Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

114 عاماً على ميلاد ماري منيب جوجل يحتفل بـ"الحماة الأشهر" في السينما المصرية

بدأت حياتها كمطربة وكانت حماة رقيقة القلب في حياتها الواقعية

يحتفل جوجل اليوم بعيد ميلاد المطربة ماري منيب. (سي أن أن عربية)

ماري منيب ـ Mary Mounib يحتفل جوجل اليوم بعيد ميلادها، اختارها محرك البحث الشهير ليزين أيقونته بصورها، فالحماة الأشهر في السينما المصرية تعود لجيل 2019 بعد مرور نصف قرن بالتمام والكمال على الرحيل، و114 سنة على ميلاد السيدة ماري سليم حبيب نصر الله الشهيرة بماري منيب.

المطربة ماري منيب

البداية بالاسم، فالاسم الكامل للمراهقة الشابة حينها القادمة من الشام "مواليد 11 فبراير بدمشق عام 1905"، والمنحدرة من أصول مسيحية لم يكن يحوي لقب منيب الذي اشتهرت به، ولكنها أخذت لقب زوجها السيد محمد فوزي منيب، وانتقلت للعيش معه في حي شبرا العريق، حيث تزوجت في سن صغيرة، واعتنقت الإسلام في بداية حياتها وأنجبت ابنين؛ هما فؤاد وبديع، وعرفت بالفعل باسم ماري منيب.

 بدأت ماري منيب مشوارها مع الفن وهي في الـ14 من عمرها، واللافت أنها وقفت على المسرح للمرة الأولى كمطربة في مسرحية "القضية نمرة 14"، وبحسب حوار تليفزيوني نادر لماري منيب، كانت تشعر حينها بالخجل الشديد.

وانطلقت الشابة في العمل المسرحي بصحبة زوجها الذي تشارك معها في تأسيس فرقة فنية معروفة، كما عملت مع علي الكسار ونجيب الريحاني، ولكن تاريخ ماري منيب المعروف للجمهور يبدأ من منتصف ثلاثينيات القرن الماضي تقريبا، حينما بدأت العمل في السينما.

منذ تلك الفترة بدأت مسيرة ماري منيب على شاشة الفن السابع، والتي شاركت حينها في أفلام كثيرة مثل "العزيمة"، و"انتصار الشباب"، و"سي عمر"، و"عايدة"، و"تحيا الستات"، و"ليلى بنت الفقراء" وغيرها.

 

الحماة الفاتنة !

 لكن يأتي عام 1945، ليكون جمهور السينما على موعد مع عمل ناجح دشن ورسخ توجه ماري منيب في الأدوار وهو "لعبة الست"، حيث الحماة القاسية المتسلطة على زوج الابنة الجميلة، والتي تطمح للثراء، ولا تضع اعتبارات لمشاعر الحبيبين، من هنا كانت بصمة التميز في أدوار الحماة، ورغم أن ماري منيب في الواقع وقتها كانت لتوها قد أكملت عامها الأربعين، ولكنها بكل بساطة أدت باقتدار دور حماة نجيب الريحاني الذي كان في الـ56 من عمره وكان معلمها في الفرقة المسرحية.

من الذي لا يحب ماري منيب؟

"هذا هو الحب، وحماتي ملاك، والحموات الفاتنات، وحماتي قنبلة ذرية، واعترافات زوج"، بعض من الأعمال التي قدمت فيها ماري منيب دور الحماة صعبة المراس الظريفة المشاكسة، خفيفة الظل، والقوية أيضا بمنتهى التمكن، حيث كانت دوما ما تقسو على زوج الابنة، أو زوجة الابن، لكن لماذا لم نضبط أنفسنا ولا مرة متلبسين بالنفور منها ومن الأدوار التي تبدو سلبية، وتأتي على حق البطل المحبوب؟..إنه التفرد الذي سكن هذه الكوميديانة الاستثنائية.

ماري منيب اجتهدت حتى صنعت لنفسها في عصر الكبار خطا، ومكانا ومكانة، ومساحة تتحرك فيها وتصول وتجول دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب من حدودها. الحماة المتآمرة شخصية مريبة في العادة، ولكن حينما يأتي الأمر عند ماري منيب تصبح لطيفة ومضحكة. إنه ذكاء الأداء، فالأسهل لها أن تظهر بتعبيرات كاريكاتورية شريرة ومبالغ فيها، ولكنها قررت أن تبني شخصية في الأداء، وحضورا يزداد لمعانا حتى بعد مرور عشرات السنوات على الغياب.

ماري منيب التي قدمت حوالي 133 عملا فنيا مهما، بينها أفلام "أم رتيبة وبابا أمين ورسالة من امرأة مجهولة"، ومسرحيات بارزة في تاريخ المسرح العربي بينها "إلا خمسة، والستات ما يعرفوش يكدبوا، وتعيش وتاخد غيرها"، ظلت تعمل حتى النفس الأخير، حتى أنها في سنة وفاتها كنت تحضر لعمل جديد، ومرتبطة كذلك بعروض يومية لمسرحية "الدلوعة"، وقبلها بأشهر شاركت في مسرحية "خلف الحبايب "والفيلم الشهير "لصوص ولكن ظرفاء"، مع عادل إمام وأحمد مظهر، حيث شهد العمل الناجح آخر ظهور لها على شاشة السينما.

ظروف وفاة ماري منيب

ماري منيب خفيفة الظل، صاحبة الأعمال الناجحة المحفورة في تاريخ السينما المصرية، توفيت بعد صراع قصير مع المرض في 21 يناير عام 1969 عن عمر 64 عاما، إذ كانت تعمل على عرض مسرحي جديد، لتصاب بالإعياء وتذهب إلى المستشفى وتمكث أربعة أشهر ثم تفارق الحياة.

 

ماري منيب.. حماة ملاك!

ورغم أن ماري منيب ظلت مطلوبة في أدوار كثيرة طوال مشوارها، فإنها كانت تجد وقتاً للعائلة، "فقد ربت ابنيها فؤاد وبديع، وبعد رحيل زوجها تزوجت بالسيد عبد السلام فهمي؛ أرمل شقيقتها الراحلة أيضا؛ لتتمكن من تربية أبناء أختها"، وهي المعلومات التي كشفت عنها حفيدتها أمينة في مداخلة تلفزيونية على شاشة cbc المصرية، حيث لفتت الحفيدة أنها بحسب ما سمعت من الأقارب الأكبر سناً، فإن "ماري منيب لم تكن أبداً حماة قاسية، بل كنت طيبة القلب ومحبة ومتعاونة بعكس أدوارها على الشاشة"، وشددت على أن ماري "حرصت أن تجمع أبناءها وأبناء شقيقتها في الفيلا الخاصة بها في شبرا وأحاطتهم برعايتها".

 

فى تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، قال جمال منيب، حفيد الفنانة الراحلة، إنه "ليس له ذكريات كثيرة معها، لأنها توفيت وعمره 7 سنوات"، لكن "كنت أسمع عنها كلاما كثيرا طيبا وجميلا من أقاربي الأكبر سناً".

وتابع الحفيد: "ماري منيب كانت عكس الشاشة تماما.. حماة لطيفة، لزوجة ابنها، ومنمقة جدا، ومرتبة للغاية في منزلها، وشخصية منظمة".

وأضاف منيب، أنه "قضى فترة طفولته مع ماري منيب في فيلا شبرا؛ أيام لطيفة جدا، كانت العائلة مجتمعة لديها".

"الفيلا تم بيعها، وانتقلنا للعيش في منزل مستقل، لكن جدتي ماري لا تزال حاضرة، باسمها وصورها، والأحاديث التي لا تنقطع عنها".

خفيفة الظل المحبوبة، صاحبة الموهبة العابرة للأجيال، لديها أيضا أحفاد حققوا شهرة فنية، أبرزهم المطرب الراحل عامر منيب، واسمه الحقيقي عامر محمد بديع منيب، والذي يعتبر من أشهر نجوم الأغنيات الرومانسية في مصر، وله نجاحات عدة، كما قدم بعض الأفلام السينمائية كذلك.

الأجيال لا تزال تتواصل حيث إن لديها حفيدا آخر هو المطرب الشاب خالد منيب نجل شقيق عامر منيب، الذي بدأ مؤخرا طرح أغنياته الخاصة، بيها أغنية خاصة أهداها لعمه الراحل بعنوان "مافيش كلام يتقال".

المزيد من منوعات