Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هبة اللبدي تحرك الشارع نصرة للأسيرات وتخلق أزمة بين الأردن وإسرائيل

حالة من التوتر الشديد في العلاقات بين تل أبيب وعمان

السلطات الإسرائيلية تمعن في تعذيب هبة اللبدي وأمرت بإخضاعها للاعتقال الإداري لخمسة أشهر (اندبندنت عربية)

بات من الطبيعي أن يصحو المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية، على وقع أخبار هدم المنازل والتنكيل والاعتقالات الإسرائيلية اليومية، لكن ما يقلق بال الفلسطينيين والأردنيين على حد سواء ومع كل تلك الأحداث، حال الأسيرة الاردنية هبة اللبدي (32 سنة) التي تخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ أكثر من شهر رفضاً لظروف اعتقالها الإداري من دون أي تهمة منذ 20 أغسطس (آب) الماضي، وحالتها الصحية في تدهور مستمر.

ولأن السلطات الإسرائيلية تمعن في تعذيب اللبدي وأمرت بإخضاعها للاعتقال الإداري لخمسة أشهر وتخضعها لتحقيقات قاسية لساعات، مصحوبة بكيل من الشتائم والتهديدات والضرب والتعذيب النفسي، قرر حراك "طالعات" الخروج بمسيرات شعبية في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، ليصرخن عالياً بالهتافات، دعماً وإسناداً للأسيرة اللبدي ومن أجل حريتها وحرية الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية والبالغ عددهن 43 أسيرة، وكانت الأسيرة الأخيرة القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، التي اعتقلت من منزلها صباح الخميس.

المسيرات الاحتجاجية التي خرجت بها "طالعات" وضمت مئات المتضامنين الفلسطينيين نصرة للأسيرات الفلسطينيات، لم تقتصر على مدينة رام الله، بل شملت بعض المدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومدناً داخل إسرائيل، لا سيما يافا والناصرة وتل أبيب وحيفا ومدن أوروبية كمدريد وبرلين ولندن، مطالبين بضرورة تكثيف المبادرات والعمل الهادف إلى إطلاق سراح اللبدي التي تعيش حالة من الخطر الشديد.

هند بطة إحدى المنظمات لحراك "طالعات" تحدثت لـ "اندبندنت عربية" قائلة، "نقف مع الأسيرات اليوم ضد العنف والظلم الممارس عليهن بشكل يومي من قبل السلطات الإسرائيلية، منهن الأمهات والطالبات الجامعيات والقاصرات اللواتي ينكل بهنّ بشكل مهين، كما جرى ويجري مع الأسيرة الأردنية هبة اللبدي التي تخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 35 يوماً وأكثر، ويتم تعذيبها على الرغم من تدهور وضعها الصحي، خرجنا اليوم في 11 نقطة فلسطينية في الضفة وغزة والشتات لإعلاء الصوت من أجل الأسرى المضربين عن الطعام ونصرة للأسيرات الفلسطينيات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اللبدي في خطر!

محامي الأسيرة هبة اللبدي رسلان محاجنة قال "بعد أن نقلت الأسيرة هبة اللبدي بشكل عاجل إلى مستشفى "بني تسيون" (داخل إسرائيل) تمت إعادتها الى داخل زنزانتها الانفرادية في سجن الجلمة (شمال الضفة الغربية)، وبعد ساعات من الألم والصراخ، تم إرجاعها إلى مستشفى سجن الرملة من جديد، ما خلق حالة من التوتر الشديد على حالتها الصحية، فهي تعاني من صعوبة شديدة في بلع الماء، ومنذ أسبوع تتقيأ الماء، ما أدى لإصابتها بالتهاب شديد في الحلق، وجفاف، ونقصان متزايد في الوزن، وحذر الأطباء من إصابتها بمشاكل في القلب. وأضاف "هبة تخضع لأبشع أنواع التنكيل، من بينها تقييدها وهي على السرير وتواجد حراس في زنزانتها إضافة إلى مبيت أحد الحراس الذكور بجانب سريرها."

توتر شديد

هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي مواطنان أردنيان اعتقلتهما السلطات الإسرائيلية أثناء توجههما إلى الضفة الغربية خلال الشهرين الماضيين، فمرعي (28 سنة) الذي يعاني من مرض السرطان، واللبدي التي يزداد وضعها الصحي خطورة بسبب إضرابها عن الطعام، دفعا بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، لإصدار بيان رسمي تحمّل فيه إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنيها، ومعلنة فيه "الاستمرار في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية، لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

كما استدعت الخارجية الأردنية سفيرها في تل أبيب، للتشاور بعد عدم استجابة إسرائيل لمطالب الأردن بالإفراج عن المعتقلين اللبدي ومرعي، في مشهد يدلل إلى التوتر الملحوظ الذي تشهده العلاقات الأردنية- الإسرائيلية أخيراً، خصوصاً بعد اعتقال الأردن إسرائيلياً، من أصل روسي، ومطلوباً للتحقيق في إسرائيل، بعدما تسلل بصورة غير شرعية إلى الأردن، بينما ينادي الشارع الأردني في الآونة الأخيرة بأن تستخدم الأردن "الإسرائيلي المعتقل" لديها كورقة ضغط على إسرائيل حتى يفرج عن اللبدي ومرعي.

وعبر تغريدة نشرتها على تويتر، أكدت وزارة الخارجية الأردنية تحرك القائم بأعمال السفارة الأردنية في تل أبيب بزيارة الأردنية هبة اللبدي في مركز احتجازها للاطمئنان على حالتها الصحية.

حاتم اللبدي شقيق الأسيرة الأردنية هبة اللبدي تحدث لـ "اندبندنت عربية" وقال، إن "حياة هبة على المحك، وعلى الجميع الوقوف بجانبها ومساندتها شعوباً وحكومات، نحن في حالة ترقب مستمر ونخشى أن نتلقى خبر استشهادها داخل المعتقل بسبب تعنت إسرائيل الإفراج عنها"، وأطلق الأردنيون حملة تضامنية تحت هاشتاغ #الحريه_لهبه_وعبد الرحمن على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الحكومة الأردنية بالعمل جدياً لإطلاق المعتقلين.

تحذيرات جدية

وبحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد تم تحذير وزارة الخارجية الإسرائيلية وجهاز الأمن الإسرائيلي من حدوث أزمة سياسية بين إسرائيل والأردن على خلفية اعتقال الأردنيين، هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، وفرض الاعتقال الإداري عليهما، وأضافت الصحيفة أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، يعتزم زيارة الأردن، في الأيام القريبة، في محاولة لحل قضية المعتقلين اللبدي ومرعي وقضية منطقتي الباقورة والغمر، اللتين تحاول إسرائيل عدم إعادتهما إلى الأردن، على الرغم من طلب عمان على إثر انتهاء فترة الـ 25 عاماً لاستئجارهما وفقاً لنص اتفاقية السلام بين الجانبين.

22 أسيراً

يذكر أن الأردنية الفلسطينية الأصل هبة اللبدي واحدة من بين 22 أسيراً أردنياً في السجون الإسرائيلية، اعتقلت لدى الجانب الاسرائيلي، أثناء دخولها إلى الضفة الغربية عبر معبر الكرامة في أغسطس الماضي، وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، الذي لم يوفر أي أدلة حول أسباب اعتقال اللبدي، ادعى بدايةً أن اللبدي مرتبطة بحركة حماس، ثم زعمت لاحقاً أنها مرتبطة بـ "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني والتخطيط لعمل خلية إرهابية، بينما أكد محامي اللبدي رسلان محاجنة "غياب أية أدلة على تلك الشبهات". وقال إن سفر اللبدي إلى بيروت عام 2018 و2019 كان لزيارة شقيقتها التي تدرس في إحدى الجامعات اللبنانية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي