على الرغم من الضرر الكبير الذي سببه انقطاع الإنترنت في اليمن، منذ الخميس 9 يناير (كانون الثاني)، يواجه اليمنيون هذه المشكلة، كعادتهم، بسيلٍ من النكات والتعليقات الساخرة التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي، التي بالكاد تعمل دقائق معدودة، ثم تعاود الانقطاع.
وأعلنت المؤسسة العامة للاتصالات والشركة اليمنية للاتصالات الدولية الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، الخميس، أن أكثر من 80 في المئة من سعة الإنترنت الدولية باليمن خرجت من الخدمة جراء "انقطاع كابل دولي خارج اليمن".
ونقلت وكالة سبأ في صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، عن مصدر مسؤول في المؤسسة والشركة اليمنية للاتصالات، قوله إن عدداً كبيراً من الوصلات التراسلية للإنترنت خرجت من الخدمة بسبب "تعرض الكابل البحري (فالكون) للانقطاع في السويس"، ما تسبب في خروج أكثر من 80 في المئة من سعة الإنترنت.
في الأثناء، نقلت مواقع إخبارية يمنية عن مصادر تقنية قولها إن تعثر خدمة الإنترنت في اليمن يأتي على خلفية مشكلات بين الشركة والمشغل الدولي للإنترنت بسبب "تأخر دفع مستحقات الخطوط التشغيلية"، وهي مشكلة سبق أن حصلت خلال الأعوام الماضية.
الحكومة لا تتحدث
ولم يصدر، حتى الساعة، أي تعليق رسمي من جانب وزارة الاتصالات في الحكومة الشرعية بشأن سبب انقطاع خدمة الإنترنت عن المحافظات اليمنية، على الرغم من الضرر الكبير الذي يسببه انقطاع هذه الخدمة الحيوية.
وأكد مصدر مصرفي في صنعاء، أن انقطاع الإنترنت "تسبب في خسائر مالية كبيرة لشركات الصرافة والبنوك العاملة باليمن".
وقدّر المصدر المصرفي لـ"اندبندنت عربية"، "خسائر شركات الصرافة بمئات الملايين من الريالات"، مشيراً إلى أن عمليات التحويلات المالية تعتمد على خدمة الإنترنت، وتوجد آلاف الحوالات المالية "ما زالت معلقة يتعذّر صرفها للعملاء".
موسمٌ للضحك
يُعرف عن اليمنيين تفننهم في مواجهة الأزمات التي تعوّدوا على تلقيها بين حينٍ وآخر، حتى بدوا وكأنَّ الحياة منحتهم مناعة لمواجهة المشكلات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فالشعب الذي يعيش بلا كهرباء وماء ورواتب وخدمات وأمن... إلخ، منذ سنوات، يواجه انقطاع خدمة الإنترنت بنسج بعض النكات الساخرة التي تكشف عن مهارات في إبداع النكات التي تتضمن قصصاً طريفة لكيفية تمضيتهم أياماً بلا إنترنت وأجهزة ذكية وانعكاسات ذلك على حياتهم الاجتماعية.
ومنها، "الحوت الأزرق يخرج عن صمته، ويعض الكابل الخاص باليمن". و"الناس ما عاد يقولوا كيف إنت؟ رجعوا يقولوا: كيف النت؟"، و"مع انقطاع النت، عودة 80% من المتزوجين إلى أحضان زوجاتهم"، و"انقطع النت وسهرت مع العائلة والأولاد... طلعوا أهلي ناس طيبين".
عند ميليشيات الحوثي
وحملت النكات الساخرة المتداولة خلال الأربعة أيام الماضية، إسقاطات على واقع الناس الصعب في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، ومنها "وصول طائرة تابعة للأمم المتحدة إلى مطار صنعاء محملة بمئة ألف جيجا بايت مساعدة لليمنيين، ومن يريد منها يروح يسجل اسمه عند عاقل الحارة، ويكتب اسمه على المودم".
"من بكره، من يريد نت يسجل اسمه عند العاقل"، في تشبيه لطريقة توزيع أسطوانات الغاز المنزلي في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي التي تجري من خلال تسجيل اسم رب كل منزل للحصول على أسطوانة غاز منزلي واحدة شهرياً.
بغض النظر عن النكات التي تبدو ساذجة، فإنها تظل وسيلة ساخرة تعبر عمّا في نفوس اليمنيين من الألم الذي يترجمونه بطرافة يتداولونها على نطاق واسع، ويقابلونها بابتسامات تنسيهم واقعهم.