Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كفرمان والنبطية تتصديان مجدداً لـ"حزب الله" و"أمل"

حرق خيم الحراك والاعتداء على المتظاهرين السلميين وحملة تخوين ضد السيد علي الأمين

من يعرف بلدة كفرمان جنوبي لبنان يدرك أنها مركز للتنوع والتلاقي الحضاري والثقافي والانفتاح السياسي، ومثال للتعايش بين الأفكار المتناقضة، في منطقة يسيطر عليها اللون الواحد والفكرة الواحدة.

مع بدء حراك 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تضامن أهالي البلدة مع أهالي مدينة النبطية، للوقوف في وجه الثنائي الشيعي وسيطرته على الحجر قبل البشر في الجنوب اللبناني، ونظموا تظاهرات منددة بالجمود السياسي في المنطقة، والمُسيطرة بحكم القوة، فجالت تظاهرات ضد الرموز السياسية وهُتِفَ للمرة الأولى في المدينة ضد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وضد سطوة حزب الله.

العودة الى الترهيب

لم يقف الثنائي الشيعي مكتوف الأيدي إزاء ما يحصل، فنظَّم صفوفه وهجم هجمة رجل واحد على المتظاهرين السلميين، منكلاً بهم ما أوقع عدداً من الجرحى. هجمة التخوين والترهيب والسّحل من قبل عناصر الثنائي الشيعي دفعت عدداً من المتظاهرين للابتعاد من الساحات بعدما تعرضوا له من تعذيب، لكن فئة رغم عددها القليل، صمدت وبقيت تقاوم الإرهاب الفكري والسياسي.

ومع تصاعد الأحداث في وسط بيروت وتوترها، والهجوم الليلي على الخيم والمتظاهرين السلميين من قبل قوى الظلام كما يصفها الإعلام اللبناني (رغم أن المهاجمين معروفون)، عاد التوتر إلى النبطية وكفرمان، فكانت فرصة جديدة ليل الاثنين – الثلاثاء لكل من هو متضايق ومتململ من تصرفات المتظاهرين السلميين، فأحرقت الخيم، ودُمّر ما لم يحرق في النبطية وكفرمان على وقع هتافات "حيدر حيدر"، في مشهد احتفالي شبيه بانتصارات نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

وشهدت كفرمان ليل أمس (17 ديسمبر) توتراً بين مجموعة من الحراك ومجموعة من الشبان جاؤوا إلى البلدة حيث حصل اشتباك بين المجموعتين بالعصي والحجارة، وعمل الجيش اللبناني على تهدئة الوضع والفصل بين المجوعتين، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وانتشار مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها ملاحقة الجيش بعض الشبان في المنطقة.

تضامن

بعد حفلة التخريب والحرق والتكسير، نظّم حراك النبطية وكفرمان، مساء أمس، مسيرة تضامناً مع خيمة "حراك النبطية"، واستنكاراً لتكسيرها والهجوم عليها منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء أمام السراي الحكومي في النبطية.

وانطلقت المسيرة من أمام السراي، ورفعت فيها الأعلام اللبنانية، وجابت شوارع النبطية، ومن ثمّ عادت إلى أمام سراي النبطية، حيث بثت الأناشيد الحماسية، وسط انتشار أمني كثيف لوحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي. وردّد المتظاهرون شعارات أثارت توتراً، تطور إلى احتكاك وتدافع بين المتظاهرين وعناصر قوى الأمن الداخلي.

علي الأمين

في المقابل، يتعرّض السيد علي الأمين، وهو شخصية دينية شيعية معتدلة، ومعروف بآرائه المنفتحة والتقدمية، لحملة تخوين وتجنٍ من قبل حزب الله، ومن يؤيدوه من رجال دين، بسبب حضوره مؤتمراً للأديان في البحرين صودف فيه وجود رجال دين يهود قادمين من الأرض المحتلة دون علم أحد من المشاركين.

وفي هذا الإطار، عقد الأمين مؤتمراً صحافياً رداً على "حملات طاولتني من التخوين والافتراء والتّهديد، قام بها قبل أيام حزب الله والتابعون له من رجال دين وجمعيات وأفراد، وقد انضمت إليه فيها المؤسسة الدينية الشيعيّة الأم في لبنان".

وعن دور الثنائي الشيعي في الحملات، قال "هذه الحملات من التخوين، جاءت تتويجاً لمجموعة من الحملات القديمة التي كان يقوم بها حزب الله ضدّي شخصيّاً لرفضي القديم الجديد المشروعَ الإيراني الذي يحملونه في لبنان والمنطقة، ومطالبتي الدائمة عندما كنت في الجنوب بمشروع الدّولة وانتشار الجيش فيه وحصر السّلاح بالمؤسسات العسكريّة والأمنيّة على كلّ الأراضي اللبنانية".

 وأضاف "الخلاف مع الثنائي الحزبي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) ليس جديداً. فهو يعود إلى سنوات عديدة خلت وعقود مضت سبقت إبعادهما لي من الجنوب في أحداث السابع من مايو (أيار) 2008 بقوّة السلاح، استمرّت معارضتي لسياسة أتباع الرؤية الإيرانية وحلفائهم من أنصار نظام ولاية الفقيه التي تقوم على منع الرأي الآخر وشيطنته لزعمهم أنّ الوليّ الفقيه يمثّل حكم الله على الأرض، فمن يعارضه أو يعارض أدواته، فهو خائن ومعارض لله ورسوله. فالسبب وراء هذه الحملات، القديمة الجديدة يعود إلى معارضتي المستمرّة سياسة الثنائي الحزبي الشيعي".

 وأوضح "لم يكن وقوفي إلى جانب الانتفاضة الشعبية اللبنانية المباركة، ورفضي محاولات قمعهم وشيطنتهم لها، المعارضةَ الأولى لهم ولن تكون الأخيرة، وسأبقى معارضاً لسياستهم القائمة على الاستبداد والبطش والهيمنة والعاملة على تربية جيل من الطائفة الشيعية يجنح نحو الطائفيّة البغيضة كما ظهر من هتافات أتباعهم (شيعة شيعة)، وهي من ثمار قيادة الثنائي، وكما قال السيد المسيح عليه السلام (من ثمارهم تعرفونهم) إنّ سياستهم جلبت وتجلب الضرر للطائفة الشيعية، وأوجدت لهم خللاً مع شركائهم في الوطن، ومع محيطهم وشعوبهم العربية".

 وأعلن المرجع الشيعي أنني "لست من دعاة مخالفة القانون"، قائلاً "نحن من أول دعاة احترام مؤسسات الدولة"، وشرح كيف أنَّ "المؤسسة الدينية الأم كانت تُغطّي فتنةَ اجتياحِ بيروت والقتال في سوريا"، مستغرباً كيف تقوم هذه المؤسسة "باتهامي بالسعي إلى الفتنة"، مؤكداً أنني "سأبقى داعماً لانتفاضة الشعب اللبناني".

وفي وقتٍ سابق، أصدر المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى في لبنان قراراً بعزل السّيد علي الأمين من الإفتاء الجعفري، بعد مشاركته في مؤتمر ما يُسمّى "حوار الأديان" في البحرين بحضور الحاخام الصهيونيّ موشيه عمار.

المزيد من العالم العربي