زخم اليمين في البلاد "لا يزال مستمراً"، إلا أن تقارب النتائج هو الأبرز بين حزب الليكود، ومنافسه تحالف "أزرق أبيض"، مشيرة إلى حصول كل حزب من دون تحالف الأحزاب القريبة منه، على نحو 33 مقعداً.

ووفق هذا الاستطلاع فمن المتوقع أن تأتي تشكيلة الكنيست المقبلة كما يلي، 33 مقعداً لكل من الليكود وتحالف "أزرق أبيض"، و14 مقعداً للقائمة المشتركة (العربية)، بينما من المرجّح أن يحصل حزب العمل على 9 مقاعد، و8 مقاعد لكل من حزب "شاس" الديني المتطرف، وحزبي "يمينا" المتطرف، و"يهودية التوراة" اليميني، أمّا حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان، فمن المتوقع حصوله على 7 مقاعد.

ومع إمكانية تحقق تلك النتائج، فإنها تعني تقارباً في عدد المقاعد للكتلتين الرئيستين في البلاد بين نتنياهو وغانتس، بواقع نحو 57 مقعداً لأحدهما، و56 للآخر، ليكون في ذلك حزب ليبرمان مرجحاً لكفة أحدهما حال إقراره الانضمام إلى أي طرف، إلا أن الأخير يرفض المشاركة في الحكومة على وقع الخلاف حول "تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية".

5 سيناريوهات مرجحة
وتهيمن حالة الاستقطاب على المشهد السياسي في إسرائيل، وتذهب غالبية استطلاعات الرأي إلى تقارب النتائج، ما يعني تكرار سيناريو الانتخابات السابقة، ويرجّح متخصصون 5 سيناريوهات ترسم ملامح المرحلة السياسية المقبلة ما بعد انتخابات الاثنين.

ووفق ما ذكر يوفال كارني، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنّ السيناريو الأول، يتعلق بتشكيل "حكومة يمين ضيقة"، مشيراً إلى أنه ورغم توقع استطلاعات الرأي فإن كتلة اليمين التي تضم (الليكود، ويمينا، وشاس ويهودية التوراة)، تبعد مقعدين فقط من كتلة 61، التي تمكّنها من تشكيل الحكومة، إلا أنه يبقى هناك احتمال ولو بسيط في أن ينجح الليكود في الحصول على عدد أكبر من المقاعد، أو ارتفاع مقاعد أيّ من الأحزاب المتحالفة معه، بدرجة تمكّن نتنياهو من تشكيل حكومة ضيقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن ثاني السيناريوهات حسب كارني، فإنه يتمثل في إمكانية أحد الخصمين الرئيسيين في الانتخابات (نتنياهو وغانتس) من تشكيل الحكومة بواسطة مشاركة قوى من المعسكر الآخر، موضحاً "مثلاً إذا كانت كتلة اليمين ينقصها 3 إلى 4 مقاعد، سيكون ممكناً الوصول إلى 61 من خلال انضمام نواب من (أزرق أبيض) أو من حزب (العمل) إليهم، وفي السيناريو المعاكس ربما ينجح غانتس في تشكيل الحكومة عبر تفكيك تكتل اليمين"، إلا أنه يبقى سيناريو مستبعداً.

وتقول "يديعوت أحرونوت"، إنّ السيناريو الثالث، يتمثل في "حكومة الوحدة"، وهي تلك التي ربما يتوافق بشأنها كحل وسط كل من نتنياهو وغانتس، إلا أنّ تصريحات الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات، فضلاً عن فشل هذا الحل في أعقاب انتخابات سبتمبر (أيلول) الماضي، قد يستبعد مرة أخرى في انتخابات مارس (آذار) المقبلة.

ويتمثل السيناريو الرابع في "حكومة أقلية"، الذي قد يكون ممكناً بالنسبة إلى غانتس، حسب الصحيفة، وذلك عبر التحالف مع حزبي "إسرائيل بيتنا"، و"العمل"، وبدعم من "القائمة المشتركة".

وأخيراً، يأتي السيناريو الخامس، وهو أكثر السيناريوهات تخوفاً من قبل أطراف المعادلة السياسية الإسرائيلية، وهو اللجوء إلى انتخابات رابعة في حالة فشل أيّ من الأطراف مجدداً في تشكيل الحكومة.

وتقول "يديعوت أحرونوت"، إنه "مهما بدا الأمر مخيفاً، فإنه حسب الاستطلاعات، يبقي الخيار المرجح انتخابات رابعة في حال تمترس كل مرشح خلف مواقفه"، موضحة "ستكون انتخابات متكررة، والعقدة السياسية ستبقى على حالها".

النظام الانتخابي في إسرائيل
يتنافس في هذه الانتخابات الثالثة، 29 قائمة أو حزباً على أصوات الناخبين الإسرائيليين، ويمكن للمواطنين الإسرائيليين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وأكثر التصويت، ويقدّر عدد المصوتين أو من يحق لهم التصويت 6.4 مليون ناخب.

ويعطي نظام التمثيل النسبي للانتخابات في إسرائيل فرصاً للأحزاب الصغيرة بالدخول إلى الكنيست (البرلمان) المؤلّف من 120 عضواً يتولون مهامهم مدة أربع سنوات، إذ يتطلب من كل حزب أن يحصل على ما لا يقل عن 3,25 في المئة من الأصوات لدخول الكنيست، وتضمن هذه النسبة الحصول على أربعة مقاعد، إذ يجرى حساب عدد المقاعد المخصصة لكل قائمة وفقاً للنسبة المئوية للأصوات التي فازوا بها.

ففي حال حصل حزب على نحو 6,5 في المئة من الأصوات مثلاً، ينال المرشحون الثمانية الأولون في القائمة مقاعد برلمانية، ويشجّع هذا النظام المجموعات الصغيرة على توحيد صفوفها مع أطراف أخرى.

وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات أبريل (نيسان) 68,4 في المئة، وهذه النسبة تعد أقل من تلك البالغة نحو 70 في المئة، التي سجّلت في انتخابات سبتمبر (أيلول). وانتهت الانتخابات بحصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) وغريمه بيني غانتس (وسط) على عدد شبه متساوٍ من الأصوات، ما حال دون تشكيل حكومة جديدة.

ويؤدي وجود كثير من الأحزاب إلى استحالة حصول أحدها على الغالبية المطلقة البالغة 61 مقعداً والضرورية لتشكيل الحكومة، وبمجرد فرز الأصوات تبدأ المفاوضات لتشكيل ائتلاف.

فبالتشاور مع الأحزاب بعد الانتخابات يحدد رئيس البلاد شخصية تشكّل الحكومة، وفي حال فشله، يعيّن الرئيس الشخص الذي لديه، حسب رأيه، أفضل فرصة لتشكيل ائتلاف، وقد لا يكون هذا الشخص بالضرورة زعيم الحزب الأكثر تمثيلاً في البرلمان. وبعد انتخابات سبتمبر (أيلول)، طلب الرئيس من نتنياهو، ثم من غانتس تشكيل الحكومة، لكنهما فشلا في تجميع غالبية داخل البرلمان، ما قاد إلى انتخابات ثالثة في أقل من عام.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات