Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرضى السرطان في بريطانيا نحو "نقطة الانهيار"

الممرضون ينؤون بأعباء الرعاية وخطوط المساعدة مثقلة بالطلبات

يؤدي التمريض في المستشفى والمجتمع دوراً رئيساً في علاج المصابين بأورام خبيثة (فري ويل هيلث.كوم)

في المملكة المتحدة، حذّرت مؤسّسة خيريّة رائدة من أنّ مرضى السرطان في البلاد يُدفعون إلى "نقطة الانهيار" بسبب النقص في الدعم الذي يتلقونه من طواقم التمريض ومقدِّمي الرعاية الصحيّة الذين باتوا مثقلين بالأعباء.

أخبر زهاء نصف الممرضين المتخصِّصين في رعاية مرضى السرطان مؤسّسة "ماكميلان كانسر سابورت" أن عبء العمل الكبير الملقى على عاتقهم كان له تأثير سلبي في نوعيّة رعايتهم للمرضى، بينما يقول شخص من كل خمسة أشخاص شُخِّصت إصابتهم بورم خبيث، إنّ لدى الموظَّفين المسؤولين عنهم أعباء تفوق قدراتهم في العمل.

وترى المؤسسة الخيريّة إنّ هذا الواقع يضرّ بصحة المرضى، إذ اتصل الآلاف منهم بخط تليفوني متخصص في مساعدتهم، كما صاروا يواجهون أوضاعاً صحيّة صعبة ويعتريهم قلق لأنّهم يشعرون أنّهم لا يستطيعون الحصول على إجابات من العاملين الصحيّين الذين يتولّون رعايتهم.

خلال العام المنصرم، اتصل ما يزيد على 240 ألف شخص بخط المساعدة المتخصِّص التابع لتلك الجمعيّة الخيريّة، ما يساوي الرقم المُسجّل في 2018، لكنّ أعداد المرضى الذين تدعمهم المؤسسة حالياً ارتفعت إلى ما يربو على 65 ألف شخص، بزيادة قدرها 7 و14 في المئة بالمقارنة مع 2018 و2017 على التوالي.

في تطوِّر متصل، تكشف هيئة "خدمات الصحة الوطنية" البريطانيّة قريباً عن هدف جديد يتمثّل في تقديم إجابات إلى المرضى بشأن تشخيص إصابتهم بأورام خبيثة خلال 28 يوماً، عندما يُشتبه في إصابتهم بهذا الداء. وقد لقي الهدف الجديد ترحيباً، فيما حذَّر خبراء من أنّ النقص في الطواقم الطبيّة التي تتولّى التشخيص ربما يعني أنّ هذه الخطة غير قابلة للتنفيذ.

عندما لا يحظى المريض بأكثر من 10 دقائق عند طبيبه، وتكون ممرِّضته منهكة بالعمل بصورة واضحة، يغدو محتماً أن يغادر من دون الحصول على الإجابات التي يريدها. ويشكِّل ذلك أحد الأمور التي يعاني الناس منها غالباً

 

وفي ذلك الصدد، شهد التأخّر في فترات انتظار مرضى السرطان لتلقي العلاج في "إن. آتش. أس"، زيادة مطردو. وعلى امتداد الأهداف التسعة التي تشملها نظم علاج السرطان عادة، شهدت الأشهر الـ 12 الماضية أدنى نسبة من المرضى الذين يخضعون للتشخيص أو يتلقون العلاج، بالمقارنة مع كل السنوات السابقة منذ بدء عمليات التسجيل.

في هذا المجال، ذكرت ليندا توماس، الرئيسة التنفيذيّة لدى "ماكميلان كانسر سابورت"، إنّه "من المؤسف أن كثيرين من الناس يتّصلون بخط النجدة عندما يكونوا قرب نقطة الانهيار، وبعدما كافحوا من أجل العثور على الدعم الذي يحتاجون إليه من فرق الرعاية الصحيّة التي بتنا ندرك أنّ الإرهاق تمكّن منها مع بذلها قصارى جهودها... في الحقيقة، ينهض موظفو "خدمات الصحة الوطنية" بعمل استثنائيّ إزاء ضغوط هائلة مفروضة عليهم، ولكن كما يتضح من الإقبال المرتفع على خدماتنا، لا يتوفّر ببساطة ما يكفي من الممرضين من أجل تلبية احتياجات أعداد مرضى السرطان الآخذة في الازدياد".

اللافت أنّ الدعم العاطفي يأتي في أوّل درجات سلّم الأسباب التي تدفع بالمرضى إلى التواصل مع "ماكميلان". إذ ازداد في 2019 عدد الأشخاص الذين اتصلوا بخط النجدة وأعربوا عن مواجهتم مشاكل كالقلق والخوف والاكتئاب بنسبة 20 في المئة بالمقارنة مع 2018. وحلّت في المرتبة الثانية مشاكل مرتبطة بالوصول إلى المستشفى أو الرعاية المجتمعيّة، مع ما يزيد على 5 آلاف متصل.

ويعود ذلك إلى عقبات تتعلّق بالاتصال بالموظفين الطبيِّين، أو الاستفادة من معدات خاصة في المنزل، أو توفير الوصول إلى خدمات المستشفيات المحليّة. وكذلك احتاج مرضى كثيرون إلى مساعدة في الحصول على الرعاية أكثر من احتياجهم إلى مساندة فيما يتعلّق بالآلام والآثار الجانبية للعلاج الجانبية مجتمعين، وارتفع العدد بـ11 في المئة في 2019. وقد أفاد موظفون أيضاً أن أناساً كثيرون اتصلوا بهم معربين عن احتياجهم إلى دعم بشأن ما يُسمى "قلق الفحوص الطبيّة" الذي يعتريهم خلال فترة انتظار النتائج والعلاج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا الصدد، أشارت إلين لانغ التي تتولّى إدارة قسم خدمات خط المساعدة الذي توفّره "ماكميلان"، إلى إنّه "عندما لا يحظى المريض بأكثر من 10 دقائق عند طبيبه، وتكون ممرِّضته منهكة بالعمل بصورة واضحة، يغدو محتماً أن يغادر من دون الحصول على الإجابات التي يريدها. ويشكِّل ذلك أحد الأمور التي يعاني الناس منها غالباً. بالنسبة إلينا، جزء كبير من دورنا يتمثّل في سدّ الثغرات التي تسبِّب كثيراً من الإجهاد النفسيّ والقلق بالنسبة إلى المرضى وأحبائهم".

وفي نفسٍ مُشابه، تتحدّث اللندنية ماندي ماهوني (48 عاماً) عن تجربتها مع الصعوبات المذكورة آنفاً، مع الإشارة إلى أنها تعمل موظفة دعم وتوعية مجتمعيّة، وشُخِّصت إصابتها بسرطان الثدي في 2011.

وبحسب ماهوني، "في الآونة الأخيرة، في ظلّ الضغوط المتزايد على هيئة "خدمات الصحة الوطنية"، صرت أتصل بالمستشفى بوتيرة أقل خشية أن أكون مصدر إزعاج، لكن ذلك يترك تأثيره في صحتي النفسيّة- العقليّة. صارت حياتي هذه الأيام مجزأة إلى فترات تبعد الواحدة عن الأخرى ثلاثة أشهر، وهي المدة التي تفصل بين الفحوص التي أجريها، وأبقى في انتظار دائم لمعرفة ما سيحمله الفحص التالي. أخشى أن يكون التعامل مع هذا الغموض على المدى الطويل صعباً. كان خط دعم "ماكميلان" بمثابة شريان الحياة بالنسبة إلي".

يقدِّم خط المساعدة الذي توفّره "ماكميلان مساندة موثوقة لمرضى السرطان وأحبائهم، ويتعامل مع مستشارين في المعلومات المتعلّقة بالسرطان، وممرضين يقدِّمون معلومات حول ذلك المرض، إضافة إلى مرشدين ماليِّين، وفرق دعم في العمل، ومستشارين في حقوق الرعاية الاجتماعيّة، وفريق استشارات بشأن الطاقة.

يمكن الاتصال بخط الهاتف المجاني على 0808 808 00 00، سبعة أيام في الأسبوع، من 8 صباحاً إلى 8 مساءً.

© The Independent

المزيد من صحة