يبدو أن أحد المشاركين في التظاهرات المناهضة للحكومة العراقية قد أصطحب معه أسدا، إذ يظهر فيديو شخصاً يقود أسداً ملفوفاً بعلم البلاد بواسطة سلسلة التفت حول عنقه. واتجه الأسد للحظات قليلة صوب مجموعة صغيرة من المارة كانت على الرصيف، وذلك قبل أن يرتاح إلى جانب الطريق وبقربه صاحبه الذي يمسك بقياده.
ولم يوضح الفيديو المسجل أين جرى تصوير تلك اللقطات، بيد أن العاصمة العراقية وجنوب البلاد كانا خلال شهر ونصف الشهر مسرحاً لتظاهرات عديدة طغت مظاهر العنف على بعضها. ولقي 320 شخصاً حتفهم كما أصيب الألاف من المتظاهرين جرّاء الاشتباكات مع قوات الأمن.
وفي محاولة لإعادة المتظاهرين إلى ميدان التحرير وسط بغداد الخميس الماضي، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة أكثر من 65 من المتظاهرين، وذلك بحسب مصادر أمنية وطبية.
واستخدمت قوات الأمن أنواع الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين بالقرب من ميدان التحرير، الذي يشهد التجمع الرئيسي للاحتجاجات ضد النظام السياسي في البلاد.
وتسود حالة من الغضب الشديد نتيجة للأحوال الاقتصادية المتردية في البلد، الذي يتمتع بإيرادات نفطية ضخمة، لكنه عجز عن تحسين الأحوال المعيشية أو توفير وظائف للشباب الذين يمثلون الجانب الأكبر من المتظاهرين، وهو الأمر الذي أجّج الاحتجاجات.
وعلى الرغم من محاولات حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي تهدئة الاضطرابات باتخاذ مجموعة من التدابير لمساعدة الفقراء والشباب من خريجي الجامعات، إلا أن المتظاهرين استمروا في التصعيد لتصل مطالبهم إلى الإطاحة بكافة النخب السياسية الحاكمة، والتي تولت مقاليد الأمور في البلاد منذ الإطاحة بصدام حسين في العام 2003.
بعد القضاء على تمرد تنظيم داعش في العام 2017 شهد العراق هدوءا واستقرار نسبيين استمر عامين، لكن وعلى الرغم مما تتمتع به البلاد من ثروة نفطية ضخمة، لايزال الكثير من العراقيين يعيشون في فقر مدقع وظروف معيشية متردية، ولاسيّما أنهم يعانون من شحٍّ في المياه النظيفة وقلة التغذية بالتيار الكهربائي وضعف أجهزة الرعاية الصحية والتعليم.
© The Independent