Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موراليس يلجأ إلى المكسيك والجيش البوليفي يتعهد التصدي للعنف

توقع بتولّي نائبة رئيس مجلس النواب الرئاسة مؤقتاً

الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس (أ.ف.ب)

بعد استقالته تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية، وصل الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس الثلاثاء 12 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى المكسيك التي منحته اللجوء السياسي، في وقت تعهّد الجيش بمساعدة الشرطة في التصدّي لأعمال العنف بعدما تسبّبت استقالة الرئيس المفاجئة بفراغ في السلطة. وبعدما أبدت الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأميركية تخوّفاً من أن تغرق البلاد في الفلتان الأمني إثر استقالة عشرات المسؤولين والوزراء، ولجوء بعضهم إلى سفارات أجنبية، تعهّدت نائبة رئيس مجلس النواب، المعارِضة جانين آنيز التي يُتوقع أن يعيّنها مجلس الشيوخ رئيسةً مؤقتة للبلاد، إجراء انتخابات لإنهاء الأزمة السياسية. وقالت للصحافيين في لاباز "سندعو إلى عملية انتخابية تعكس إرادة جميع البوليفيين".

اللجوء إلى المكسيك

وفي وقت سابق الاثنين، اتصل موراليس بوزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد طالباً اللجوء، وغرّد لاحقاً أنه "في الطريق إلى المكسيك". وأكّد إبرارد بدوره أن بلاده وافقت على منح موراليس حق اللجوء. وأعلن في ساعة متأخرة الاثنين أن طائرة عسكرية مكسيكية "أقلعت وعلى متنها موراليس". وأضاف "وفقاً للمعاهدات الدولية، إنه تحت حماية المكسيك. تم إنقاذ حياته وضمان سلامته". وشكر موراليس للمكسيك حمايتها له وتعهّد أن يعود إلى بلاده "أقوى وأكثر نشاطاً".
وتوقّفت طائرته للتزوّد بالوقود في أسونسيون عاصمة باراغواي في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وفق ما أفاد وزير الداخلية الباراغواياني أوكليديس أكيفيدو.
وجاء لجوء موراليس (60 سنة) غداة استقالته المفاجئة بعدما خسر دعم الجيش في أعقاب ثلاثة أسابيع من التظاهرات الحاشدة، احتجاجاً على فوزه بولاية رابعة إثر انتخابات مثيرة للجدل.
 


الجيش يساعد في ضبط الأمن

أمنياً، أعلن الجنرال وليامز كاليمان في خطاب متلفز أن "القيادة العسكرية للقوات المسلحة رتّبت عمليات مشتركة مع الشرطة لمنع إراقة الدماء والاقتتال داخل العائلة البوليفية"، إذ سُجل مقتل ثلاثة أشخاص في المواجهات التي جرت منذ إجراء الانتخابات.

وكان قائد شرطة لاباز خوسيه بارينيكيا دعا الجنرال كاليمان إلى "التدخّل لأن الشرطة البوليفية شهدت تجاوزات"، وتعرّضت بعض ثكناتها الاثنين في أنحاء البلاد للحرق أو النهب.

وفي تغريدة أطلقها من منطقة تشاباري المشهورة بزراعة الكوكا، والتي انتقل إليها جواً الأحد، دعا موراليس المعارضة إلى "تهدئة الأوضاع في البلاد"، بعدما تعرّض مناصروه لأعمال عنف في لاباز.

وشاهد مصورو وكالة الصحافة الفرنسية مدنيين يوقفون أشخاصاً، أحياناً بالتعاون مع الشرطة، بعد مواجهات مع مناصرين لموراليس. وتمّ تركيع عدد ممّن أوقفوا في الشوارع وأيديهم خلف ظهورهم، وكان بعضهم ينزف. وأفاد مراسلو الوكالة بأنهم رأوا مئات من مناصري الرئيس السابق يشاركون في مسيرة انطلقت من مدينة "إل ألتو" وصولاً إلى لاباز، حيث أغلقت المحال والشركات الاثنين غداة أعمال نهب سُجّلت في أنحاء من العاصمة.

وقال قائد الشرطة فلاديمير يوري كالديرون إن عناصره الذين لازموا بغالبيتهم مراكزهم خلال أعمال الشغب التي اندلعت الجمعة، وانضمّ كثر من بينهم إلى المحتجين، سيعودون إلى الشوارع لحفظ الأمن.

لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن قلقه من تدهور الأوضاع الأمنية، كما دعت منظمة الدول الأميركية إلى "إرساء السلام واحترام سيادة القانون". كذلك دعت المنظّمة، ومقرّها واشنطن، الكونغرس البوليفي إلى عقد جلسة طارئة من أجل "تشكيل سلطات انتخابية جديدة لضمان عملية انتخابية جديدة". وتعقد المنظمة اجتماعاً الثلاثاء لبحث الأوضاع في بوليفيا.
 
استقالات متتالية

وصدرت دعوة منظمة الدول الأميركية بعدما لجأ وزير الأمن كارلوس روميرو المسؤول عن الشرطة إلى السفارة الأرجنتينية، وفق ما أعلن مصدر في وزارة الخارجية في بوينس أيريس.

واستقال وزراء في حكومة موراليس ومسؤولون بعد إعلانه التنحي، ولجأ 20 نائباً ومسؤولاً حكومياً كبيراً إلى مقرّ إقامة سفير المكسيك في لاباز. وأثارت الاستقالات المتتالية تساؤلات عمّن بات في موقع المسؤولية، خصوصاً مع استقالة نائب الرئيس ألفارو غارسيا لينيرا ورئيسي مجلسي الشيوخ والنواب. لكنّ نائبة رئيس مجلس النواب جانين آنيز أبدت الأحد استعدادها لتولي الرئاسة المؤقتة للبلاد.
وكان موراليس أعلن استقالته في خطاب متلفز الأحد في يوم تسارعت فيه الأحداث. وعمّت الاحتفالات شوارع لاباز على الفور ولوّح المحتجون بفرح بأعلام بلادهم، لكنّ أحداث عنف ونهب وقعت لاحقاً في المدينة وجوارها.
 
اتهامات وجدل حول نزاهة الانتخابات

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واتّهم موراليس، الذي كان مزارعاً للكوكا قبل أن يصبح أوّل رئيس للبلاد من السكان الأصليين عام 2006، زعيمي المعارضة ميسا ولويس فرناندو كاماتشو بـ"العنصرية" وبـ"التخطيط لانقلاب".

ودافع الرئيس السابق عن حقبته التي شهدت مكاسب رئيسية ضدّ الفقر والجوع في البلاد ومضاعفة حجم الاقتصاد ثلاثة أضعاف خلال حكمه الذي استمر نحو 14 عاماً. وفاز موراليس بولاية رئاسية رابعة مثيرة للجدل حين أعلنته المحكمة فائزاً في الانتخابات الرئاسية في 20 أكتوبر (تشرين الأول) بفارق ضئيل عن منافسه.

لكنّ المعارضة ندّدت بوقوع تزوير وقادت احتجاجات استمرّت ثلاثة أسابيع، وشهدت مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة المئات. وطلبت منظّمة الدول الأميركية إلغاء نتيجة الانتخابات، وأكّدت الأحد وقوع تجاوزات في كل مناحي الاستحقاق الانتخابي الذي راقبته. وفيما استمرّ البوليفيون باحتجاجاتهم، دعا موراليس إلى انتخابات جديدة لكنّ تنازله لم يكن كافياً لتهدئة غضب الشارع، وانضمّ قادة القوات المسلحة والشرطة إلى الدعوات المطالبة باستقالته.

ترحيب أميركي بالاستقالة

وفي المواقف الدولية، رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين باستقالة موراليس التي اعتبرها "لحظة مهمة للديمقراطية في النصف الغربي للكرة الأرضية"، مشيداً بموقف الجيش البوليفي ودوره. وقال ترمب إن "هذه الأحداث توجّه رسالة قوية إلى الأنظمة غير الشرعية في فنزويلا ونيكاراغوا بأن الديمقراطية وإرادة الشعب تسودان دائماً في نهاية المطاف". في المقابل، ندّدت فنزويلا وكوبا بما اعتبرتاه انقلاباً في بوليفيا.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات