Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أصاب 54 دولة... متى يصبح "كورونا" وباء عالميا؟

"الصحة العالمية" ترى أن الإصابات بالفيروس في سائر البلدان لا تزال طفيفة مقارنة بالصين

أصاب "كورونا" أكثر من 83670 ألف شخص وأودى بأكثر من 2865 ضحية في العالم (رويترز)

رغم تزايد عدد الدول التي أصابها فيروس كورونا المستجد، ليتجاوز 50 دولة حول العالم، معلناً اتساع نطاقه الجغرافي في 5 قارات، ومتجاوزاً بؤرة ظهوره الأولى الصين، فإن منظمة الصحة العالمية لم تصنّف الفيروس "وباءً عالمياً"، مع تأكيدها أن الزيادة المستمرة في عدد الحالات الجديدة والدول المتأثرة "تبعث على القلق، وتستدعي رفع خطورة تداعيات المرض إلى درجة مرتفع جدّاً".

ومع إبداء كثيرٍ من المتخصصين والمعنيين، قلقهم إزاء انتشار ما بات يُعرف طبياً بـ"كوفيد 19"، واستعداد هيئات دولية لاحتمال أن يتحوّل الفيروس إلى وباء يتعين على العالم مواجهته، تقول الصحة العالمية، إنه ووفق تطورات "كورونا" والأرقام والإحصاءات الخاصة بانتشاره فإنه لم يصل بعدُ إلى مرحلة "الوباء العالمي"، الذي يستلزم الطوارئ الدولية، رغم اقترابه من تلك المرحلة.

وفي آخر إحصائية للفيروس حول العالم، اليوم الجمعة، أصاب "كورونا" أكثر من 83670 ألف شخص، وأودى بأكثر من 2865 ضحية، وسجّلت الصين (من دون احتساب هونغ كونغ وماكاو)، حيث ظهر الوباء نهاية ديسمبر (كانون الأول)، 78824 إصابة، منها 2788 وفاة.

وفي بقية العالم، أحصيت 4846 حالة في 54 بلداً ومنطقة، بينها 78 وفاة، ما يطرح أسئلة حول توقيت واحتمالية إعلان كورونا "وباءً عالمياً".

آخر تطورات الفيروس
وفق آخر بيانات الصحة العالمية، اليوم الجمعة، فإنّ تفشي فيروس كورونا "يتسع"، بعدما اكتشفت أول حالة إصابة مؤكدة في نيجيريا بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء، وجددت تحذيرها من أن الفيروس ربما ينتشر في غالبية البلدان "إن لم يكن جميعها".

وقال كريستيان لندميير، المتحدّث باسم منظمة الصحة العالمية، في إفادة صحافية بجنيف، "المنظمة تدرس تقارير بشأن إصابة بعض الأشخاص بالمرض بعد الشفاء منه، وهو ما سيشمل مراجعة كيفية إجراء الفحوص".

وأضاف، "لكن بشكل عام، يظل الشخص الذي سبق أن أصيب بفيروس كورونا محصناً لفترة على الأقل".

ومن جانبها، أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين، اليوم الجمعة، أنّ بر الصين الرئيسي سجّل 327 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا، أمس الخميس، انخفاضاً من 433 حالة في اليوم السابق، وهو أدنى معدل إصابات يومي منذ 23 يناير (كانون الثاني)، وبذلك يرتفع إجمالي عدد الحالات المؤكدة في بر الصين الرئيسي حتى الآن إلى 78824 حالة.

وسجّل إقليم هوبي بوسط الصين، بؤرة انتشار المرض، 318 حالة مؤكدة جديدة انخفاضاً من 409 في اليوم السابق، وهو أدنى معدل منذ 24 يناير (كانون الثاني). وبلغت الوفيات في بر الصين الرئيسي 2788 حتى نهاية أمس الخميس، بارتفاع 44 حالة عن اليوم السابق.

وخارج الصين، باتت كوريا الجنوبية البلد الذي يشهد أسرع انتشار للفيروس، حيث سجلت 571 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، وتجاوز العدد الإجمالي في هذا البلد ألفي إصابة، كما حلّ كل من إيران وإيطاليا في المراتب المتقدمة للدول التي أصابها الفيروس بـ"عنف".

وأُعلن ظهور الفيروس في عدة دول جديدة هي هولندا ونيجيريا ونيوزيلندا وبيلاروسيا وأذربيجان وليتوانيا، وتعد الحالة التي رصدت في لاغوس، العاصمة الاقتصادية لنيجيريا، أول إصابة في أفريقيا جنوب الصحراء، بينما سجّلت أول إصابة في المكسيك الجمعة.

لماذا لا يعد "كورونا" وباءً عالمياً؟
حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، لمفهوم "الوباء"، فإنّه "يحدث في جميع أنحاء العالم، أو على مساحة واسعة جداً عابرة الحدود الدولية وتفوق التوقعات، ويؤثر في عدد كبير من الناس".

ويُطلق هذا الوصف على الأمراض المُعدية التي تهدد كثيراً من الناس بكل أنحاء العالم في الوقت ذاته، وهو ما حدث مع إنفلونزا الخنازير التي انتشرت عام 2009، ويعتقد الخبراء أنها تسببت في وفاة مئات الآلاف.

وتقول الصحة العالمية، إنّ الوباء يعلن "عندما ينتقل المرض بسهولة من شخص إلى آخر في عديد من مناطق العالم"، موضحة "الأوبئة تبدأ عادة مع فيروس جديد قادر على إصابة الناس بسهولة، وعلى الانتقال من شخص إلى آخر بشكل فعّال ودائم، إلا أنه ورغم ذلك لا يزال من غير الممكن أن يوصف كورونا وباءً عالمياً".

واستيضاحاً للأمر، قال أمجد الخولي، استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية لـ"اندبندنت عربية"، إنه "بناء على المعلومات المتاحة حتى الآن فإنّ انتقال المرض بين البشر ما زال محدوداً ومقصوراً على دولة الصين، على الرغم من وجود كثير من الحالات جرى اكتشافها بعدد من دول العالم". موضحاً "لا نزال نعتبر أن 99 في المئة من حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا تتركز في الصين، وأن الإصابات بالفيروس في سائر البلدان لا تزال طفيفة مقارنة بالوضع في الصين، الذي يتسم بالخطورة الشديدة".

ويتابع الخولي، "علينا أن نعلم أن ثمة معايير يُجرى في ضوئها اعتبار فاشية ما وباءً عالمياً، على رأسها الانتشار الجغرافي بمعنى انتشار حالات دالة من مصادر متعددة  في أكثر من ثلاث قارات، ودرجة وخامة المرض، وعدد الإصابات، ومعدل الوفيات، ومن ثمّ لا يمكننا الآن القول إن كورونا تحوّل إلى وباء عالمي".

وأضاف، "الحالات التي اُكتشفت في بلدان خارج الصين تؤخذ بكل جدية وترقب، لكن هناك سؤال لا تنطبق إجابته على حالة كورونا، لاعتباره وباء عالمياً، مفاده هل هناك حالات تظهر خارج الصين لا علاقة لها بمخالطة حالات إصابة في الصين؟ أي هل هناك منشأ للفيروس في مكان آخر غير الصين؟"، معتبراً أن "الإجابة عن هذا السؤال الجوهري هي التي يمكنها أن تغير رؤيتنا وتقييمنا لفاشية فيروس كورونا".

وحسب توصيف متخصصين في منظمة الصحة العالمية لمراحل الوباء، قد يكون كورونا على "بعد خطوة" من أن يكون "وباءً"، معتبرين أنه في حال ظهرت حالات تفشي جماعية ومستمرة، عندها يمكن القول إنه وباء.

ويقول ريتشارد برنان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمي بالصحة العالمية، "انتشار كورونا خارج الصين يظهر متدنياً وبطيئاً"، موضحاً "لم نشهد انتشاراً عالمياً غير مسبوق للفيروس، واستخدام كلمة (وباء) لا تتناسب مع الواقع".

ماذا لو أعلن وباء عالمياً؟
وفق ما أوضحت نايجل ماكميلان، مديرة قسم الأمراض المعدية والمناعة في معهد "مينزيس" الصحي في كوينزلاند، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإنه "في حالة ما اعتبر وباءً، فحينها توجد أشياء كثيرة لا بدّ من اتخاذها".

ومن بين الإجراءات التي يتوجّب اتخاذها حسب ماكميلان، "حظر السفر لن يكون مفيداً أو مجدياً، بل سيدفع السلطات الصحية إلى رفع حالة التأهب والاستعداد إلى المرحلة الأكثر حزماً، وهذا ما يشمل إعداد المستشفيات لتدفق كبير من المرضى، وتخزين مضادات للفيروسات، وتوعية الجمهور بطرق الوقاية، مثل البقاء في المنزل في حال المرض، والانعزال الاجتماعي، وتجنّب التجمعات الكبيرة وما إلى ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولجأت منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة الطوارئ العالمية بسبب مؤشرات انتقال "كورونا" من شخصٍ إلى آخر خارج الصين، وبسبب ما يمكن أن يحدث في حال انتشر الفيروس في بلاد تعاني نظام خدمات صحية ضعيفاً.

وقالت المنظمة، "على الرغم من وجوب اتخاذ الدول التدابير اللازمة لمنع انتشار الفيروس، ليس ضرورياً بعدُ التدخل عبر إجراءات تشمل التجارة والسفر".

وفي 18 فبراير (شباط) الحالي، نشر مسؤولون في قطاع الصحة بالصين تفاصيل عن أكثر من 44 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، وذلك في أكبر دراسة تصدر منذ انتشار الفيروس أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وحسب نتائج تلك الدراسة، فإنّ أكثر من 80 في المئة من حالات الإصابة كانت بسيطة، وأن الفيروس يشكّل خطورة أكبر على المرضى بأمراض أخرى بالفعل والمسنين، ويبلغ المتوسط العام لحالات الوفاة بين المصابين 2.3 في المئة.

وذكرت نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية علم الأوبئة الصينية، ارتفاع معدل حالات الوفاة تدريجياً في الفئات العمرية أعلى من 39 سنة، إذ بلغت النسبة بين المصابين في الفئة العمرية من 40 إلى 50 سنة 0.4 في المئة، بينما وصلت في فئة 50 إلى 60 سنة 1.3 في المئة، في حين ارتفعت إلى 8 في المئة بين المصابين في الفئة العمرية بين 60 و70 سنة.

آخر الأوبئة العالمية
في العام 2009، أعلنت منظمة الصحة العالمية تحوّل إنفلونزا الخنازير إلى وباء، وذلك بعد أن انتشر الوباء الذي عرف طبياً بـ"إتش 1 إن 1"، بعدما كان ظهوره الأولي في المكسيك أبريل (نيسان) من العام ذاته، قبل أن ينتشر في عديد من دول العالم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنّ إنفلونزا الخنازير من أكثر الفيروسات خطورة، إذ يتمتع بقدرة تغير سريعة، هرباً من تكوين مضادات له في الأجسام التي يستهدفها.

وفي توصيفه تقول المنظمة، إن "إتش 1 إن 1" يقوم بتحوير نفسه بشكل طفيف كل عامين إلى 3 أعوام، وعندما تبدأ الأجسام التي يستهدفها بتكوين مناعة نحوه، يتحوّر الفيروس، ويتمكّن من الصمود أمام الجهاز المناعي مسبباً حدوث "جائحة" أو وباء يجتاح العالم كل عدة سنوات.

وفي شهر يونيو (حزيران) 2012 نشرت تقديرات عبر دراسة لمجموعة من الأطباء والباحثين والهيئات أعلنت فيها وفاة 280 ألف شخص، منهم 201 ألف حالة وفاة جراء أسباب تنفسية، و83 ألف حالة وفاة جراء أمراض القلب والأوعية الدموية، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية في العام 2010 وفاة 18 ألف شخص جراء الوباء.

وخلال السنوات الأخيرة، انتشر كثير من الفيروسات الخطيرة بمناطق متفرقة حول العالم، كان أبرزها كورونا الشرق الأوسط، وفيروس إيبولا، الذي انتشر في عدد من الدول الأفريقية، وفيروس زيكا الذي ظهر بأميركا الجنوبية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات