Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البرد والمطر ضيفان ثقيلان على أكبر مخيمات النزوح في اليمن

مدينة مأرب التي كان تعداد سكانها يقدر ببضعة آلاف قبل الحرب باتت اليوم تضم أكثر من مليون نسمة

في بيوت مبنية من القش والطين وكرفانات بيضاء وخيام مهترئة موزعة على مساحة شاسعة في منطقة الجفينة بمدينة مأرب وسط اليمن، تواجه نحو 8 آلاف أسرة نازحة ظروفا إنسانية مأساوية يفاقمها البرد وهطول الأمطار الموسمية، ما تسبب في انهيارات لعشرات المنازل المبنية من الطين بين الحين والآخر. 

بلا مقومات عيش

وتفتقر غالبية الأسر النازحة في المخيم إلى الحد الأدنى من مقومات المعيشة، حيث يفترش بعض النازحين الأرض ويقضون ليالٍ صعبة في أجواء صحراوية شديدة البرودة شتاء. وتجمع النازحين في المخيم معاناة النزوح كما جمعتهم الظروف القاسية داخل تلك المخيمات.

البرد حوّل المخيم إلى ما يشبه ثلاجة تحتضن بداخلها أطفال ونساء ومسنين

ويمثل الوضع الأمني المستقر في مأرب وفرص العمل المتوفرة وعدم استقرار المحافظات المحررة في الجنوب، أحد أبرز أسباب تدفق اليمنيين من كل المحافظات عليها، ما جعلها ملجأ لآلاف اليمنيين سواء من المناطق الخاضعة للحوثيين أو المناطق التي تسيطر عليها الجماعات ذات النزعة الانفصالية في جنوب البلاد. 

 فالمدينة التي كان تعداد سكانها يقدر ببضعة آلاف قبل الحرب، أضحى تعداد سكانها اليوم أكثر من مليون نسمة وفقا لتقارير رسمية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كفاح من أجل البقاء

ويكافح النازحون من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أن أجبرتهم ميليشا الحوثي على النزوح من مناطقهم، ليستقروا أخيرا في مخيمات ممزقة لا تقيهم رياح وبرد الشتاء القارس ولا حرارة الصيف المرتفعة. 

تقول النازحة أم سماح وهي أم لثلاثة أبناء في المخيم، إن البرد شديد وأن هذه الأجواء الصحراوية الباردة لم يعتادوا عليها من قبل في مدينتهم الأم الحديدة شمال غرب اليمن، وضيف "نحن بحاجة إلى يد العون من بطانيات وفراش وطعام".

وتسكن أم سماح المخيم منذ عام ونصف، وقد أضطرت للنزوح إلى مأرب بعد اعتقال الحوثيين لزوجها ومحاولة تجنيد أحد أبنائها البالغ خمسة عشر عاماً إجباريا.

وعن دور المنظمات الإغاثية في التخفيف عن معاناة النازحين تقول أم سماح إنه زارها عدد من العاملين في المنظمات، وفي كل مرة يقدمون وعودا لكنها لم تستلم أي شيء يمكنه التخفيف من معاناتها.

ياسر ضبر وهو إعلامي مهجر يسكن المخيم يقول إن البرد حوّل المخيم إلى ما يشبه ثلاجة تبريد تحتضن بداخلها أطفال ونساء ومسنين يذوقون فيها ويلات العذاب، وإن معظم سكان المخيم مصابون بأمراض نزلات البرد، ناهيك عن تهيّج بعض الأمراض مثل الكلى، والعمود الفقري، وغيرها. 

3 ملايين نازح

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية مؤخرا نزوح أكثر من 390 ألف يمني منذ بداية العام الجاري بسبب الحرب.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه منذ بداية هذا العام وحتى الآن، نزح ما يقارب 393 ألف يمني بسبب الصراع في الغالب.

وأضافت المنظمة أنها تعمل بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين "لمساعدة مئات الآلاف من النازحين اليمنيين على بناء ملاجئٍ خاصة بهم وإقامة منازل مؤقتة لعائلاتهم".

وبحسب تقارير شبه رسمية بلغ عدد النازحين بسبب الحرب في مختلف المناطق اليمنية نحو 3 مليون نازح.

اقرأ المزيد

المزيد من