Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما تفعله مصر بين السلطة الفلسطينية وحماس

تحاول القاهرة منع إقامة دولة في غزّة

أطلع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تفاهمات حركة حماس مع تل أبيب (وفا)

لم تكن طبيعة العلاقة بين السلطة الفلسطينية ومصر واضحة، والظاهر عليها التوتر والاختلاف في مدى التقارب بين الطرفين، حتى دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الفلسطيني محمود عبّاس إلى زيارة القاهرة، للتباحث في عدد من الملفات التي تشرف عليها المخابرات المصرية والمشاركة في أعمال منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة.

ليست هذه الزيارة الأولى للسلطة الفلسطينية إلى القاهرة بعد التقارب المصري مع حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزّة منذ 14 عاماً، بل وصل وفد حكومي برئاسة رئيس الوزراء محمد أشتية إلى القاهرة وأجرى فيها سلسلة اجتماعات رسمية.

الحصول على موافقة عبّاس

ووفق مراقبين للعلاقات الفلسطينية المصرية، فإنّ جهاز استخبارات الأخيرة وصل إلى تقدم كبير في الملف الفلسطيني، وخصوصاً في ساحة غزّة وفي بنود ضبط الميدان وعدم اندلاع مواجهة عسكرية مفتوحة، وإمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد.

يقول المحلل السياسي طلال أبو ركبة إنّ مصر لا تستطيع أن تحرز أيّ تقدم في الملف الفلسطيني إلا بموافقة عبّاس على اعتبار أنّه الرئيس التنفيذي لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين.

وعلى اعتبار ذلك، فإنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيُطلع عباس على اجتماعات جهاز استخباراته مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، التي جرت الأسبوع الماضي في القاهرة، بدعوة مصرية.

وقد نجحت وفق المعلومات الواردة إلى"اندبندنت عربية" في ضبط ساحة غزّة ومنعت وقوع جولة عسكرية مفتوحة بين الفصائل المسلحة وإسرائيل، وأحرزت بعد ذلك تقدماً في إمكانية التوصل إلى حلول قوية في إبرام هدنة طويلة الأمد قد ينتج منها إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة.

يتوقع أبو ركبة أنّ يجتمع الرئيس المصري مع نظيره الفلسطيني ليحصل منه على موافقة إبرام هدنة طويلة بين الفصائل المسلحة على ساحة غزّة وإسرائيل، مشيراً إلى أنّ عبّاس لن يعارض ذلك ويسعى إلى ضبط الأوضاع في غزّة، وقد يشترط أن يكون ذلك من خلال بوابة منظمة التحرير الفلسطينية.

من بوابة منظمة التحرير

في مرّة سابقة، عارضت السلطة الفلسطينية التفاهمات بين حماس وإسرائيل التي جرت في وسط العام الحالي، كونها لم تأتِ من خلال منظمة التحرير، واعتبرت حركة فتح أنّ التقارب المصري الحمساوي يعد تجاوزاً لمنظمة التحرير، وقد يكون ذلك سبب الفتور الجزئي بين مصر وفلسطين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير أبو ركبة إلى أنّه على الرغم من وجود تقارب بين مصر وحركة حماس، لكن ذلك لا يعني وجود نفور مع السلطة الفلسطينية، وهذا ما يسعى السيسي إلى توضيحه لعبّاس بأنّه لا يمكن تجاوز الشرعية الفلسطينية في أيّ هدنة أو صفقات ستكون بين غزّة وإسرائيل.

ويعود الاهتمام المصري في الملف الفلسطيني منذ العام 2007، بعدما كلّفت جامعة الدول العربية جهاز الاستخبارات المصري بمتابعة القضية الفلسطينية والإسهام في إعادة الوحدة الوطنية وإنهاء حقبة الانقسام بين حركتي حماس وفتح، وبرز الدور المصري بشكلٍ كبير بعد بدء مسيرات العودة عام 2018.

مواقف مصرية

وفي إطار العلاقة بين مصر والسلطة الفلسطينية، ينفى أبو ركبة وجود فتور بين الطرفين، ولكن من الطبيعي وجود تباينات واختلافات في المواقف بين السلطة ومصر حول العديد من القضايا، ولكن من دون أن تصل إلى حالة القطيعة بين الدولتين.

يؤكّد ذلك حديث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات بأنّ مصر شريكة في القرار الفلسطيني، وأنّ عبّاس سيدرس مع السيسي إمكانية إصدار مرسوم رئاسي لعقد إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الأراضي الفلسطينية.

يرى عدد من الخبراء السياسيين أنّ لمصر دوراً كبيراً في الانتخابات الفلسطينية، من دون الضغط على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، أو السلطة الفلسطينية. ويوضح أبو ركبة أنّ دور القاهرة تكميلي في الانتخابات وقد يكون للضغط على إسرائيل من أجل السماح لسكان القدس بالاقتراع.

ووفق أبو ركبة فإنّ مصر تسعى إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، لتتمكن السلطة مع الفصائل على ساحة غزّة من مواجهة صفقة القرن والمساعي الأميركية في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزّة، وإقامة دولة في الأخيرة وتفتيت حلم الدولة الفلسطينية.

ويلاحظ أبو ركبة أنّ مصر تحاول منع إقامة دولة في غزّة، وهذا ما سيتمّ الحديث فيه بين عبّاس والسيسي، وإظهار موقف الأخير برفضه الكامل بوجود حالة انفصال بين غزّة والضفة الغربية.

ويعتقد محللون أنّ مصر جادة هذه المرة، في الوصول إلى وحدة وطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزّة، وتسعى بقوّة إلى إبرام الانتخابات الفلسطينية، لكن يبقى السؤال عن مدى استجابة الأطراف الفلسطينية للمخاطر المحدقة بقضيتهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط