زيجة واحدة فقط، ورجال كُثر، الطبيب حسن السيد الحفناوي هو الذي فاز رسمياً بلقب زوج السيدة أم كلثوم أو "السِت" كما تُلقب، فيما قلبها تنازع عليه كثيرون، والأقاويل لم تتوقف يوماً عن حياتها العاطفية. حكايات عديدة ربطتها بأسماء كبار صُنَّاع الأغنيات في تلك الفترة، مثل الملحن محمود الشريف والموسيقار محمد القصبجي وأيضاً الشاعر أحمد رامي، فثمة حديث عن عقد زواج عرفي وُجد بالمصادفة، كان يجمعها بالصحافي مصطفى أمين، بخلاف زيجة صورية اضطرت إليها كي تتمكن من السفر حينما كانت مطربة شابة في بداية حياتها. (مرفق مجموعة من الصور النادرة من ألبوم العائلة، وصور من مسقط رأسها)
ووصل الأمر إلى حد أن تحدّث البعض عن زيجة سرية غامضة، وأطفال منسيين يُنسبون لـ"كوكب الشرق"، ورغم أن للحقيقة أوجها كثيرة، فإن عائلة الفنانة الراحلة، تؤكد أنها لم تتزوج سوى من الطبيب الذي كان يتابع حالتها عام 1954 وفارقت الحياة وهي لا تزال على ذمته.
سيرة لا تنقطع في البيوت العربية
ابنة قرية "طماي الزهايرة" التابعة لمحافظة الدقهلية المصرية (شمالي القاهرة) والتي وُلدت في عام 1904 بحسب ما تؤكد وثائق العائلة، وفي "1898 وفقاً للتاريخ الشائع"، تمر اليوم ذكرى وفاتها الـ45 "رحلت متأثرة بمضاعفات الفشل الكلوي في 3 فبراير (شباط) 1975"، بينما صوتها لم يتوقف عن المرور يوما في صباحات ومساءات جمهورها الذي يتجدد.
أغنياتها ترافق قصص الهجر ولهفة اللقاء، وأيضاً أزمات الوطن، وكذلك المناسبات المختلفة من أعياد قومية وذكرى الأيام المجيدة، فخامة الصوت، وهيبة الشخصية، وتفرد الحنجرة، بعض من سمات صاحبة أيامنا أم كلثوم، التي تبدو وكأن المسرح خُلق لأجلها حصرياً، بوقفتها الصامدة، ومنديلها ونظارتها وأكسسوارها وفساتينها، وهي تفاصيل باتت أيقونية، لشخصية تجاوزت كونها مجرد فنانة مهمة، هي اسم يصلح للتأريخ والتعريف واختصار الحقب.
زيجة رسمية وحيدة... والإشاعات تتجدد سنوياً
الحاجة بثينة قريبة أم كثلوم التي عاشت معها أكثر من 12 عاماً في فيلتها بشارع أبو الفدا على نيل منطقة الزمالك في القاهرة، وتحفظ كافة تفاصيل حياتها عن ظهر قلب، تقيم حالياً مع أسرتها في "طماي الزهايرة" مسقط رأس سيدة الغناء العربي، وهي التي أكدت لـ"اندبندنت عربية" أن أم كثلوم زيجتها الوحيدة كانت معلنة ولم تكن سرية من الدكتور حسن الحفناوي، وكل ما يُقال خلاف ذلك قصص عارية تماماً عن الصحة.
ولفتت إلى أنها دخلت منزل المطربة الراحلة وهي شابة صغيرة في الثامنة عشرة من عمرها، وكان معها ابنها عادل الذي كانت تعامله كوكب الشرق مثل ابنها تماماً. وأشارت إلى أن حياة أم كلثوم كانت واضحة ولم تكن فيها أسرار تخفيها.
وتفتخر ابنة عم أم كلثوم، والتي ربت أبناءها وأحفادها على حفظ السيرة الصحيحة لكوكب الشرق، بأنها لا تزال تحتفظ بجواز السفر الذي يحمل عنوانها في الزمالك، والذي سافرت مع أم كلثوم به في رحلتها الشهيرة ضمن حفلات المجهود الحربي في نهاية الستينيات إلى الإمارات.
أرشيف متحرك يحفظه الأحفاد
فيما يتحدث حفيدها خالد عادل، بمنتهى الفخر أيضاً عن سيرة جدته غير المباشرة "ثومة"، فرغم صغر سنه يحفظ تاريخ العائلة ويبدو مخلصاً له، حيث يؤكد أن جدته بمثابة أرشيف متحرك حول كوكب الشرق، وهي دائماً تحكي له عن التفاصيل والأحداث التي عاصرتها معها، مؤكداً أنها تحتفظ بكثير من التذكارات التي تخص سيدة الغناء العربي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن سيرتها والمنزل الذي عاشت فيه أم كلثوم قال إن المنزل الذي وُلدت فيه كان يقع في وسط القرية وقد تهدم تماماً، فيما لا تزال هناك بقايا للسراي التي بنتها في عزبة بقرية "طماي الزهايرة"، حيث تتبقى منها حجرة أو اثنتين.
صداقة وطيدة وحكايات متشابكة
أيضاً يصر الناقد طارق الشناوي على أن قصة زواج أم كلثوم من الكاتب الصحافي الراحل مصطفى أمين مجرد إشاعة، خصوصاً بعد إلقاء القبض عليه عام 1964، حيث قيل حينها إن ضابط المخابرات الذي تحفّظ على مكتبه في جريدة الأخبار، وجد ورقة زواج عرفي، ونشرت الصحف في ذلك الوقت أنه كان متزوجاً من مطربة، واعتقدوا أنها أم كلثوم وهذا غير حقيقي فقد كانت المطربة التي تزوج منها الراحل سرا هي النجمة الراحلة شادية، فيما هو كان صديقاً مقرباً لـ"ثومة".
ويواصل "الموسيقار محمود الشريف كان خطيباً لأم كلثوم بشكل معلن عام 1946، ومصطفى أمين هو من نشر خبر الخطوبة حينها في (الأخبار)، وبعدها بأسبوع كتب موضوعاً آخر بعنوان (جنازة حب) بعدما تقرر عدم إتمام الزواج رسمياً، ومن ثم كان واضحاً أنه مجرد صديق مقرب لسيدة الغناء العربي، إلى درجة أن هناك إشاعة انطلقت وترددت على مدار سنوات، من دون سند لها سوى الصداقة الوطيدة بينهما، حيث قيل إن أم كلثوم كانت تقصد بعبارة (أعطني حريتي أطلق يديّ) في أغنيتها الشهيرة (الأطلال) توجيه رسالة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن يطلق سراح مصطفى أمين، وهو أمر غير حقيقي".