Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تدني متوسط العمر المتوقع في بريطانيا وارتفاع الوفيات التي يمكن تجنبها

في حين أن الناس الذي يسكنون المناطق الأغنى في بريطانيا ما زالوا يعيشون لفترة أطول كما أشار التحليل

تظهر البيانات أن بريطانيا تخفق في تجنب وفيات من الممكن تفاديها بين من هم تحت سن الخمسين (غيتي) 

أشار تقرير جديد إلى أن متوسط ​​العمر المتوقع في المملكة المتحدة قد انخفض إلى مستويات شهدتها البلاد آخر مرة قبل 16 عاماً، حيث يؤدي التفاوت الاجتماعي المتزايد إلى ارتفاع عدد الوفيات التي يمكن تجنبها في الطوائف المحرومة.

تكشف الأبحاث التي أجراها أكاديميون في ’كلية لندن للاقتصاد’  أنه بينما ما زال الأشخاص في المناطق الثرية في البلاد يعيشون لفترة أطول، فإن متوسط ​​العمر المتوقع متوقف - أو حتى يتراجع - بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الأفقر.

ووفقاً للنتائج، يظهر تحليل بيانات الوفيات أن المملكة المتحدة فشلت في الحد من حالات الوفاة التي يمكن تجنبها - مثل التسمم العرضي، وتعاطي الكحول والانتحار - بين من هم تحت سن الخمسين، وأن هذه الوفيات في زيادة ضمن بعض المجموعات الفرعية.

وبينما يستمر متوسط العمر المتوقع لهذه الفئة العمرية في الارتفاع في الدول الأوروبية مثل فرنسا وهولندا، فإن المملكة المتحدة تتخلف عن الركب، حيث أظهرت الأبحاث أن حالات الوفاة التي يمكن تجنبها هي الآن الأسباب الرئيسية للموت بين البالغين في المملكة المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً.

من جهتها حذرت جميعة "مؤسسة الصحة" الخيرية، التي وجّهت بإعداد هذا التقرير، من أن النتائج تشير إلى سير بريطانيا على خطى الولايات المتحدة في الاتجاهات "المثيرة للقلق"، حيث ترتفع نسبة الوفيات المرتبطة بالكحول والمخدرات بين الشباب.

يشار إلى أن معدلات الوفيات المرتبطة بالمخدرات في اسكتلندا تتجاوز الآن نظائرها في الولايات المتحدة، مع وقوع 218 حالة موت بين كل مليون نسمة، مقارنة مع 217 وفاة بين كل مليون شخص في أميركا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووجد البحث أيضاً أن النساء اللواتي يسكن المناطق الأكثر فقراً في المملكة المتحدة من المتوقع أن يعشن حتى سن 78 عاماً وثمانية أشهر، مقارنة بـ 86 وشهرين في المناطق الأقل حرماناً - أي هناك فارق قدره سبع سنوات بين الفئتين.

يعد متوسط ​​العمر المتوقع للنساء في المملكة المتحدة، 83 عاماً، وهو أحد أدنى المعدلات بين الدول المماثلة، وهو أخفض من المعدل في إسبانيا بأكثر من ثلاث سنوات.

وقالت جمعية "مؤسسة الصحة" إن البحث سلط الضوء على الحاجة إلى التركيز أكثر على العوامل المختلفة التي تؤثر على متوسط ​​العمر المتوقع، ليس فقط فيما يتعلق بهيئة خدمات الصحة الوطنية والرعاية الصحية، ولكن أيضاً على العوامل الاجتماعية الأوسع مثل التوظيف والسكن والتعليم.

وتدعو الجمعيةُ الحكومةَ إلى إنشاء هيئة مستقلة جديدة للتدقيق في بيانات الوفيات والسياسة الحكومية، والتي ستكون مسؤولة عن تقديم المشورة بشأن أفضل السبل لحماية المتوسط المتوقع الصحي للأعمار وتحسينه بالنسبة للأجيال المقبلة.

وقالت جو بيبي، مديرة الصحة في جمعية "مؤسسة الصحة": ​​"تظهر هذه النتائج البحثية مدى أهمية أن نقوم بمراقبة اتجاهات متوسط ​​العمر المتوقع والوفيات عن كثب، وخاصة بالنسبة للناس الأضعف في المجتمع ... إن بيانات الوفيات معقدة ونحن بحاجة إلى رأي مستقل ليس فقط حول المدة التي يعيشها الناس ولكن حول أسباب موتهم أيضاً. يجب أن يكون هذا أولوية بالنسبة للحكومة المقبلة، بحيث تتمكن نتائجها من البدء في التأثير على السياسات المحلية والوطنية في أقرب وقت ممكن".

ورداً على النتائج، أشارت فينا رالي، زميلة كبيرة لمركز "ذا كينغز فاند" المستقل للأبحاث في المملكة المتحدة، إلى أن إنفاق البلاد على الرعاية الصحية والاجتماعية للفرد الواحد، وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، كان أقل مما تنفقه العديد من الدول الأوروبية المماثلة، وقالت إنه بحاجة إلى أن يُبنى على "أسس واقعية أكثر،" مضيفة: "نحتاج إلى فهمٍ أفضل للأسباب المعقدة لتجمّد متوسط ​​العمر المتوقع، بما في ذلك أي قواسم مشتركة مع أوروبا، لكن تقارير اليوم تضاف إلى مجموعة من الأدلة التي تبين أن هناك حاجة لاتخاذ إجراء الآن... يجب أن يكون تحسين متوسط ​​العمر المتوقع وتقليل التفاوتات الصحية في صميم اهتمام الحكومة الجديدة".

وقالت لوسيانا بيرغر، المتحدثة باسم الصحة في حزب الديمقراطيين الأحرار: "إن تجمّد متوسط ​​العمر المتوقع والفجوات المتزايدة في عدم المساواة الصحية هو إرث مروّع للحكومة المحافظة المنصرفة. لقد أعطى الديمقراطيون الأحرار الأولوية لمعالجة عدم المساواة باعتباره أحد التزاماتنا الانتخابية الرئيسية... الارتفاع الحاد في الوفيات المرتبطة بتعاطي الكحول والمخدرات في جميع أنحاء المملكة المتحدة يثير قلقاً شديداً. وبالنظر إلى أن السبب الرئيسي لوفيات الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً هو الإدمان أو المرض العقلي، فمن الواضح أن هناك خطأ ما في كيفية تعاملنا مع الأمراض العقلية والجسدية."

وامتنعت هيئة الصحة العامة في إنكلترا التابعة لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية عن التعليق بسبب الانتخابات العامة المقبلة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات