Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا في قمة أديس أبابا... أزمة مستمرة ولا حلول

مجرياتها لم تعكس إلا الضعف الإفريقي

من جلسات قمة أديس أبابا (غيتي)

حاول قادة أفريقيا في القمة التي جمعتهم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، مواكبة المساعي الدولية بشأن الأزمة الليبية التي بدأت في موسكو الشهر الماضي، وانتقلت إلى جنيف والقاهرة، عبر التعامل بشكل مختلف مع الملف الليبي جملة واحدة على خلاف ما أفرزه مؤتمر برلين، الذي خلص إلى حل الأزمة في ثلاثة مسارات: سياسي، وعسكري، واقتصادي.

وفي هذا السياق، يقول مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي إسماعيل الشرقي، إن القادة الأفارقة قرروا إرسال بعثة لتقييم الوضع في ليبيا ومدى احترام الفرقاء الليبيين وقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة تنفيذ مقررات "قمة برلين"، ورفض الاتحاد الإفريقي التدخلات الخارجية في ليبيا والعمل على وقفها.

بعثة لتقييم الوضع

ولا يعكس بيان ختام القمة، توصلها إلى شيء ملموس وجديد يمكن أن يجعل لإفريقيا ثقلاً في مساعي إحلال السلام الدولية في ليبيا، باستثناء إرسال بعثة لتقييم الوضع والوقوف على مدى احترام الفرقاء وقف إطلاق النار، إضافة إلى عدم تبنيها المقترح الذي عملت الجزائر على ترويجه لأكثر من شهرين وإقناع كل الأطراف به، بما فيها الأطراف الليبية التي زارها وزير الخارجية صبري أبو قادوم.

في المقابل، يصف الباحث السياسي عبد القادر أمشالي، الذي تابع مجريات القمة بأنها "لم تعكس إلا الضعف الإفريقي"، وقال "كيف لاتحاد قاري يجمع 55 عضواً أن يشتكي من عدم إشراكه في مؤتمرات لوضع حلول لأزمة بلد عضو أساسي فيه وأن الأمم المتحدة تجاوزت دوره".

وأبرزت خطابات قادة الاتحاد أثناء القمة استنكاراً لتجاهل الاتحاد في جهود السلام المتعلقة بليبيا، والتي قادتها الأمم المتحدة بمشاركة كثيفة، ما جعل الشرقي يعترف ضمناً بتأخر الدور الإفريقي عندما قال "إن الاتحاد يمكن أن يدعم السلام في حال التوقيع على اتفاق لإنهاء العداوات"، ما يعني، بحسب أمشالي، أنه حتى البعثة التي قرر الأفارقة إرسالها لمراقبة وقف إطلاق النار ستتأخر إلى حين اتفاق طرفي النزاع على وقف القتال ولن يكون لها دور في إقناع الطرفين بوقف القتال.

موقف واضح ومؤث

ولا يتوقع الصحافي الليبي سالم عرفه، أي دور مؤثر لأفريقيا بعد أن فشلت دول الجوار الليبي خصوصاً العربية منها في الدفع بالاتحاد للإعلان عن موقف واضح ومؤثر، معتبراً أن دولاً عربية أفريقية مثل مصر فضلت التعامل مع الأطراف القوية واستضافت خلال يومي الأحد والاثنين إحدى جولات مسارات الحل المعلنة في برلين.

وعن الدور الجزائري أوضح أن "المقترح الجزائري للقمة الإفريقية بإنشاء منتدى للمصالحة الوطنية بالتنسيق بينها وبين تونس لم يكن إلا محاولة للبحث عن دور فقط"، معتبراً أن عدم تبني الاتحاد الإفريقي للمقترح يعكس بعده عن الواقع وعدم جدواه.

وقدمت الجزائر مقترحاً، خلال مشاركتها في قمة اللجنة الإفريقية في برازفيل (عاصمة الكونغو) في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي، لإنشاء مسار للحل متزامن مع مسارات برلين الثلاثة يستهدف جمع قادة وزعماء القبائل الليبية لإطلاق حوار ليبي من أجل المصالحة. واعتبرت الجزائر أن مقترحها الذي لقي دعماً تونسياً السبيل الأمثل لحوار الليبيين ويمكنهم من انتزاع فتيل الخلاف من دون تدخل خارجي.

لكن عرفه يرى أنه مقترح "فشل منذ اللحظة الأولى عندما زار بوقادوم المشير حفتر وقادة الحكومة المؤقتة شرق البلاد وتجاهل زيارة طرابلس وهو يعرف أنها الطرف الثاني في النزاع الدائر الآن"، متسائلاً "كيف ستكون الجزائر وسيطاً للحل بين الأطراف الليبية إذا تجاهلت قوة صمدت في قتالها طيلة عشرة أشهر ضد قوة الجيش الوطني".

المسألة الليبية مشكلة إفريقية

ويتابع عرفه حديثه إن "أديس أبابا كانت تغرد خارج السرب تماماً"، معتبراً أن بيان القمة "مضطرب فهو يؤكد أن المسألة الليبية مشكلة إفريقية ومن ثم يدعو الليبيين إلى الالتزام بمقررات برلين ثم يأتي ليؤكد على رفض التدخل الخارجي"، لافتاً إلى أن برلين ومؤتمرها مثّلا بشكل صريح وواضح التدخل الخارجي في ليبيا من خلال احتكار مفاتيح حل أزمة البلاد وفرض حلول في ثلاثة مسارات صيغت واتفق عليها من دون مشاركة الليبيين.

ويؤكد الصحافي الليبي أن قمة "إسكات السلاح" في أديس أبابا لم تتمكن من التوصل إلى أي اتفاق بشأن شعارها، لأسباب منها "عدم الاقتراب من واقع مشاكل القارة والحضور الميداني"، مشيراً إلى أن الاتحاد غير قادر حتى الآن على إرسال مبعوث خاص له إلى ليبيا ليكون أكثر حضوراً وفاعلية ويفرض الثقل الإفريقي لدى الأوروبيين والأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي