Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الانتظار الطويل للخدمات الصحية يحمل البريطانيين مزيداً من النفقات

حصري: خبراء يتوقعون تنامي سوق الإنفاق الذاتي على العمليات الجراحية من مليار و430 مليون دولار أميركي العام 2018 إلى مليار و700 مليون دولار بحلول السنة 2021

انخفاض تكاليف العلاج في بريطانيا النسبي شجع كذلك على الإنفاق الذاتي للاستشفاء (غيتي)

ارتفع عدد الأفراد البريطانيّين الذين يختارون الإنفاق على جراحةٍ في المستشفيات الخاصّة، بحيث تضاعف المبلغ الإجمالي الذي تم إنفاقه خلال ستة أعوام ليصل إلى مليار و100 مليون جنيه استرليني (مليار و430 مليون دولار أميركي).

وساعد التقنين واسع النطاق للعلاجات، وقوائم الانتظار القياسية في عيادات ومستشفيات "الخدمات الصحّية الوطنية" NHS، في تسجيل زيادة حقيقية بنسبة 7.4% لعدد المرضى الذين أنفقوا على  عملياتهم الجراحية  ما بين العام 2014 والعام 2018، وفقاً لمحلّلي السوق في مؤسّسة الأبحاث LaingBuisson. وتوقّع تقريرها الأخير أن تواصل هذه السوق النمو إلى نحو مليار وثلاثمئة مليون جنيه استرليني بحلول السنة 2021.

ووجدت الدراسة أيضاً أن مستشفيات "الخدمات الصحّية الوطنية" بدأت هي الأخرى تستفيد بشكل متزايد من معالجة المرضى الخاصّين، بحيث ارتفع إجمالي الإيرادات من الوحدات الخاصّة التي تديرها "الخدمات الصحّية الوطنية" بنسبة 3.2% إلى 677 مليون جنيه استرليني (880 مليون دولار) في  المدة ما بين العامين 2018 و2019، مع تسجيل ارتفاع خاصّ في مجالي التوليد وأمراض القلب.

ويوجد الآن أكثر من أربعة ملايين و400 مليون مريض على قائمة انتظار "الخدمات الصحّية الوطنية"  لتلقّي جراحة، وهو أعلى رقم يُسجّل منذ العام 2007.

وأفاد تقرير مؤسسة LaingBuisson أن هناك أدلةً على أن الانتظار الطويل لمرضى "الخدمات الصحّية الوطنية" إجراء فحوصات تشخيصية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي MRI والتصوير المقطعي CT والموجات ما فوق الصوتية، أجبرهم على دفع تكاليف الاختبارات بأنفسهم مع توافر استخدام فحوصات الرنين المغناطيسي الآن بمئات الجنيهات.

وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، انتظر أكثر من ثمانيةٍ وثلاثين ألف مريض زهاء ستة أسابيع أو أكثر لإجراء اختبار واحد من خمسة عشر اختباراً تشخيصياً رئيسياً لدى "الخدمات الصحّية الوطنية". وكان ذلك أسوأ أداء للقطاع الصحّي العام في بريطانيا منذ فبراير (شباط) العام 2008.

وأضافت مؤسسة LaingBuisson بأن الانتظار الطويل في مستشفيات "الخدمات الصحّية الوطنية" كان "دافعاً رئيسيا"، مشيرةً إلى أن أكثر من ستمئةٍ وستين ألف مريض قد انتظروا أكثر من الفترة المحدّدة في الخدمات الصحية بنحو 18 أسبوعا.

وشكّل المرضى الذين دفعوا التكاليف بأنفسهم والذين موّلوا الرعاية الصحّية بقدراتٍ ذاتية بدلاً من استخدام خدمات التأمين الصحّي أو شركات التأمين، ما يزيد قليلاً عن خمس إجمالي إيرادات المستشفيات الخاصّة في بريطانيا خلال العام 2018.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من أن هذا العدد قد ارتفع منذ العام 2010، إلا أنه لا يزال أقلّ من الذروة التي سُجّلت في العام 1981 والبالغة 28%، وذلك عندما تمت مقارنة الجراحات التي أجرتها "الخدمات الصحّية الوطنية"  في كلّ سنة. وأوضحت مؤلّفة التقرير ليز هيث أنه "في ذلك الوقت، لم يكن مستغرباً أن يكون هناك شخص ما على قائمة الانتظار لمدة سنتين أو ثلاث سنوات.

وترى هيث أن "هناك بعض الارتباط بين الإنفاق الفردي وأداء الخدمات الصحّية الوطنية، لكن هذا ليس عاملاً منفردا. فهناك أشياء أخرى تحدث من شأنها التأثير على الأشخاص، على سبيل المثال إذا كنت تعمل لحسابك ولا تريد المخاطرة بإلغاء الإجراء الطبّي أو الانتقال من رعاية المرضى الداخليّين إلى الرعاية المتنقّلة أو (الجراحة في اليوم نفسه)، التي أصبحت كلفتها الآن أكثر تحمّلاً بكثير ممّا كانت عليه في السابق."

وتضيف بأن الكلفة النسبية للجراحة الخاصّة أصبحت أسعارها هي الأخرى أكثر تحمّلا، ما يعني أن الناس لم يجدّدوا تأمينهم الصحي واختاروا بدلاً من ذلك اتّباع نهج "المزج والمطابقة" مع الرعاية الصحّية الخاصّة التي باتت الآن تخضع لقاعدة "الشراء لمرّة واحدة" مثل السيّارة أو العطلة العائلية.

وتشمل الحوافز الأخرى للدفع الذاتي، تمويلاً من دون أيّ فائدة لبعض العمليات الجراحية بينما تستخدم الشركات بفاعلية عامل القدرة على تحمّل التكاليف ومسألة أوقات الانتظار في مؤسّسات "الخدمات الصحّية الوطنية"، ضمن موادّ التسويق الخاصّة بها.

واستناداً إلى تحليل LaingBuisson، كان إجمالي الإيرادات للمستشفيات الخاصّة في المملكة المتحدة في العام 2018 أكثر من 5 مليارات جنيه استرليني (6 مليارات و500 مليون دولار)، منها قرابة مليار وستمئة مليون جنيه (ملياران و8 ملايين دولار) لعلاج مرضى "الخدمات الصحّية الوطنية".

أما الأفراد الذين يدفعون لتلقّي الرعاية الصحّية الخاصّة بهم من دون تأمين، فقد حقّقوا نحو 21 في المئة من إيرادات مستشفيات القطاع الخاص في العام 2018. ولاحظت الدراسة التي أجرتها مؤسّسة  LaingBuisson تبايناً كبيراً في الأسعار التي دفعها المرضى مقارنةً بالسعر المدرج في الدليل الإرشادي في ما يتعلّق باستبدال ركبة، والتي تفاوتت ما بين 8,110 جنيهات استرلينية (10 آلاف و543 دولارا) و15,160 جنيهاً استرلينيا (19 ألفاً و708 دولارات) في 171 مستشفى.

وتشمل سوق الرعاية الطبّية الخاصّة للحالات الحادّة في المملكة المتّحدة خمسة مقدّمي خدماتٍ كبارا، هم  BMI Healthcare ، وHCA، وNuffield Health، وRamsay Health Care، وSpire Healthcare. وتمّ تقدير حصّتها مجتمعةً من الرعاية في المستشفيات الخاصّة في المملكة المتّحدة بنسبة 60 في المئة خلال العام 2018. وتمتلك Spire Healthcare وBMI Healthcare وHCA أكبر الحصص في هذه السوق.

وكانت مؤسسة Royal Marsden Foundation Trust أكبر مزوّد لخدمات الرعاية الطبّية في الحالات الحادّة بحصّة 18% من إيرادات مرضى "الخدمات الصحّية الوطنية" الذين يلجأون إلى الخدمات الصحّية الخاصّة.

© The Independent

المزيد من الأخبار