Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأسهم الأميركية تسجل مستويات قياسية رغم المخاطر

مؤشرا "إس آند بي" و"ناسداك" يسجلان مكاسب لأربعة وخمسة أسابيع متتالية

متعاملون أثناء التداول في بورصة نيويورك (رويترز)

سجل مؤشر"إس آند بي 500" الأميركي مستويات قياسية مرتفعة لثلاث مرات خلال آخر أسبوع من شهر أكتوبر (تشرين أول) 2019، ويستمر المؤشر في تسجيل مكاسب لأربعة أسابيع متتالية. وكذلك مؤشر ناسداك الذي سجل مكاسب لخمسة أسابيع متتالية. 

وعلى الرغم من المخاطر التي تحيط بالاقتصاد العالمي واستمرار الحرب التجارية والتوتر الجيوسياسي، ومخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، ظلت الأسواق الأميركية الوجهة الاستثمارية المفضًلة للمستثمرين من داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية. ورغم التباطؤ الواضح في نمو الاقتصاد الأميركي أخيرا، لكنه يظل الأفضل مقارنة بمنطقة اليورو واليابان وبريطانيا. عامل آخر تستفيد منه الأصول الأميركية وهي فرق أسعار الفائدة. وعلى الرغم من سلسلة تخفيضات سعر الفائدة التي يقوم الفيدرالي الأميركي خلال 2019 فإن الفائدة لا تزال في أميركا أعلى مقارنة بأسعار الفائدة في كل من منطقة اليورو واليابان وبريطانيا، ومعلوم أن فرق أسعار الفائدة إحدى محركات السيولة في الأسواق المالية. 

مستويات قياسية لمؤشرات الأسهم الأميركية 

وأغلقت مؤشرات الأسهم في وول ستريت وسجلت مستويات قياسية جديدة بنهاية جلسة الجمعة الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، إذ ارتفع مؤشر "داو جونز" بـ1.1% ليرتفع إلى 27.347، وبلغت مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورز" 1% ليرتفع إلى 3.066. هذه الارتفاعات بنهاية الأسبوع عند مقارنتها ببدايته تُظهر استمرار شهية المخاطرة في الأسواق؛ إذ سجلت مؤشرات الأسهم مستويات قياسية جديدة بعد انتهاء جلسة الاثنين 28 أكتوبر 2019، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بـ16.7 نقطة، ليغلق المؤشر عند مستوى 3.039 بارتفاع بلغ 0.5+% خلال تداولات الاثنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وارتفع المؤشر إلى مستوى صاعد تاريخي جديد مدفوعا بالمكاسب في أسهم قطاعات التكنولوجيا والاتصالات، أيضا حقق مؤشر داو جونز مكاسب بلغت 0.5% وارتفع بـ129 نقطة ليرتفع إلى مستوى27.087 (أضاف المؤشر أكثر من 300 نقطة بنهاية الأسبوع)، بينما بلغت مكاسب مؤشر التكنولوجيا ناسداك 1.00+% ليرتفع إلى مستوى 8.326.

ثلاثة أسباب رئيسة دفعت المستثمرين للاستمرار في الانكشاف على الأسهم على رأسها تسعير مبكر في الأسواق لخفض ثالث لسعر الفائدة بـ25 نقطة أساس من قبل الفيدرالي الأميركي (وبالفعل خفض البنك سعر الفائدة)، العامل الثاني الذي عزز شهية المخاطرة في الأسواق هي الأنباء الإيجابية بشأن التوصل لاتفاق جزئي بشأن التجارة بين واشنطن وبكين بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخيرا، ثالثا استمرار النتائج الإيجابية لإعلانات الشركات الأميركية في الفصل الثالث من 2019، وفي ختام الأسبوع والشهر استفادت الأسهم من المقولة الشائعة "الأخبار السيئة جيدة"، حيث لايزال القطاع الصناعي الأميركي منكمشاً بعدما أعلنت مؤسسة التزويد الإداري عن مؤشر مديري مشتريات القطاع الصناعي ISM لشهر أكتوبر 2019 أقل من توقعات المحللين عند 48.3، هذا المؤشر تستمر قراءته دون مستوى الـ50 منذ أغسطس (آب) 2019، مما يعني استمرار الانكماش وفقد القطاع الصناعي 36.000 وظيفة خلال شهر أكتوبر2019، هذا يجعل الأسواق تراهن على مزيد من إجراءات التحفيز من قبل الفيدرالي الأميركي. 

تيسير السياسة النقدية يحفز الأسهم 

وأعلن  الفيدرالي الأميركي خفض سعر الفائدة بـ25 نقطة أساس للمرة الثالثة هذا العام، عندما أنهى اجتماعه يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2019، وانخفضت الفائدة إلى 1.5%، وهو الخفض الثالث لسعر الفائدة منذ مارس (آذار) 2019، وكانت نتيجة التصويت حول قرار الخفض هي 8 مقابل 2، إذ لا يزال كل من رؤساء الفيدرالي ببوسطن وكنساس (إريك روسنجرن وايزر جورج) يصوتان لتثبيت سعر الفائدة دون تغيير، بينما تغير موقف جيمس بولارد رئيس الفيدرالي بسانت لويس إلى الموافقة على خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس مقارنة بمطالبته في اجتماع شهر سبتمبر (أيلول) 2019 بخفض 50 نقاط أساس.

وخلال المؤتمر الصحافي أشار رئيس الفيدرالي السيد جيروم باول أن أسعار الفائدة ستبقى عند هذه المستويات حتى يتحسن نمو الاقتصاد، ولكنه لم يشر إلى خفض آخر، وهو نفس الخطاب بعد خفض مارس 2019، وتراجعت الأسواق بعده ولكنها سرعان ما عاودت الارتفاع مجددا، وكان الفيدرالي بدأ إجراءات سابقة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2019 وذلك بضخ مزيد من السيولة في أسواق الدين قصيرة الأجل للمرة الأولى منذ 11 عاما، ثم أعلن في منتصف أكتوبر 2019 عن عزمه شراء سندات خزانة بواقع 60 مليار دولار شهريا ابتداءً من نوفمبر 2019 كل هذه الإجراءات التحفيزية دفعت المستثمرين لأخذ مزيد من المراكز في أسواق الأسهم، وزيادة الانكشاف على الأدوات ذات المخاطر المرتفعة مثل أسهم الشركات التي تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة بانخفاض تكلفة الاقتراض وزيادة عمليات إعادة شراء أسهمها في البورصة.

سوق العمل الأميركية تضيف 128 ألف وظيفة جديدة 

وأعلنت وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة 1 نوفمبر 2019 إضافة إلى 128.000 وظيفة جديدة في شهر أكتوبر 2019، وأتت القراءة الرسمية أفضل من توقعات الأسواق التي كانت تترقب فقط 78.000 وظيفة، وبلغ متوسط الوظائف الجديدة لهذا العام 161.000 وظيفة مقارنة بـ223.00 وظيفة شهرية جديدة في 2018، وسوق العمل الأميركية مستمرة في خلق الوظائف لـ109 أشهر متتالية، وارتفعت نسبة البطالة إلى 3.6% من أدنى مستوى لها في 50 عاما (3.5%) وذلك بعد ارتفاع عدد الملتحقين بسوق العمل الذين يبحثون عن الوظائف بطرق جدّية، وتعتمد عناصر قياس نسبة البطالة على الأرقام التي تقاس بها نسبة المشاركة في قوة العمل.

تفاؤل بشأن التوصل لاتفاق جزئي بين واشنطن وبكين 

بعد تغرِيده بشأن التوقيع على الاتفاق التجاري الجزئي، رفع الرئيس ترمب توقعات الأسواق بشأن اختراق الجمود نحو التوافق بين أميركا والصين في مرحلة أولى جزئية للعلاقة التجارية التي يشوبها التوتر وحرب الرسوم الجمركية، حيث ذكر الرئيس ترمب '"نتطلع للتوقيع على اتفاق مع الصين قبل التوقيت المبرمج"، بينما تترقب الأسواق قمة بين الرئيسين الأميركي والصيني على هامش قمة الأبيك في منتصف شهر نوفمبر 2019 بسانتياغو (تشيلي)، في وقت أعلنت تشيلي عزمها إلغاء استضافتها قمة الأبيك بسبب المظاهرات التي تشهدها البلاد.

وكان الطرفان أعلنا بداية هذا الشهر اتفاقا جزئيا تلتزم فيه الصين بشراء منتجات زراعية أميركية بقيمة 40-50 مليار دولار، بينما تلتزم واشنطن بعدم فرض رسوم جمركية إضافية كان مقررا لها 15 أكتوبر 2019، وسط تصريحات حديثة أشار قيها لاري كودلو، المستشار الاقتصادي بالبيت الأبيض، إلى أن هناك تطورات جديدة في مسار المفاوضات بين واشنطن وبكين. 

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد