كشف أندرو ماكيب، النائب السابق لمدير الـ"إف بي آي" والقائم بأعماله، أن قرار دونالد ترمب إقالة جيمس كومي، أثار حفيظة المسؤولين في وزارة العدل، وهذا ما دفعهم إلى اتفكير في محاولةٍ استثنائية لعزل الرئيس عن منصبه.
صرّح ماكيب، الذي أُقيل هو أيضاً من منصبه بقرارٍ من إدارة ترمب العام الماضي، قبل يومٍ واحدٍ فقط من موعد تقاعده المقرّر سلفاً، في حوارٍ مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، أنه أمَر بإجراء تحقيقٍ في ما إذا كانت إقالة الرئيس الأميركيّ كومي عرقلت سير العدالة.
جاءت تصريحاته في مقابلةٍ مع الصحافي سكوت بيلي في برنامج "60 دقيقة"، وستُعرض كاملةً الأحد المُقبل.
أخبر بيلي شبكة "سي بي إس نيوز" قبل إذاعة المقابلة، كيف وصف ماكيب الاجتماعات التي عُقدت في وزارة العدل، "لمناقشة محاولة إقناع نائب الرئيس وغالبية أعضاء مجلس الوزراء، بعزل رئيس الولايات المتحدة الأميركية استناداً إلى التعديل الخامس والعشرين من الدستور."
تسمح الفقرة الرابعة من هذا التعديل بعزل الرئيس الحاليٍ للولايات المتحدة إذا أعلن نائب الرئيس وغالبية المسؤولين الكبار في الوزارات التنفيذية أن الرئيس "عاجز عن القيام بمقتضيات سُلطات منصبه ومهماته."
قال بيلي إنّ المسؤولين الكبار في الوزرات التنفيذية لم يُستَشاروا في الأمر، لكن المسؤولين في وزارة العدل فكّروا ملياً فيمَن قد يدعم تفعيل هذا البند.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وزعم ماكيب كذلك، وفقاً لما ذكره بيلي، أنه بعد إقالة كومي من منصبه، اقترح رود روزنشتاين، نائب وزير العدل الأميركي، أن يحمل خفيةً جهاز تصنت أثناء وجوده في البيت الأبيض من أجل أن يسجّل محادثاتٍ قد تُدينُ الرئيس.
على الرغم من إشارة بعض التقارير في السابق إلى اقتراح روزنشتاين حمل جهاز تصّنت، ومناقشات عزل الرئيس، فإن هذه المرة هي الأولى التي يُدلي فيها أحد المشاركين في هذه النقاشات بتصريح علنيّ عنها.
في الجزء الذي أُذيع من المقابلة اليوم، قال ماكيب إنه أمر ببدء تحقيق في عرقلة ترمب لسير العدالة، وذلك لضمان استمرار التحقيقات القائمة بشأن تدخل روسيا في الانتخابات.
وأضاف "أردتُ التحقق من استناد قضيتنا إلى أساسٍ متينٍ، وإذا ما جاء أحد من بعدي وأوقفها وحاول التخلي عنها، فلن يسعه ذلك من دون إعداد تقريرٍ يسوِّغ أسباب اتخاذهم هذا القرار."
قال ماكيب إنه التقى في اليوم التالي لإقالة جيمس كومي، وبعد اجتماعه مع ترمب في المكتب البيضاوي، فريقاً يحقّق في التدخل الروسي، "وطلبتُ من الفريق أن يجري تقويماً لتحديد ما بلغته هذه المساعي وما هي الخطوات التي يجب علينا اتخاذها للمضي قدماً."
وتابع "كان ما يشغلني هو تدعيم قضية روسيا بطريقةٍ تجعل التخلص منها مستحيلاً، لضمان ألّا تُغلق القضية أو تختفي بين ليلة وضحاها من دون أثر، وإن أُقِلتُ سريعاً أو نُقِلتُ أو طُردت."
أما سارة ساندرز، المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، فقالت إن "أندرو ماكيب أُقيل من منصبه في الـ"إف بي آي"؛ لأنه كذب بشكل مخزٍ على المحقّقين أكثر من مرة، وكان في عدد من المرات تحت القسم."
وأضافت "إنّ مخططاته الأنانية والتخريبية قادته إلى فتح تحقيقٍ لا أساس له من الصحة بشأن الرئيس، وكانت تصرفاته مخزية جداً حتى إنه أُحيل إلى المدّعين العامّين الفيديراليين من أجل التحقيق."
وتابعت "لا يملك أندرو ماكيب أية صدقية؛ إنه عارٌ على الرجال والنساء العاملين في مكتب الـ"إف بي آي" وبلادنا العظيمة."
© The Independent