Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اقتحام العاصمة الليبية... الجيش يتقدم على أطرافها و"الوفاق" تحذر من الأوهام

وصلت قوات المشير خليفة حفتر إلى مشارف طرابلس منتزعة معسكر حمزة الاستراتيجي

منذ إعلان القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر عن بدء معركة العاصمة طرابلس، استعرت المعارك بين طرفي النزاع وثار جدل لم ينته حول فرصة نجاح العملية العسكرية والتوقيت الذي قد تستغرقه ودلالة التوقيت وكيفية تحديده.

بعد منحها الإذن، تقدمت قوات الجيش إلى مشارف طرابلس نحو المواقع الدفاعية لقوات الوفاق، لكسر طوقها الدفاعي للوصول إلى وسط العاصمة، محرزة بعض التقدم مع انتزاع مواقع قليلة هامة على رأسها معسكر حمزة، الذي كان معقلاً دفاعياً حصيناً وإستراتيجياً للوفاق.

وأهمية المعسكر تكمن في موقعه الذي يقع على أحد المداخل، جنوب العاصمة، وقد أنشئ في عهد معمر القذافي بناءً على دراسة دقيقة كانت تهدف إلى إنشاء معسكر ضمن معسكرات عدة تشكل طوقاً عسكرياً حول طرابلس، التي كانت يومها مقر سكن القذافي وعاصمة نظامه.

الموقف العسكري للجيش

وحول آخر التطورات في الموقف العسكري للجيش، نشرت الكتيبة 111 مشاة، الأحد، بياناً صحافياً قالت فيه إنها "أعادت شن ضرباتها على قوات الوفاق، مع (إحراز) تقدم في محور الكازيرما".

وأضافت الكتيبة، أن قوات الجيش الوطني أحرزت تقدماً كبيراً في محور وادي الربيع، مؤكدةً مصادرة بعض العربات المسلحة والمصفحة التي تركتها قوات الوفاق خلفها، ونشرت صوراً لآليات تابعة لـ "كتيبة 24" التابعة لعمليات "بركان الغضب" في عين زارة.

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم اللواء 73 مشاة التابع للجيش منذر الخرطوش إن "ضربات الجيش الوطني أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بقوات الوفاق، وذلك في هجوم ليلي في طريق الأصفاح وكوبري الزهرة"، مشيراً إلى أن "قوة الاقتحام التابعة للواء 73 مشاة نفذت مهمات ليلية في منطقة الأصفاح، ونجحت في خطواتها الأولى".

وعلى الرغم مما تحقق من تقدمات عسكرية لقوات الجيش، في الأيام التي تلت كلمة حفتر، إلا أنها لا تزال على مشارف العاصمة، وإن كانت قد تقدمت نحو الأحياء السكنية جنوب طرابلس تحديداً، وباتت أقرب إليها من أي وقت مضى. 

موقف قوات الوفاق

أعلنت غرفة عمليات "بركان الغضب"، التابعة لحكومة الوفاق، في وقت متأخر من ليلة السبت أن "قواتها قصفت قوات الجيش الوطني بالمدفعية الثقيلة في محيط محور اليرموك جنوب العاصمة طرابلس".

وقالت الغرفة إن "المدفعية الثقيلة التابعة لقواتنا تعاملت بدقة مع تجمعات لميليشيات متعددة الجنسية في محيط محور اليرموك".

وأوضح آمر غرفة العمليات الميدانية اللواء أحمد أبو شحمة، في تصريحات صحافية نقلتها وسائل إعلام مناصرة لحكومة الوفاق، أن قواته شنت هجوماً على تمركزات لـ "ميليشيات حفتر" في محور عين زارة.

خسائر بشرية

كشفت مصادر طبية مطلعة لـ "اندبندنت عربية" أن "تسعة قتلى من قوات الوفاق وصلوا إلى مركز إيواء جنزور الجمعة، بعد مقتلهم خلال المواجهات ضد القوات المسلحة".

وذكر المصدر أيضاً وصول 22 مصاباً من عناصر قوات الوفاق إلى مستشفى جنزور ومستشفيات أخرى، بعد إصابتهم خلال المواجهات مع الجيش، بينما لم تصدر أي إحصاءات حول أعداد القتلى والجرحى في صفوف الجيش، التي تقول مصادر عسكرية تابعة لحكومة الوفاق إنها كثيرة.

دلالة التوقيت

وقال المستشار السياسي لقائد الجيش الليبي فرج زيدان لـ "اندبندنت عربية" إن "قيادة الجيش لم تختر توقيت ساعة الصفر والاقتحام عبثاً، بل استندت إلى معطيات دقيقة وخطة عسكرية حددت الفترة الزمنية لكل مرحلة منها على حدة. وإعلان الجيش اقتحام أحياء العاصمة يعني انتهاء مرحلة الاستنزاف التي خاضها بصبر لإنهاك قوى العدو قبل توجيه الضربة الحاسمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف زيدان "الجيش درس أيضاً المزاج العام في الداخل والخارج ليحدد ساعة الصفر، مستفيداً من الخطأ القاتل الذي وقع به (رئيس حكومة الوفاق) فائز السراج بتوقيع مذكرة تفاهم مع تركيا لترسيم الحدود البحرية، والتي أفقدته كثيراً من الدعم والشعبية في الداخل والخارج ومنحت زخماً هاماً لحرب الجيش ضد قواته، بعدما وضع نفسه في موقف المرتهن لإرادة خارجية تمثلها تركيا وقطر".

صفر الأوهام

أما الرئيس السراج، فقد خرج في كلمة مصورة أكد فيها أن "قوات الجيش وثوار 17 فبراير (شباط) جاهزون لصد العدوان عن العاصمة"، واصفاً ما حصل في غريان بـ "صد العدوان وتحريرها"، وتلقين من وصفهم بـ "الغزاة والانقلابيين ومجاميع المرتزقة والعملاء" دروساً قاسية في فن القتال والصمود والشجاعة.

وطالب السراج أهالي طرابلس عدم تصديق ما وصفها بـ "أكاذيب الواهمين وصفحاتهم وإشاعاتهم"، مؤكداً "أن لا ساعة صفر سوى صفر الأوهام وألا سيطرة ولا اقتحام لطرابلس وأحيائها".

مؤتمر برلين وسيناريو اليمن

وأجمع مراقبون للمشهد الليبي أن خطاب حفتر الأخير وجه ضربةً قاضية للمحاولة الأخيرة للتوصل إلى حل سياسي، التي أعلنت ألمانيا تبنيها مؤخراً بالتنسيق مع كل الأطراف الفاعلة وذات العلاقة بالأزمة داخل ليبيا وخارجها، وعرفت باسم مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية.

واعتبر الصحافي الليبي إسماعيل القريتلي أن هذه العملية العسكرية لم تنه فرص الحل السياسي فحسب، بل قربت المشهد الليبي من التحول إلى سيناريو يشبه ما يحدث باليمن أيضاً. وأوضح أن "الحرب في ليبيا تقترب من السيناريو اليمني، حيث تحولت الدولة إلى فصيل"، مضيفاً أن "الطريق ممهدة لاتفاق سياسي جديد تبرز فيه أدوار المجموعات المسلحة بعد دخولها في المشهد السياسي، وتعمق التأثيرات الخارجية، حيث ستكون "الفصائلية" المرتهنة للخارج محركاً جديداً للنزاع في ليبيا".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي