Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشاهير من لبنان يسترجعون الحب الأول

منهم من ينكره بينما آخرون يستعيدون ذكراه وأدق تفاصيله

الحب في وسط بيروت (غيتي)

يُجمع المشاهير على أهمية الحب في حياتنا، خصوصاً في زمن تسوده المصالح، وتسيطر على ناسه الكراهية والتعصب، لكنهم في المقابل، يختلفون في نظرتهم إلى الحب الأول، فمنهم من ينكره ويؤكد أنه لا يذكر منه شيئاً وكأنه لم يكن، بينما آخرون يستعيدون ذكراه وأدق تفاصيله وكأنهم عاشوه بالأمس القريب.

يؤكد النائب اللبناني سامر سعادة، أنه لم يبق شيء من حبه الأول موضحاً "الحب الأول عشته خلال دراستي الجامعية وهو كان لزميلتي وانتهى عند تخرجي من الجامعة ولقد تمكنت من تخطيه ولا أذكر منه شيئاً".

ويرى سعادة أن الحب محرك فاعل في حياتنا، لأن العلاقات الإنسانية، من وجهة نظره، تتخطى كل المساوئ التي تحصل في هذا العالم، وإلا لما كنا تمكنا من الاستمرار.

ويضيف "الحب عامل أساسي لاستمرار البشرية وإلا نتحول إلى حيوانات. لا شك في أن المصالح تسود العلاقات بين فئة معينة من الناس ولكن هناك فئة أخرى تتمسك بالأخلاق والمبادئ، ونحن كبشر لسنا متشابهين بل يوجد اختلاف بيننا".

في المقابل، يوضح نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن الحب هو الذي بقي من أول حب في حياته، مشيراً إلى أن الإنسان لا يمكنه العيش من دونه.

ويضيف "الحب هو الحياة، والمعيار الذي يؤكد ما إذا كنا على قيد الحياة أم لا، هو عدد نبضات القلب التي تزيد عندما نشاهد المحبوب. وحبي الأول جميل جداً هو كان لزوجتي لأنني تزوجت في عمر الـ 19 وهذا الحب لا يزال مستمراً لأنه عميق ومتأصل".

النسيان

لا يتذكر لاعب كرة السلة إيلي مشنتف حبه الأول ويقول "كل التجارب العاطفية التي مررت بها عندما كنت صغيراً، لم يكن لها دور في حياتي، والحب الحقيقي هو الذي عشته بعد طلاقي. كنت طالباً في مدرسة صيدون في مجدليون (جنوب لبنان) وكأي مراهق أعجب بأي فتاة جديدة في صفي، أحاول التقرب منها، أكتب اسمي على طاولتها الدراسية، وأهديها الورود. كلها ذكريات بريئة بقيت واستمرت".

ويرى مشنتف أن كل شيء تغير في هذا الزمن "الحب في الماضي كان عفوياً وبريئاً، أما اليوم فهو مبني على المصالح. حتى الدنيا تغيرت والسوشيال ميديا لها دور كبير في تغيير مفاهيم الحب، ولكن بالنسبة إليّ، عندما يلتقي شخصان فإن الذي يربط بينهما لا يقدّر بثمن. في الماضي كانت هناك حرمة للحب وكانت هناك مسافة بين الحبيبين، بينما اليوم أصبح كل شيء متاحاً ومباحاً، ما يفعله أولادي اليوم لم أكن أفعله عندما كنت في عمر العشرين والسبب في ذلك، هي مواقع التواصل الاجتماعي التي أفسدت معنى الحب".

جورج قرداحي

الإعلامي جورج قرداحي يؤكد أنه نسي حبه الأول، ويقول "تعديت الستين ولا أذكر أي شيء منه".

كما يوضح قرداحي أن الحب يبقى محركا فاعلاً في حياتنا "الحياة بلا حب لا طعم لها، وحتى لو كنا نعيش زمناً يسيطر عليه الكراهية والتعصب والمادة، فإن الحب الوفي والروحاني والعميق يلعب دوراً كبيراً في حياتنا وهو المحرك الفاعل لها".

 

زاهي رهبي

في سياق متصل، يشير الشاعر والإعلامي زاهي وهبي إلى أنه لا مفرّ من الحب الأول ولا نجاة. ويضيف "كل حب أول يرافقنا طيلة الحياة. قلق العاشق على رصيف الانتظار، الموعد الأول، القبلة الأولى، الرعشة الأولى، الرجفة التي تظل سارية تحت الجلد أبد الدهر، تقلصات الأحشاء، تورد الخدين، كهرباء اليدين لحظة الملامسة الأولى، الرعدة المزلزلة حين العناق، الأشواق المتجمّرة حتى مطلع اللقاء المقبل. تدور الأيام وتمضي السنوات وتظل للبدايات نكهتها الخاصة، حتى تخال أنها مقيمة في المسام والأنفاس، وكلما ظننا أننا نجونا منها وطويناها في تلافيف النسيان، حتى تتدفق دفعة واحدة كلما قرع جرس القلب أجراس الحنين إلى سنوات اليفاعة والشغف والدهشة الطالعة من جوف العظام.

كما يرى وهبي أن الحب هو محرك أساسي في الحياة. ويقول "يبدو الحب بالنسبة إلي في عيده أو في غير عيده، ضرورة كالأوكسجين لتستمر الحياة. والحب ليس فقط حاجة ملحة بين حبيبين اثنين، بل هو ضرورة للبشرية كي تنجو وتستمر. حتى الحرية بلا حب تغدو مجرد فوضى، فكيف الحال في بلاد تطحنها الحروب وتسودها الكراهيات والأحقاد والضغائن؟ هنا يغدو العيد فرصة ضرورية لإعادة التبشير بقيم الحب والعاطفة والحنان، وهو بالمناسبة ليس فقط عيداً للعشق، بل للحب بمعناه الإنساني الشامل نسبة إلى القديس فالنتين. المشكلة أن مفاهيم السوق سلّعت كل شيء، ويتجلى هذا التسليع في عيديّ الميلاد ورأس السنة مثلما يتجلى في عيد الحب وسواه، حتى عيد الأم بكل ما يختزنه من قيم نبيلة يجعله السوق عيد هدايا".

ويضيف وهبي" مفهومنا للعيد أعمق وأبعد من مجرد هدية، مع تقديرنا للهدية وأثرها الطيب في النفس ولنا أسوة بالرسول العربي الأكرم إذ قال" تهادوا تحابوا، إن الهدية تذهب وحر الصدر". لسنا ضد الهدية، لكننا لا نقصر معنى العيد، أي عيد، على الهدية، بل على مضامينه الإنسانية وأثره في السلوك والعلاقات بين الناس. ففي زمن الضغائن والأحقاد والتفتيت المجتمعي وفساد العلاقات الإنسانية نحتاج تبشيراً بالحب وإعلاء لشأنه، ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية بين الأفراد، بل أيضاً وأولاً على مستوى الجماعات والمكونات التي تتشكل منها بلداننا ومجتمعاتنا. كل مجتمعاتنا. كل جغرافيا لا تتسع للعشاق والحالمين ليست وطناً، والوطن مساحة لقاء وتلاق بين مجموعات بشرية اختارت مساحة جغرافية بالولادة أو بالإرادة لتعيش معاً تحت راية واحدة ونشيد واحد، فكيف لا تتسع تلك المساحة لعاشقين أو حبيبين؟ يقول القديس أوغسطينوس: أحب وأفعل ما تشاء. نعم الحب يصنع المعجزات وينقذ البلاد والعباد".

 

 

نجوى كرم

من جهة ثانية، تؤكد الفنانة نجوى كرم "أن ما يبقى من الحب الأول هو الذكريات الحلوة والبريئة، لأنه يكون فتياً ولا يعرف الغش والمصلحة".

كما ترى بأن الحب يبقى المحرك الفاعل في حياتنا في زمن الكراهية والتعصب. وتوضح "لا يدرك كثيرون أن المحبة مقابل الكراهية، يكون مفعولها أكبر. المحبة لا تصدر عن شخص يكره بل عن شخص محب، وفي حال استقبلها الشخص الذي يكره فأنها تعود مضاعفة عند صاحبها المحب".

وليد توفيق

أما الفنان وليد توفيق فيقول إن الحب الأول لا يزال مطبوعاً في ذاكرته، موضحاً "حبي الأول كان لفتاة من مدينة طرابلس ولا يمكن أن أنساه أبداً. كنت عاشقاً صغيراً، أنتظرها عند مفترق الشارع لكي أشاهدها أو أتحدث معها، هو حب بريء لا أنسى منه شيئاً، ومطبوع في ذاكرتي بكل تفاصيله".

كما يعتبر توفيق أن الحب يبقى محركاً فاعلاً في حياتنا ويعقّب "من دونه لا يمكن أن نعيش هو كالمطرقة على الرأس يأتينا من دون استئذان".    

المزيد من منوعات