Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العرب وأوروبا... قضايا خلافية مؤجلة الحسم لدواعي "التوافق والبرتوكول والسيادة"

أجندة شائكة ونقاش مفتوح... النووي بشقيه الإيراني والإسرائيلي والأزمة الليبية والهجرة غير الشرعية أبرز الملفات

اتفق كبار المسؤولين وقادة دول وحكومات الدول العربية والأوروبية على تجاوز المسائل والقضايا الخلافية في العلاقات بين الجانبين للخروج ببيان يحظى بالتوافق العام بين الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ العربية الأوروبية الأولى التي تستضيفها مصر اليوم وعلى مدار يومين.

خلاف حاد حول النووي الإيراني

وأعلن مسؤول بارز في جامعة الدول العربية أن الهدف من القمة هو وضع كافة الموضوعات محل النقاش أمام القادة والتفاعل بشأنها من خلال جلسات مغلقة للحوار الإستراتيجي، مؤكدا على أن كل القضايا سيتم بحثها بما في ذلك الملفات الخلافية، وخاصة تلك المتعلقة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والتي يتفرع عنها موضوعات شديدة الحساسية مثل الملف النووي الإيراني، في ضوء تناقض الموقفين الأوروبي والخليجي من هذا الملف المعقد، حيث تؤيد الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية- موقف الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي، فيما يشمل هذا الملف أيضا النووي الإسرائيلي وما يحيط هذا الملف من سياسة الغموض الإسرائيلية.

وتشمل قائمة الموضوعات الخلافية الأزمة الليبية على سبيل المثال والتي تشهد خلافا أوروبيا داخليا، لا سيما بين إيطاليا وفرنسا، فيما تكاد تجمع الدول العربية على أولوية دعم الجيش الوطني الليبي وجهود توحيد المؤسسات الليبية، وهو الملف الذي يحظى بأولوية متقدمة على أجندة السياسة المصرية.

وأكدت تريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، في تصريح لوسائل الإعلام فور وصولها لمقر انعقاد القمة، على أهمية تلك القمة العربية الأوروبية الأولى لما تمثله من فرصة للحوار بين الجانبين العربي والأوروبي، وقالت المسؤولة الأوروبية التي تشهد بلادها جدلا حاميا حول اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، إن هذه القمة تمثل بداية جيدة لتجديد التعاون بين الجانبين العربي والأوروبي.

وذكر جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، أن الهدف الأساسي من القمة يتمثل في بحث أزمات المنطقة للوصول إلى حلول سياسية لها، مشيرا في هذا الصدد خلال تصريحات لوسائل الإعلام، إلى أن الأزمة الليبية وقضية الهجرة والأزمة السورية أبرز القضايا الإقليمية المطروحة.

 

وفي تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية"، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن القمة العربية الأوروبية الأولى تعدّ منصة إستراتيجية للحوار العربي الأوروبي بشأن قضايا المنطقة، منوها بأهمية استضافة مصر، وهي "بلد الحضارة"، لهذه القمة الأولى من نوعها بين قادة دول وحكومات الجانبين العربي والأوروبي.

 

وبدوره، جدّد خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، التأكيد على التزام بلاده بعدم السماح بالهجرة غير النظامية إلى أوروبا، وتابع "سياسة تونس فيما يتعلق بالهجرة واضحة، فتونس تحرص قبل كل شيء على حماية حدودها، ولا تسمح بأي هجرة غير شرعية لأوروبا، ونرفض أن تكون تونس منطقة عبور أو مركز إيواء للمهاجرين غير النظاميين"، وشدد على اعتماد القمة لما أسماه مبدأ التوافق العام وليس الجدل حول القضايا الخلافية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من حساسية قضية الهجرة على المستوى الأوروبي، أكد وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل على اهتمام بلاده بتشجيع الهجرة الشرعية لما لها من أهمية في عملية التنمية، مؤكدا في الوقت ذاته التزام بلاده بمكافحة الهجرة غير الشرعية، وأعرب الوزير الإسباني عن تطلع بلاده لاتفاق القادة العرب والأوروبيين على إجراءات مشتركة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، التي وصفها بأنها تمثل تهديداً للمنطقتين العربية والأوروبية.

إعلان مبادئ أم قرارات توافقية؟

من جانبه، قال السفير خالد الهباس، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية لجامعة الدول العربية، في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" إن الجامعة العربية تتطلع إلى أن تشكل القمة العربية- الأوروبية الأولى مناسبة تاريخية تدفع بالعلاقات العربية الأوروبية إلى آفاق أرحب، مؤكدا أن قضايا الأزمات الرئيسية في المنطقة سوف تكون على رأس تلك الموضوعات المطروحة للنقاش في جلسات الحوار العربي الأوروبي بين القادة ورؤساء الوفود المشاركة، لافتا إلى أنه جرت العادة في مثل تلك القمم المشتركة ألا يخرج عنها قرارات محددة بقدر ما هو إعلان مبادئ يتوافق عليه الطرفان، وأشار الهباس إلى قناعته بأن صياغة توافقات حول الأزمات والقضايا الرئيسية يسمو على أية اعتبارات أخرى متعلقة بخروج القمة بقرارات محددة، معتبرا أن الأمر في نهاية المطاف سيكون مطروحا على القادة.

وفيما يتعلق ببحث القضايا الخلافية، قال الهباس "لا أريد أن أسميها قضايا خلافية، فهناك مواقف متعددة من عدة قضايا وهي تخضع لسياسة الدول ومصالحها وهي شؤون سيادية، هناك مستويات عديدة لخلق التوافق حولها من خلال الاجتماعات الوزارية ولقاءات كبار المسؤولين، أما قمة القادة فهدفها الوصول إلى المبادئ العامة المتفق عليها لتجديد الشراكة العربية الأوروبية نحو آفاق جديدة، بما يسهم في حل الأزمات في المنطقة ومواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي".

جدول عمل مفتوح

وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مكتب الأمين العام للجامعة، إن جدول أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى يعد جدول أعمال مفتوحا يتيح للجانبين طرح كافة القضايا، وليست قمة تقليدية لها بنود ثابتة وجامدة.

المزيد من سياسة