Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الانتخابات الاسبانية تعطي اليمين المتطرف ضعف مقاعده

الإشتراكيون الإسبان يحتفلون بفوزهم بالانتخابات ولو حقق اليمين المتطرف قفزة نوعية ضاعف فيها عدد مقاعده البرلمانية (رويترز) 

فاز "الحزب الاشتراكي" الحاكم في إسبانيا بالحصّة الأكبر من الأصوات في الانتخابات العامة التي جرت الأحد الماضي، ولكنّه فشل في تأمين الأغلبية البرلمانية التي من شأنها أن تخوّله تشكيل حكومة، فيما حقّق حزب اليمين المتطرف اختراقاً مذهلاً ليصبح القوّة الثالثة في البرلمان الوطني.

وإذ توجّه الناخبون المرهقون إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة في أربع سنوات، فقد فشلت أحزاب اليسار، من جهة، واليمين، من جهة ثانية، في حصد ما يكفي من المقاعد  لكسر الجمود السياسي الذي شلّ البلاد منذ العام 2015.   

وأظهر إحصاء 99% من الأصوات، أن حكومة يسار الوسط قد نالت 28.1% من الأصوات، فيما خسرت ثلاثة مقاعد، فباتت تحتل 120 مقعداً، أي أقل بكثير من الحصة التي توفر لصاحبها الأغلبية المطلقة، وهي  176 ً من أصل 350 مقعداً برلمانياً.

ونجح حزب "فوكس" اليميني المتطرف في انتزاع ما يزيد على ضعف مقاعده السابقة فصار لديه 52 نائباً في البرلمان، وهو الذي برز على نحو مفاجئ في الساحة الوطنية منذ ستة أشهرٍ عندما حصل بشكل غير متوقع على 24 مقعداً في الانتخابات غير الحاسمة في أبريل (نيسان).

وقال سانتياغو أباسكال زعيم حزب "فوكس"، فيما كانت جموع المؤيدين تهتف له في مدريد، إنّه يريد بناء "بديل وطني". وكانت الأزمة الانفصالية في كاتالونيا قد ساهمت في حشد الدعم لحزب "فوكس" خلال الفترة التي سبقت الانتخابات.

يُشار إلى أن كاتالونيا شهدت تظاهرات حاشدة كما وقعت أعمال عنفٍ في شوارعها، وذلك لمدّة ثلاثة أسابيع خلال الشهر الماضي في أعقاب الحكم على تسعة زعماءٍ انفصاليين بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً بتهمة التحريض.

أمّا "الحزب الشعبي" المحافظ الذي مُني بهزيمة تاريخية خلال الانتخابات السابقة عندما فاز بـ66 مقعداً فقط، فتمكن من نيل عدد أكبر من الأصوات هذه المرة تكفي لرفع حصته إلى  87 مقعداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستفاد "فوكس" و"الحزب الشعبي" من انهيار حزب "سيودادانوس" (المواطنون" الليبرالي الذي فاز بعشرة مقاعد فقط في تراجع دراماتيكي مقارنةً بالانتخابات السابقة حين حلّ في المركز الثالث مع 57 مقعداً.

يُذكر أن حزب "سيودادانوس" رفض بادئ الأمر في أعقاب الانتخابات الأخيرة  الدخول في ائتلافٍ مع الاشتراكيين، لكنه لم يلبث  أن بدا مستعداً للتفكير بإمكانية إقامة تحالف معهم، ممّا أثار شكوك الناخبين بأنّه قد ضلّ طريقه.

وإذ يملك الاشتراكيون أفضل فرصة لاستعادة السلطة، فهم بحاجة إلى إقامة تحالفٍ هشّ مع حزب اليسار المتطرف "اونيدوس بوديموس" (معاً نستطيع) الذي تراجع عدد مقاعده من 42 إلى 35، ومع حزب اليسار الجديد "ماس بايس" (مزيد من البلاد) فضلاً عن الأحزاب الإقليمية الأصغر والأحزاب الانفصالية على غرار "اليسار الجمهوري الكاتالوني" ERC أو "معاً لأجل كاتالونيا" JxCat. ومن شأن تحالفٍ كهذا أن يكون محفوفاً بالمخاطر، كما تدل التجارب الأخيرة. ففي فبراير (شباط) الماضي قرّر الحلفاء الانفصاليون عدم دعم ميزانية الحكومة الاشتراكية، مما حملها على إجراء الانتخابات الحالية.

وفي سياقٍ متّصل، أشار بابلو إيغلاسياس، وهو زعيم "اونيدوس بوديموس"، بأنّ حزبه قد يكون على استعدادٍ لمساعدة بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الاسبانية الاشتراكي على تشكيل حكومة. وقال الأخير إنه سيدعو زعماء الأحزاب الآخرين بدءاً من الاثنين لمعالجة المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد مضيفاً أنّه يأمل بتأليف حكومة مستقرّة و"تقدّمية".

وأوضح ايغلاسياس فيما كان يدلي بصوته "سنمدّ يد المساعدة للحزب الاشتراكي. نعتقد أنّه من خلال دمج شجاعة حزب اونيدوس بوديموس وخبرة الحزب الاشتراكي بوسعنا تحويل بلدنا إلى نموذج للسياسات الاجتماعية يستعين به الآخرون.. سنترك اللوم جانباً."

وكانت محاولات إقامة ائتلافٍ يساري بين الحزبين في يوليو (تموز) الماضي قد باءت بالفشل فيما ألقى الزعيمان اللوم بمرارة على بعضهما بعضاً.

ويُعتقد أن حصد حزب "فوكس" المزيد من الدعم كان بمثابة التعبير عن الاحتجاجٍ من جانب الناخبين تجاه ما اعتبروه فشل الحكومة الاشتراكية في معالجة  مشكلة أعمال الشغب التي تواصلت لأسابيع في كاتالونيا.

وقال خوان غويتيسولو، 27 عاماً، وهو اقتصاديّ من مدينة ملقا الأندلسية في جنوب اسبانيا "لطالما صوتت لصالح الحزب الشعبي التقليدي المحافظ، ولكن هذه المرة صوّتت لحزب فوكس. ضقت ذرعاً لعدم اتخاذ الحكومة إجراءات صارمة حيال ما يجري في كاتالونيا. بدوا خائفين."

وفي كاتالونيا، شعر آخرون بالغضب جرّاء سجن زعماء انفصاليين ودعموا الأحزاب الانفصالية. وفي هذا السياق، ذكرت دولوريس لوبيز، 53 عاماً، وهي مهندسة برمجيات حوسبية من برشلونة أنها لا تدعم "الاستقلال ولكنني صوّتت لحزب اليسار الجمهوري في كاتالونيا. تسبّبت هذه الأحكام بغضبٍ عارم."

من جهته، قال بابلو سيمون، وهو خبير سياسي في جامعة الملك كارلوس الثالث في مدريد "لعلّنا أمام خيارين فقط لتأليف حكومة: يمكن للاشتراكيين التحالف مع حزب اونيدوس بوديموس بمساعدة الأحزاب الصغيرة والأحزاب الانفصالية. أو بوسع أحزاب اليمين الامتناع عن التصويت والسماح للاشتراكيين بتشكيل حكومة أقلية. يبدو لي بأنّ الخيار الثاني هو الأقلّ ترجيحاً لأنّ الأحزاب اليمينية على غرار الحزب الشعبي قد تطلب شيئاً بالمقابل من سانشيز." وأضاف أنّه في حال عدم التوصّل إلى اتفاق للخروج من المأزق، قد تكون اسبانيا متّجهة إلى انتخاباتٍ أخرى بعد عيد الميلاد.

تجدر الإشارة إلى أنّ شخصين لقيا حتفيهما أثناء الإدلاء بصوتيهما في حين اعتُقل رجل بحوزته مسدّس في مركز اقتراعٍ في كاتالونيا.

ويبلغ عدد الناخبين في اسبانيا 37 مليون ناخباً ولكن بحلول الساعة السادسة مساءً بلغت نسبة الاقتراع 56,8% فقط مقارنةً بنسبة 60,7% من الذين أدلوا باصواتهم في المرحلة نفسها خلال الانتخابات السابقة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات