أظهر تقرير حديث عن الاستثمار في الشركات الناشئة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تصدر مصر دول المنطقة بعدد الصفقات خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي بنحو 100 صفقة من إجمالي 354 صفقة بنسبة استحواذ تقدر بنحو 28.24% من إجمالي صفقات الاستحواذ التي تمت بالمنطقة، يليها الإمارات ولبنان والسعودية ثم تونس.
وأشار التقرير الصادر عن "ميرجر ماركت" للشرق الأوسط، إلى تصدر الإمارات العربية المتحدة دول المنطقة في حجم التمويلات المقدمة للشركات الناشئة، باستثمارات تقارب الـ300 مليون دولار من إجمالي 517 مليون دولار، فيما حلت مصر بالمركز الثاني تليها السعودية، موضحاً أن هذه الأرقام لا تشمل صفقتي كريم وسوق دوت كوم.
ووفقاً لأحدث تقارير "ميرجر ماركت"، فقد حصلت مصر أيضاً على نصيب الأسد من صفقات الدمج والاستحواذ بمنطقة شمال أفريقيا بنسبة 75.1% من إجمالي حجم الصفقات خلال العام الحالي، وبإجمالي صفقات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 1.3 مليار دولار. ووفقاً للتقرير، فإن المؤسسة تؤكد جاذبية مصر كوجهة للاستثمار في المنطقة وتزايد ثقة المستثمرين في الاقتصاد.
تطوير عربي وخليجي لبيئة الاستثمار
التقرير أشار إلى أن مصر في طريقها لتصبح الوجهة الأولى للإبداع وريادة الأعمال في المنطقة مع تطور مناخ الاستثمار، وزيادة عدد صناديق الاستثمار المخاطر، ونمو ثقافة ريادة الأعمال. فيما أشار عدد من المستثمرين إلى أن السعودية والإمارات تقدمان حالياً بيئة مناسبة وفرصاً أفضل للتمويل لرواد الأعمال.
وتوقع المستثمرون، الذين يمثلون صناديق استثمار رأسمال المخاطر التي تستثمر في الشركات الناشئة، تضاعف عدد صفقات الاستثمار في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من 20 ضعفا خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وقال الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "سواري فنتشرز"، هاني السنباطي، إن الشركة تتطلع إلى المشاركة في جولة جديدة لرفع رأسمال شركة سويفل للنقل الجماعي بعد أن شاركت أخيرا في آخر جولة تمويلية لسويفل، التي تلقت تمويلات تقارب الـ80 مليون دولار حتى الآن.
وأوضح على هامش مشاركته في جلسة خلال مؤتمر حول الشركات الناشئة نظمته الشركة خلال الأيام الماضية في القاهرة، أن التمويل سيكون عبر صندوق سواري لشمال أفريقيا والذي يتطلع إلى إتمام إغلاقه الثاني قريبا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار "السنباطي" إلى أن مصر في حاجة إلى تطبيقات مماثلة في مجالات الزراعة، والتمويل، والتعليم.
وقال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "إيه أر فينشرز"، محمد عزب، إن الشركة تقوم الآن بإنشاء صندوق جديد بحجم 50 مليون دولار بالقاهرة للاستثمار في الشركات الناشئة حول العالم ضمن شبكة أنديفر العالمية. وذكر أن الصندوق استثمر بالفعل في سبع شركات بمصر والولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح أن جمع رأس المال للصناديق والتخارج لا يزال هو التحدي الأكبر الذي يواجه شركات رأس مال المخاطر.
أرقام قياسية في السعودية
في السياق ذاته، ذكر تقرير حديث لشركة "ماجنت"، وهي أكبر منصة للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الاستثمارات في الشركات الناشئة بالسعودية سجلت رقماً قياسياً خلال النصف الأول من عام 2019 على مستوى حجم التمويل وعدد الصفقات المبرمة.
وأوضحت أن السعودية شهدت وتيرة نمو متسارعة في تمويل الشركات الناشئة على مدى الأعوام الماضية؛ ليسجل النصف الأول أرقاماً قياسية على مستوى حجم التمويل بارتفاع نحو 88% على أساس سنوي.
وبلغ حجم التمويل خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 40 مليون دولار عبر 26 صفقة، مقابل 22 مليون دولار من خلال 18 صفقة في النصف الأول من عام 2018.
التقرير أشار إلى أن القفزة بمستوى الصفقات الاستثمارية والتمويلية في السعودية بالنصف الأول من العام 2019 وخاصة بالشركات الناشئة؛ يعود لعدة أسباب أبرزها ظهور مستثمرين جدد على الساحة مثل الشركة السعودية للاستثمار الجريء ومسرعة أعمال مسك.
وتوقع أن يتجاوز عام 2019 سلفه 2018 في عدد الصفقات المبرمة وإجمالي التمويل، لاسيما إنشاء المزيد من المؤسسات الاستثمارية وبرامج مسرعات الأعمال وغيرها من المبادرات الجديدة.
ولفت التقرير، إلى أن هناك 30 مؤسسة بادرت بالاستثمار في الشركات الناشئة بالسعودية خلال النصف الأول من عام 2019؛ بمشاركة كل من شركات الاستثمار الجريء وبرامج مسرعات الأعمال والمؤسسات الأخرى، إلى جانب مجموعة من المستثمرين الدوليين الذين أسهموا في جولات التمويل.
وبحسب التقرير، تعد السعودية ضمن قائمة الخمسة الأوائل في إجمالي التمويل وعدد الصفقات المبرمة، مقارنة بدول الشرق الأوسط. كما تحتل المركز الثالث في إجمالي التمويل، والمركز الرابع في عدد الصفقات المبرمة خلال النصف الأول من عام 2019.
وشكلت صفقات السعودية نحو 11% من مجموع الصفقات المبرمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنصف الأول من العام الحالي. كما استحوذت على نحو 9% من إجمالي التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال النصف الأول من العام الجاري على أساس سنوي.
وتندرج قطاعات التجارة الإلكترونية والتوصيل والنقل ضمن أكبر القطاعات في السعودية من حيث إجمالي التمويل وعدد الصفقات.
ارتفاع تمويلات الشركات الناشئة بنسبة 66%
ووفقاً لتقرير "ماجنت"، ارتفع إجمالي التمويل في الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للفترة التي يغطيها التقرير بنسبة 66% عن نظيره خلال النصف الأول من عام 2018.
فيما حافظت الإمارات على مكانتها كأكثر بيئات الشركات الناشئة نشاطاً، باستحواذها على نسبة 26% من مجموع الصفقات و66% من إجمالي التمويل.
كما تم تصنيف السعودية كواحدة من أسرع بيئات الشركات الناشئة نمواً، حيث ارتفع معدل نموها بنسبة 2% عن النصف الأول من العام 2018 مسجلة 26 استثماراً في النصف الأول من العام الحالي.
التقرير أشار إلى أن هناك العديد من البوادر التي تشير إلى نضوج بيئة الشركات الناشئة؛ فمع نمو الشركات الناشئة، تأكد نجاح المزيد منها في تلقي استثمارات كبيرة، وخروج المزيد من الشركات، إضافةً إلى وجود اهتمام مستمر من المستثمرين الدوليين في المنطقة، وخاصة من قارة آسيا.
وأشار إلى أن استحواذ شركة أوبر على كريم هو مثال آخر لاستحواذ شركة عالمية كبرى على شركة محلية، بعد استحواذ شركة أمازون على سوق. وسيكون ذلك حافزاً لتشجيع وتعزيز بيئة ريادة الأعمال في المنطقة.
