Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آخر الأنباء من المحلفين في قضية واينستين تنذر بمفاجأة

توصّلت لجنة المحلّفين إلى قرارٍ في كافة التّهم ما عدا الإعتداء الجنسي. أتابع المحاكمة منذ بدايتها في نيويورك ولم يتوّقع أحد منّا هذا الأمر

رسم يُظهر واينستين على منصة الدفاع أثناء طلب القاضي من المحلفين متابعة التداول في المسألة (أ.ب.) 

يوم الجمعة 21 فبراير (شباط)، وبعد أربعة أيّام من المداولات، أصدرت هيئة المحلّفين في محاكمة هارفي واينستين الجنائية ما يشبه الإعلان. وفيما لم تعلن عن حكمها- ليس بعد. أفصحت عن أمرٍ أكثر تعقيداً منه- ويسترعي الانتباه أكثر إلى حد ما.

طرحت الهيئة سؤالاً.

أراد أفرادها أن يعرفوا إن كان بإمكانهم الوصول إلى طريق مسدود في تهمةٍ من التّهم الأساسية الموجّهة ضدّ رجل الأعمال الهوليوودي النّافذ. وما أعنيه بـ"إمكانهم" هو أنّ المحلّفين- وهم سبعة رجال وخمس نساء- سعوا لطلب إذن القاضي بعدم التوصّل إلى حكم في هذه التّهم. لكن القاضي لم يقبل بالموضوع وحثّهم على مواصلة النقاش. وقال القاضي جيمس بورك إنه قد يحدث لهيئة المحلّفين أن تعاني في سبيل التوصّل إلى قرارٍ بالإجماع مضيفاً "إستكملوا مداولاتكم رجاءً".

وتُعتبر تُهم الإعتداء الجنسي أقوى التّهم التي تواجه واينستين في قضيته في نيويورك. وإن أُدين الرجل البالغ من العمر 67 عاماً بهذه التّهم، قد يقضي ما تبقّى من حياته وراء القضبان (تصل عقوبة كلّ تهمةٍ إلى 25 عاماً بالحدّ الأدنى). كما أنّ هذه التهم تفرض أعلى درجات عبء الإثبات: فبموجب قانون نيويورك، واحدة من الطرق التي تسمح بإدانة شخص بالإعتداء الجنسي هي إثبات ارتكابه جرائم بحقّ عدّة ضحايا.

لكن يبدو أنّ المحلّفين الإثني عشر لم يستطيعوا إلى الآن الإتّفاق على إدانة واينستين أو الحكم ببراءته في تهم الإعتداء الجنسي. لكنّهم سألوا القاضي بورك يوم الجمعة إن كان بإمكانهم التوصّل إلى قرار بالإجماع بشأن التهم الثلاث الأخرى تحديداً التي يواجهها المنتج (وهي الإغتصاب من الدرجة الأولى والإغتصاب من الدرجة الثالثة والفعل الجنسي القسري). وسوف يظهر لاحقاً إن كانوا سيتّفقون على إدانته أو تبرءته بهذه التّهم.

من الصعب أن نبالغ في تقدير حجم الترقّب الذي أحدثته القضيّة في نيويورك. وقفت خارج قاعة المحكمة يوم بدأت عمليّة اختيار أفراد هيئة المحلّفين حين أدلت سبع نساء (تقدّمن جميعهنّ بشكاوى بحقّ واينستين) ببيانات مشتركة للصحافة. وقالت روز ماكغوان لواينستين "أنت الوحيد المُلام". فيما صرّحت روزانا آركيت أنّ "زمن ثقافة الصمت المهيمنة التي مكّنت معتدين مثل واينستين ولّى".

وخلال الأسابيع التي مرّت منذ ذلك اليوم، زادت حدّة التوتّر داخل قاعة المحكمة وخارجها. ووجدت النساء اللواتي رفعن أصواتهنّ ضدّ واينستين ملاذاً في بعضهنّ البعض فيما أثّرت عليهنّ أنباء مجريات المحاكمة. تواجه الإدّعاء والدفاع وتناوشا. وساد القلق والإنزعاج. وكتم المتابعون أنفاسهم. وأصبح الأمر الآن بيد المحلّفين الذين يبدو عليهم –ومن يستطيع لومهم؟- أنهم يقومون بعملٍ في غاية الدقّة من أجل التوصّل إلى قرار.

ليست أربعة ايام من المداولات مدة طويلة لكنها ليست بالقصيرة كذلك. فبعض الهيئات أدانت متّهمين في ساعتين فقط. بينما احتاجت غيرها لأسبوع أو أكثر. وما يظهره طرح هيئة المحلّفين أسئلة مفصّلة حول النتائج المحتملة هو درجة التعقيد في النقاش الدائر بينهم.

حتى انتقاء أفراد هيئة المحلّفين في بداية القضيّة بدا تحدياً. فقد استغرقت عملية اختيار الهيئة أسبوعين وهي مدة طويلة بعض الشيء. وكان للمحامين من الطرفين الحقّ برفض المحلّفين المحتملين إذا استطاعوا أن يبيّنوا أنهم متحيّزون ضد واينستين. كما حصل كل طرف على حقّ الإعتراض على ثلاثة محلّفين من خلال اعتراضات قطعية ليس من الضروري تبريرها.

وهيئة المحلّفين مقيّدة من عدّة جوانب في ما خصّ النتائج المحتملة. سيقدّمون قراراتهم على شكل لائحة أحكام تحكمها تعليمات. ومن المفترض أن يبدأ المحلّفون بالتوصل إلى قرار حول تهم الإعتداء الجنسي- وهي التهم ذاتها التي بدا أنهم يتنازعون حولها يوم الجمعة- قبل أن يعالجوا أو يسقطوا التهم الثلاث المتبقية. وتمنع لائحة الأحكام بعض الخلط في الأحكام  كذلك- فتبرئة واينستين من تهمة محدّدة تعني إصدار قرار مماثل في تهمة أخرى إلخ.

وتوجّهت كافة الأنظار في البلاد إلى قضية نيويورك لأنّها المرة الأولى التي يقف فيها واينستين داخل قاعة محكمة بسبب جرائمه المزعومة. وهو يواجه مزيداً من التّهم في لوس أنجلس لكن في الوقت الحالي، هذه هي نتيجة الروايات التي شاركتها عشرات النساء: خمسة اتهامات وهيئة محلّفين تطرح أسئلة أكثر مما تعطي إجابات في الوقت الحالي.

سوف يجتمع المحلّفون الإثني عشر يوم الإثنين من جديد لمواصلة مداولاتهم. وعليهم ألّا يقرأوا أي شيء متعلّق بالقضية خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل الحدّ من التأثيرات الخارجية على النتيجة النهائية. ولكن من المؤكّد أنّ الكثيرين سيظلّون في حال من التوتّر إلى أن ترشح الأنباء أخيراً من قاعة المحكمة مجدداً، كي تعلن هذه المرة التوصّل إلى حكم.

© The Independent

المزيد من منوعات