Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأردنيون يخشون تملك اليهود أراضي في البتراء

القانون الحالي لا يتيح للشركات الاعتبارية الأردنية والأجنبية شراء العقارات في المنطقة

آثار البتراء في الأردن (غيتي)

رد مجلس النواب الأردني بالغالبية مشروع قانون معدل لسلطة إقليم البتراء، بسبب مخاوف نيابية وشعبية من تسلل اليهود إلى المدينة الأثرية السياحية عبر شراء أراض فيها. والقانون مثار الجدل تم تأجيل النقاش فيه منذ العام 2016.

وبموجب التعديلات المقترحة، التي رفضها المجلس، فإنه يسمح للأشخاص المعنويين بتملك الأموال غير المنقولة الواقعة في منطقة الإقليم، شريطة أن تكون نسبة تملك الأردنيين فيها أكثر من 51 في المئة.

لغط

يقول رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء الدكتور سليمان الفرجات، إن ثمة لغطاً كبيراً حول مشروع القانون، نافياً أن يكون تم بيع أي أراض في البتراء حتى عام 2009، وهو العام الذي شهد شراء بعض المستثمرين لبعض الأراضي.

وأوضح أن القانون الحالي لا يتيح للشركات الاعتبارية الأردنية والأجنبية شراء الأراضي في المنطقة، مشيراً إلى وجود انتعاش سياحي يتطلب تعديل القانون وتطوير المنطقة التي تعد مقصداً سياحياً عالمياً.

ويبدي حسن العجارمة، رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس النواب الأردني، تفهمه مخاوف الناس من المشروع الجديد، موضحاً أن القانون لا يتحدث بأي صفة عن المنطقة الأثرية، إنما عن أراضي الإقليم.

ويعتبر العجارمة أن من حق أهالي البتراء ومنطقة وادي موسى المجاورة الاستفادة من أراضيهم سياحياً على قاعدة الاستثمار.

مخاوف مبررة

لكن آراءً أخرى تتخوف من فتح المجال أمام اليهود للتملك في البتراء، كما يدعي النائب سعود أبو محفوظ، عضو اللجنة السياحية البرلمانية. ويضيف أبو محفوظ "اليهود رقصوا ومارسوا معتقداتهم الدينية عام 2019 في مقام النبي هارون بمنطقة البتراء، فكيف لا نخشى على ثاني أكبر أعجوبة في العالم؟".

وتسببت حادثة المقام هذه، إلى جانب الضجة التي أثيرت حول تصوير فيلم "جابر" في البتراء، بتعزيز مخاوف الأردنيين. إذ حاول الفيلم ترويج فكرة أحقية اليهود تاريخياً بمدينة البتراء.

وتصف النائب في البرلمان الأردني الدكتورة ديمة طهبوب قانون إقليم البتراء بأنه غاية في الخطورة، لما يُتيحه للجانب الإسرائيلي من سهولة في شراء الأراضي وتأجيرها في المنطقة، مشيرة إلى أن الإسرائيليين ينظرون إلى البتراء كمكان مقدس.  وتؤكد أن اشتراط القانون أن يكشف المستأجر أو المشتري أصله غير واقعي ولا أحد قادر على التأكد من حمل المشتري جنسيات أخرى.

لكن الفرجات يرد بالقول إن مساحة البتراء هي 441 كيلومتراً مربعاً من ضمنها محمية البتراء، في حين أن المساحات الأخرى مملوكة للمواطنين الذين يرفضون بيع أراضيهم.

البتراء في العقيدة اليهودية

يتحدث الدكتور يوسف رشيد زريقات، مدير مركز دراسات العهد القديم، عن مكانة مدينة البتراء في العقيدة اليهودية، التي تفسر اهتمام اليهود بالمدينة الوردية، ومن بينها أن اليهود يعتقدون أن عين موسى في تلك المنطقة تفجرت جراء ضرب سيدنا موسى عليه السلام الأرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول زريقات "هنالك المئات من الكتب والأبحاث والندوات والرسائل الإيمانية المتعلقة بالبتراء كمدينة اللجوء الأخيرة لليهود، وهي التي لن يدخلها المسيح الدجال".  

ويضيف "على الرغم من أن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لم يذكر اسم مدينة البتراء الأردنية بشكل صريح كملجأ لما سيتبقى من اليهود، إلا أن تفاسير علماء اللاهوت تحدد البتراء المدينة الحصينة في الجبال كمدينة اللجوء لليهود في آخر الزمان وقبل قيام الساعة".

حج ديني

ووفق الباحث الدكتور عصام غزاوي، وفي الأول من أغسطس (آب)، وفق التقويم اليهودي، يتوجه المتدينون اليهود إلى جنوب الأردن وتحديداً مدينة البتراء لتنظيم مسيرات راجلة على الأقدام تؤدى خلالها صلوات وترانيم توراتية.

يضيف الغزاوي "من وجهة نظر اليهود ووفقاً للكتاب المقدس، فإن من أنشأ البتراء هم سلالة النبي نابوت، الابن الأكبر للنبي إسماعيل، وأنها بُنيت في مملكة أدوم قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام على يد عيسو، شقيق يعقوب التوأم الذي أصبح اسمه إسرائيل. كما يعتقدون أن اسم البتراء القديم كان سالع، هو كلمة عبرية معناها صخرة. وهم يعتقدون أن الله خاطب سيدنا موسى في جبالها".

ويقول الغزاوي "يزعمون في تاريخهم المزور أنهم ملكوا شرق الأردن قبل أن يملكوا فلسطين، لذلك يخشى الأردنيون من توسع استيطاني باتجاه الشرق وجنوب الأردن بما فيه البتراء".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي