سُجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في مصر أخيراً، بعد اكتشاف شخص أجنبي مصاب به وصل إلى البلاد على متن رحلة جوية آسيوية.
يأتي ذلك في وقت تخطت حصيلة وفيات الفيروس القاتل حتى يوم السبت الماضي، 1500 شخص، بينما تجاوز عدد الإصابات 66 ألف شخص في الصين، بينهم ما لا يقل عن 1716 حالة في صفوف الأطباء والممرضين الذين يعملون بشكل مباشر مع المرضى، وفق ما أفادت لجنة الصحة الوطنية في بكين.
وبحسب ما أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية مساء الجمعة في بيان مشترك، فإنه جرى اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة للفيروس داخل البلاد لشخص أجنبي، إذ إن نتيجة التحاليل المعملية للحالة المشتبه فيها جاءت إيجابية، لكن "من دون ظهور أي أعراض مرضية".
وذكرت مصادر صحيّة لـ"اندبندنت عربية"، أن الحالة لشخص صيني كان على متن إحدى الرحلات الجوية من آسيا، وبعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة عليه نُقل إلى الحجر الصحي في مدينة مطروح (شمال غربي البلاد) لمتابعته طبياً.
وأوضحت المصادر "بعد اكتشاف الإصابة، أُجريت التحاليل اللازمة لكلّ المخالطين للحالة المصابة وجاءت نتائجها سلبية، كما جرى عزلهم ذاتياً في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يوماً (فترة حضانة المرض)، لوضعهم تحت المتابعة الدقيقة كل 8 ساعات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كيف تعاملت القاهرة مع الحالة؟
وفق ما ذكرت وزارة الصحة في بيانها، فإنه بعد اكتشاف المصاب، جرى نقله بإحدى سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم إلى المستشفى لعزله ومتابعته صحياً، مشيرةً إلى أن وضعه الصحي "مستقر تماماً" في الوقت الراهن.
وقال خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام في مصر، والمتحدث الرسمي للوزارة "نجحت الوزارة في اكتشاف أول حالة لشخص أجنبي مصاب بفيروس كورونا بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي يجري تطبيقها من خلال تفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت فيها إصابات بالفيروس".
وأشار إلى أنه "تم إجراء التحاليل المعملية للحالة المشتبه فيها، التي جاءت نتيجتها إيجابية للفيروس، ولكن من دون ظهور أي أعراض مرضية. وعلى الفور، جرى إبلاغ منظمة الصحة العالمية، كما اتُخذت الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة بالتعاون مع المنظمة".
وعقدت وزيرة الصحة والسكان هالة زياد، أمس الجمعة، اجتماعاً موسعاً مع قيادات الوزارة لمتابعة تطبيق خطة الوزارة في التصدي للفيروس والتعامل معه، مشدّدةً على اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة في منافذ مصر.
تنسيق مع "الصحة العالمية"
من جانبه، نقل بيان عن جون غابور، ممثل منظمة الصحة العالمية في القاهرة، إشادته بـ"سرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف، وحرصها على إبلاغ المنظمة بالحالة فور الاشتباه فيها".
وذكر أن مصر "من أوائل الدول التي وضعت خطة وقائية جيدة للتصدي لفيروس كورونا المستجد وكيفية التعامل مع الحالات المصابة حال اكتشافها، كما أن مصر من أوائل الدول في إقليم شرق المتوسط التي زوّدتها المنظمة بكواشف دقيقة للكشف عن المصابين".
وأظهرت خرائط لتوضيح المناطق الجغرافية التي ظهر فيها "كورونا" في العالم على موقع منظمة الصحة العالمية أن الحالة التي اكتُشفت في مصر هي الأولى على مستوى قارة أفريقيا، كما تُعدُّ مصر الدولة العربية الثانية التي تسجل حالة إصابة بهذا الفيروس بعد الإمارات التي رصدت حتى اليوم ثماني حالات.
وكانت القاهرة علّقت في وقت سابق من فبراير (شباط) الحالي جميع الرحلات على متن ناقلتها الوطنية إلى الصين، وستبقى معلّقة حتى نهاية الشهر، كما أُجلي 302 مصري من مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها الفيروس، ووُضعوا قيد الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.
