Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفيدة عبد الرحمن... رائدة المحاميّات المصريات رغم الأبناء التسعة

تحلّ اليوم ذكرى مرور 106 أعوام على ميلادها... وكانت تُطلب ‏بالاسم للترافع في القضايا الصعبة

 

مفيدة عبد الرحمن إحدى الرائدات العرب في مجال المحاماة (مواقع التواصل الاجتماعي)

تتذكر الحركة النسوية المصرية والعربية اليوم اسم واحدة من الرائدات العربيات في مجال المحاماة. أول مصرية تترافع في المحاكم على الإطلاق، وهي أيضا أم لعدة أطفال، ورغم هذه المسؤوليات الجمّة حققت نجاحات على أكثر من مستوى، إنها مفيدة عبد الرحمن.

تحلّ اليوم ذكرى مرور 106 أعوام على ميلاد المحامية المصرية البارزة، والتي ولدت في منطقة الدرب ‏الأحمر بمصر ـ بحسب موقع ويكيبدياـ في "20 يناير (كانون الثاني) 1914".

تلك المرأة صاحبة ‏العمر المديد "88 عاما"، والنجاحات العابرة للسنين والحقب، تبدو سيرتها الآن بعد مرور ‏‏18 عاما على وفاتها "فارقت الحياة في 3 سبتمبر (أيلول) 2002"، مليئة بمفارقات تليق بـ"الأفوكاتو"، التي كانت تُطلب ‏بالاسم للترافع في القضايا الصعبة وهي لا تزال في العشرينيات من عمرها، حيث ‏حققت حضورا وثقة لدى الموكلين، ونبوغا في مهنتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي.‏

قصة نجاح استثنائية‏

السيدات في مهنة المحاماة في مصر طالما كنّ مادة خصبة للقصص السينمائية، ‏خصوصا في بداية انطلاق النساء إلى الحياة المهنية، وقدمت أعمال عدة ‏احتفاء بتفردهن وطموحهن، وقد يكون أبرزها "الأستاذة فاطمة" لفاتن حمامة عام ‏‏1952، و"الأفوكاتو مديحة" عام 1950، حيث كان التركيز على عرض أزماتهن ‏العائلية وكيف تعثرن في بداية الطريق.

‏لكن لا أحد في تلك الفترة تحدّث عن نموذج ناجح في هذه الحقبة، سواء على ‏المستوى المهني، أو الاجتماعي أيضا، وهي السيدة مفيدة عبد الرحمن، حيث حظيت ‏بأبّ متفهم يعمل خطاطا، قام بنسخ المصحف الشريف ما يقرب من عشرين مرة، ‏ومنحها فرصة التعلم، كما منح باقي أشقائها، وبينهم أختها التي حصلت على منحة ‏للدراسة بالخارج.

وعلى الرغم من أنها تزوجت بعد حصولها على الثانوية العامة ‏‏"شهادة البكالوريا"، ولكن الزوج كان متفهما وداعما وأعطاها الحرية والمساندة، ‏وكان سابقا لعصره بعشرات السنوات، وهو من أصرّ عليها أن تلتحق بكلية ‏الحقوق بعد أن كانت في طريقها لدخول كلية الطب، لتتخرج محامية وأما، وتكمل ‏مسيرتها بنجاح باهر رغم أنها كانت أما لتسعة أطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب المعلومات ‏المتداولة، فعميد الكلية في جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة" حينها حاول إثناء ‏الزوج عن فكرة إكمالها تعليمها، وخصوصا في كلية الحقوق، ولكن الزوج المتفتح ‏أصرّ على أن يعطيها الفرصة كاملة، وكان يعاونها على الاعتناء بالصغار، وهي ‏أيضا اعترفت بفضله مرارا وتحدثت عنه وعن قيمته في حياتها في لقاء نادر ‏لها على التلفزيون المصري، مؤكدة أنها لم تكن تتوانى عن القيام بواجباتها في ‏المنزل تقديرا لما منحه لها هذا الرجل العظيم.

‏شخصية رائدة وأم فاضلة لـ9 أطفال

بالبحث في سيرة المحامية الرائدة مفيدة عبد الرحمن، فهي دوما مقترنة بلفظ أول‏، "أول امرأة تمارس مهنة المحاماة في مصر، وأول امرأة ترفع دعوى أمام المحاكم ‏في جنوب مصر، وأول امرأة عربية ترفع دعوى أمام القضاء العسكري، وأول امرأة ‏تصبح عضوا في مجلس إدارة أحد البنوك في مصر".‏

‏ وكانت عضوا أيضا بمجلس نقابة المحامين، كما ترافعت لصالح رائدة أخرى، ‏وهي الناشطة الحقوقية درية شفيق، فيما خاضت مشوارا ‏طويلا من التميز في عضوية البرلمان المصري، حيث كانت نائبة عن دائرة حي الأزبكية لمدة 17 عاما، كما رأست الاتحاد الدولي للقانونيات والمحاميات بالقاهرة، ‏وانخرطت كذلك في العمل مع هيئات الأمم المتحدة خصوصا في المجالات التي ‏تتعلق بدراسة نظم الطفولة والأسرة، بالإضافة إلى عضويات أخرى في هيئات ‏واتحادات وجمعيات عديدة.‏

ولا غرو إذاً أن يحتفي محرك البحث الأشهر "غوغل" بذكراها، على صفحته الرئيسة، ليملأ الفضاء الرقمي بالاحتفاء بمسيرتها الرائدة، وهو ما علق عليه خالد البرماوي، المتخصص في الإعلام الرقمي لـ"اندبندنت عربية"، بالتأكيد على أن فكرة احتفاء غوغل بالشخصيات الرائدة انطلقت عربيا منذ أكثر من ست سنوات، وشملت شخصيات حاضرة في الذاكرة الشعبية بصورة كبيرة، مثل كبار الفنانين وتدرجت لتشمل رموزا لم يكن يعرف الجمهور العادي عنهم الكثير، وهو أمر مهم ومفيد في رأيه كثيرا، حيث مثلا صعد اسم "مفيدة عبد الرحمن" في محركات البحث بصورة كبيرة، لافتا إلى أنه أيضا شيء يثري المحتوى العربي على الإنترنت.

ويتابع البرماوي "هذا العام 2020 يحتفل غوغل بمرور عشر سنوات على انطلاق فكرة الاحتفاء بالشخصيات البارزة على مستوى العالم، فيما بدأ الأمر عربيا بعدها بعدة سنوات، وتضمن رموزا عربية كثيرة".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات