Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المبعوث الأميركي لسوريا: 700 ألف نازح يتجهون إلى الحدود التركية

اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان موسكو بتنفيذ غارات أدت إلى مقتل عشرة مدنيين

نازحون سوريون يخرجون من محافظة إدلب باتجاه الحدود التركية (أ.ب)

قال المبعوث الأميركي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري، اليوم الخميس، إن طائرات سورية وروسية نفذت 200 ضربة جوية في منطقة إدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأضاف جيفري، في إفادة صحافية، أن نحو 700 ألف نازح في شمال غربي سوريا "يتحركون باتجاه الحدود التركية، وهو ما سيثير أزمة دولية".

وفي السياق نفسه، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان موسكو بتنفيذ غارات أدت إلى مقتل عشرة مدنيين، بعد استهدافها مدينة أريحا في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، حيث تواصل قوات النظام تقدمها على الأرض وتقترب تدريجياً من تحقيق هدفها باستعادة كامل طريق دولي استراتيجي.

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، تشهد مناطق خارجة عن سيطرة دمشق في محافظة إدلب وجوارها، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا.

ويتركز التصعيد في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.

وبعد أسابيع من القصف والمعارك، سيطرت قوات النظام الأربعاء على معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، والواقعة على الطريق الدولي.

ولم تتوقف العملية العسكرية، إذ تواصل الطائرات الحربية الروسية والسورية قصف ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي دعماً لقوات النظام على الأرض، وفق المرصد.

أريحا

واستهدفت غارات روسية، وفق المصدر نفسه، منطقة تضم مباني سكنية وفرناً ومستشفى في أريحا، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة.

ودائماً ما تنفي موسكو قصفها للمدنيين، مؤكدة أنها تستهدف "الإرهابيين". ونفت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، استهداف المستشفى والفرن، وقالت إن طائراتها "لم تنفذ أي مهمّة قتالية في هذه المنطقة من سوريا".

ويأتي قصف أريحا، بعد ساعات على مقتل 11 مدنياً في قصف في جنوب إدلب، بينهم عشرة قتلوا أيضاً في غارات "روسية"، بحسب المرصد، على قرية كفرلاتة.

وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية طبيباً يخرج صارخاً من المستشفى وقد ملأه الغبار الناتج من الغارة. وانهارت جدران في المستشفى وتناثرت حجارتها إلى جانب معدات طبية وأدوية تضررت وسقطت أرضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإلى جانب المستشفى، شاهد المراسل ثلاثة مبان وقد دُمرت تماماً، فيما كان سكان يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض، وسط صراخ النساء والأطفال.

وفي مستشفى بالقرب من أريحا، انهمك أطباء بإسعاف الجرحى وبينهم أكثر من خمسة أطفال، وقد غرق أحدهم في البكاء أثناء تضميد جرح في رأسه، فيما وُضع آخر على جهاز أوكسيجين.

وروى توفيق سعدو، سائق سيارة إسعاف في مستشفى أريحا، لوكالة الصحافة الفرنسية، "كنت جالساً في إحدى الغرف، وإذ بغارة جوية تستهدف المستشفى، فسارعنا للخروج أنا وأحد الأطباء، لنفاجأ بغارة أخرى... أصيب الطبيب وتمكنت أنا من الهرب والاختباء في مبنى مجاور، وإذ بغارة ثالثة اندلعت إثرها الحرائق وارتمى المصابون أمام باب المستشفى".

استعادة إدلب

وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية. وتقع هذه المناطق بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، كما تنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً.

وتسعى قوات النظام من خلال هجماتها الأخيرة في إدلب إلى استعادة تدريجية للطريق الدولي "أم 5"، الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر أبرز المدن السورية من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

وفي إدلب، يمر الطريق الدولي من ثلاث مدن رئيسية، خان شيخون التي سيطرت عليها قوات النظام خلال صيف 2019، ومعرة النعمان، ثم مدينة سراقب شمالاً، التي لا تزال خارجة عن سيطرتها.

وتركز قوات النظام، وفق المرصد ومراقبين، على مدينة سراقب. ولا تكمن أهمية سراقب بأنها تقع على الطريق "أم 5" فحسب، بل بأنها نقطة التقاء لهذا الطريق مع الطريق الدولي الآخر "أم 4"، الذي يربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً.

وتدور حالياً اشتباكات عنيفة جنوب سراقب، وتواصل قوات النظام تقدمها حتى باتت على بعد كيلومترين منها، وفق المرصد، الذي أشار إلى استمرار المعارك غرب حلب، حيث حققت قوات النظام أيضاً تقدماً ملحوظاً.

ولا يزال 50 كيلومتراً من الطريق الدولي خارج سيطرة دمشق، تعبر غالبيتها ريف حلب الغربي.

وخلال نحو أسبوع فقط، سيطرت قوات النظام على أكثر من 30 قرية وبلدة ومدينة في جنوب إدلب وغرب حلب.

وباتت سراقب اليوم أيضاً شبه خالية من السكان نتيجة حركة نزوح كثيفة خلال الأيام الماضية مع اقتراب التصعيد منها، هي التي كانت ملجأ لنازحين فروا من منطقة معرة النعمان.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي