Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كاري لام تتعهّد "بالتفكير جدياً" بعد هزيمتها الساحقة في انتخابات هونغ كونغ

الأحزاب المؤيدة للديمقراطية تحتل 390 من المقاعد الـ 452 التي تنافس المرشحون عليها في انتخابات مجالس المقاطعات

أعلنت زعيمة هونغ كونغ بأنّ الحكومة "ستفكّر ملياً" في الهزيمة الساحقة التي منُيت بها السلطة التنفيذية الموالية لبكين في انتخابات مجالس المقاطعات يوم الأحد الماضي.

وأفادت "هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية" (RTHK) أن الأحزاب المؤيدة للديمقراطية فازت  بـ388 من أصل 452 مقعداً، أو حوالي 90% من عدد المقاعد التي سعى المرشحون لاحتلالها، ما شكّل تحوّلاً مذهلاً في حصة هذه الأحزاب التي حازت على 125 مقعداً فقط بنتيجة الانتخابات الأخيرة التي أجريت قبل أربع سنوات.

وتأتي هذه التطورات على خلفيّة ستة أشهرٍ من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، حتّى أنّ كاري لام الرئيسة التنفيذية المحاصرة أقرّت بأنّ تلك النتائج تعكس "امتعاض الشعب من الوضع الحالي والمشاكل المتأصلة بعمق في المجتمع."

وجُمّدت تظاهرات الشوارع  إلى حدّ كبير أثناء عمليات الاقتراع.   وقالت لام في بيانٍ لها بأنّ الحكومة تحترم النتائج وتتمنى أن يستمر "الوضع السلمي والآمن والمنظم". وأضافت  أنّ حكومتها "ستصغي إلى آراء الجمهور بكلّ تواضع وستفكّر فيها بجديّة".

وأشاد القادة المؤيدون للديمقراطية بالنتائج قائلين أنّها بعثت برسالة واضحة إلى بكين لإنهاء التعدي السافر الذي تمارسه ضد استقلالية هونغ كونغ، حسب الرأي السائد على نطاق واسع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال ووتشي واي، رئيس الحزب الديمقراطي وهو أكبر حزب مناهض للمؤسسات في هونغ كونغ، إن " انتخابات مجالس المقاطعات هذه أظهرت أنّ الحكومة المركزية بحاجة إلى مواجهة مطالب النظام الديمقراطي. تشكّل نتيجة اليوم الخطوة الأولى في طريقنا الطويل نحو الديمقراطية." ووصف تومي تشونغ، وهو زعيم احتجاجات الطلبة السابق  ، الذي فاز بمقعد في يوين لونج قرب الحدود الصينية النتائج الانتخابية "بالاجتياح الديمقراطي"، معتبراً أنها "قوّة الديمقراطيّة".

ولكن فيما فُتحت زجاجات الشمبانيا وعمّت الاحتفالات بالنصر أوساط المعارضة، برزت إشارات واضحة من بكين بأنّ الحزب الشيوعي لا يعتبر بأنّ النتائج تغيّر الكثير. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي كان يتحدث للصحافيين إنّ "هونغ كونغ هي جزء من الصين مهما يحدث"، مضيفاً أنّ "أيّ محاولة لإحداث فوضى في هونغ كونغ أو حتى إلحاق الضرر بازدهارها واستقرارها لن تنجح".

وأعربت صحيفة "تشاينا دايلي" الحكومية في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي بأنّ "تقدّم الانتخابات فرصة لعودة المدينة إلى طبيعتها". ورأت أن "الهدوء النسبي الذي تتمتع به المدينة منذ عدة أيام قبل الانتخابات يشير إلى أن جميع أصحاب المصلحة اعتبروها فرصة للتعبير عن آرائهم."

من جانبه، عبّر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن ارتياحه للانتخابات مبيناً أنه "مطمئن" لتجاوب كاري لام. وذكر أن "هناك حالياً فرصة للعثور على مخرج من الأزمة من خلال حوار سياسي يعكس الطموحات المشروعة لأبناء هونغ كونغ  ويحترم في الوقت نفسه نموذج  الدولة ذات النظامين".

وكانت الحركة الاحتجاجيّة  قد بدأت بتظاهراتٍ كبرى في شهر يونيو (حزيران) رداً على محاولة لتمرير مشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين. ويصرّ قادة هذا الحراك اليوم بأنّهم لن يستسلموا إلى حين تحقيق "مطالبهم الخمسة" التي تضمّ تغييراً حكومياً وعفواً عاماً عن الاشخاص الذين اعتُقلوا خلال الاحتجاجات.

على الصعيد العملي، تتعامل مجالس المقاطعات في هونغ كونغ بشكلٍ رئيسي مع مسائل محلّية مركزيّة غير أنّها تساهم بعض الشيء في عمليّة اختيار رئيس السلطة التنفيذية في المدينة. وعادةً ما يكون اهتمام الناخبين في تلك الانتخابات متدنياً إذ سجّلت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة أقلّ من 1,5 مليون مقترع.

وشارك يوم الأحد ما يزيد على 3 ملايين من سكّان هونغ كونغ البالغ عددهم 7 ملايين في العملية الانتخابية، أي أن نسبة الإقبال بلغت 71% من المقترعين المسجّلين. وقال ليتسر شوم ، وهو قيادي طلابي سابق  فاز بمقعد في الانتخابات، يبدو أنّ الجماهير خرجت للمشاركة "بغرض إظهار دعمها للحركة (الاحتجاجية) والمطالب الخمسة التي ترفعها وامتعاضها من حكومة هونغ كونغ". وأضاف  "تشكّل مجالس المقاطعات سبيلاً بغاية الأهمية في الكفاح. علينا في المستقبل أن نجد سبلاً أخرى لكي نستمرّ في نضالنا".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات