تبدو طائرة سي 130 واضحة وكبيرة على مدرج مطار كركوك العسكري. الطائرة الأميركية الصنع حملت رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عثمان الغانمي يوم الثلاثاء 19 فبراير (شباط)، لتفقّد قواته.
ويشكّل وجود الطائرة العسكرية العراقية مع وفد عسكري كبير لتفقد القوات الموجودة على الأرض في محافظة كركوك، استعراضاً للقوة لم يكن متاحاً طوال فترة سيطرة القوات الكردية إثر اجتياح تنظيم "داعش" المتشدد المناطق المحاذية لكركوك في العام 2014.
لا غرفة عمليات مشتركة مع أربيل
ويهدف الغانمي من زيارته إلى معرفة جاهزية القوات الجديدة، بعدما حلت محل قوات مكافحة الإرهاب التي كانت "رأس الحربة" في عملية استعادة المدينة من السيطرة الكردية، على خلفية اجراء الاستفتاء على الاستقلال الكردي في 2017. وكانت كركوك قلب هذا الاستفتاء.
وكان القادة الأكراد يأملون في أن يُعاد إليهم جزء من الإدارة الأمنية المشتركة للمحافظة الغنية بالنفط. لكن، يبدو أن الفريق الغانمي تجاهل في كلمة وجهها إلى قادته، ذكر أي شيء عن "غرفة عمليات مشتركة".
حرس الإقليم بديل من البشمركة
واكتفى الغانمي بالقول إنه شجع قادته على "التنسيق المستمر والعلاقات الودية مع حرس الإقليم"، مستخدماً التسمية الدستورية لـ"البشمركة". ولم يذكر المشرّعون العراقيون عند كتابة الدستور عام 2005، "البشمركة" باسمها الصريح بالكردية، وأوجدوا اسماً عربياً لها هو حرس الإقليم.
ووجّه القائد العراقي رسائله هذه، من مقر العمليات المشترك المتقدم في كركوك، الذي يضم قيادتَي الفرقتين الخامسة من الشرطة الاتحادية والرابعة عشر من الجيش العراقي.
الأكراد يراهنون على صديقهم القديم
يحاول القادة الأكراد، على الرغم من الضغوط التي مارسوها خلال الفترة الماضية لارجاع البشمركة إلى كركوك، تفادي أي تصادم أو تصعيد في التصريحات مع حكومة صديقهم القديم عادل عبد المهدي. ويقول القيادي في الحزب الديموقراطي الحاكم في أربيل، صلاح المندلاوي "إنها تفاهمات تحتاج إلى مزيد من الوقت، وخطوات إيجابية من بغداد، بغية عودة التنسيق العسكري المشترك بين قوات المركز والإقليم".
تنسيق مع البشمركة لسد الفجوات
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذه الردود الإيجابية من أربيل لم تتطرق إلى تأكيد رئيس أركان الجيش العراقي أن التنسيق بين قواته والبشمركة سينحصر في "سد الفراغات والفجوات بين القوات المرابطة" على حدود إقليم كردستان. ويعني ذلك أن البشمركة لن تتقدم خلال الفترة المقبلة متراً واحداً في اتجاه المناطق المتنازع عليها، حيث تتمركز قوات عراقية اتحادية كبيرة في مقابلها.
وأتت تأكيدات قادة القوات العراقية لتطمئن قيادات العرب والتركمان في كركوك، المعارضين لأي وجود كردي في محافظتهم، والمحذرين من انهيار السلم الأهلي فيها إذا استعادت "البشمركة" وضعها السابق داخل المدينة.
كركوك لا تحتمل عودة البشمركة
ويضغط القادة التركمان بشكل متواصل على الحكومة الاتحادية لوقف أي محاولة بين عبد المهدي وأربيل لعودة الإدارة الأمنية المشتركة مع الأكراد.
ومع الأيام الأولى لقرار بغداد استبدال قوات مكافحة الإرهاب بغيرها، قد يكون من الألوية الرئاسية المشكّلة من مقاتلين أكراد، شنّ التركمان حملة إعلامية، يبدو أنها نجحت في جلب اللواء 61 الذي لا يمثل الأكراد غالبية المنتسبين إليه، مع منح الحشد التركماني حرية الحركة في المحافظة.
ويقول القيادي في الجبهة التركمانية علي مهدي إن "التركمان لا يثقون بالإدارة الكردية المنفردة... أي قرار يُتخذ في كركوك يجب أن يكون مشتركاً وباشراف مكوّنات المحافظة"، مستدركاً أن "وضع المحافظة لا يحتمل قرارات انفرادية".