Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

للمرة الأولى منذ 70 عاما... اليميني سالفيني يقترب من إطاحة اليسار الإيطالي في معاقله

استطلاعات رأي ترجح فوز دوناتيلا تيسي المدعومة من وزير الداخلية السابق لمنصب رئيسة البلدية

ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة الإيطالي اليمني المتطرف (أ.ف.ب.)

بعد نحو شهرين من انسحابه من الائتلاف الحكومي اليميني الحاكم في روما، يقترب زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، ماتيو سالفيني، من تحقيق اختراق لحزبه في مواجهة اليسار للمرة الأولى منذ 70 عاما، بعدما رجحت استطلاعات رأي احتمالية فوز حزبه في الانتخابات المحلية الإيطالية التي أجريت يوم الأحد في منطقة أومبريا (معقل اليسار) بوسط إيطاليا، مما يعطي حزبه دفعة في مواجهة حركة "الخمس نجوم" الحاكمة والمناهضة للمؤسسات.

وغداة انتخابات أومبريا، أظهرت استطلاعات الرأي أن ائتلافا يمينيا بصدد الفوز في الانتخابات المحلية التي أجريت بها مما يعطي دفعة لحزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني.

وأعاد التصويت في أومبريا الصغيرة، وهي معقل تقليدي ليسار الوسط لا يتجاوز عدد سكانه 900000 نسمة، الزخم إلى سالفيني بعد خطأه السياسي الذي أدى إلى خسارة الرابطة للسلطة على المستوى الوطني هذا الصيف.

وانسحب الزعيم اليميني المتطرف من الحكومة الائتلافية مع حركة (5-نجوم) المناهضة للمؤسسات في أغسطس (آب)، متوقعا إجراء انتخابات وطنية تكهنت استطلاعات الرأي بأنه سيفوز بها. وبدلا من ذلك، انضمت حركة (5-نجوم) إلى الحزب الديمقراطي الذي ينتمي لتيار يسار الوسط، مما دفع بسالفيني إلى صفوف المعارضة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أومبريا، بدا أن تحالف حركة "5-نجوم" والحزب الديمقراطي فشل في أول اختبار انتخابي له.

ووفقا لاستطلاع آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم، والذي أجراه تلفزيون (راي) المملوك للدولة، فسوف يتم انتخاب دوناتيلا تيسي، المدعومة من الرابطة وحركة "إخوان إيطاليا" اليمنية المتطرفة وحزب "إيطاليا إلى الأمام"، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق، سيلفيو برلسكوني، لمنصب رئيسة البلدية بنسبة 56.5 إلى 60.5% من الأصوات.

وسيحصل فينشنزو بيانكوني، زعيم التحالف المدني المدعوم من حركة "5-نجوم" والحزب الديمقراطي، على ما بين 35.5 و39.5%، في حين سينال كلاوديو ريتشي، وهو مرشح يميني مستقل، ما بين 1.5 و4.5% من الأصوات.

وأمس الأحد، دعي أكثر من 700 ألف إيطالي للاقتراع في انتخابات إقليم أومبريا، فيما شكّل اختباراً وطنياً في ظل منافسة بين تحالف اليمين واليمين المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني، وآخر يجمع اليسار والمناهضين لمنظومة الحكم القائمة، المتمثلة في حركة "خمس نجوم".

ويعد هذا الاقتراع الأول منذ أن تأسست في بداية سبتمبر (أيلول) الشراكة الحكومية بين الحزب الديموقراطي (وسط-يسار) وحركة "خمس نجوم"، والتي قامت على أنقاض التحالف الشعبوي بين حزب الرابطة، الذي يقوده سالفيني، وحركة "خمس نجوم" بعد 14 شهرا على رأس الحكومة.

وفي هذه المنطقة السياحية، يأمل سالفيني إزاحة اليسار الذي يحكمها منذ سبعين عاماً، مستغلاً خصوصاً الأزمة الاقتصادية في منطقة كانت في السابق مزدهرة.

ووضع وزير الداخلية السابق كل ثقله في هذه المعركة المحلية، لا سيما وأن دوناتيلا تاسي، المرشحة التي طرحها التحالف اليميني الذي يضم أيضاً حزب "فورتسا إيطاليا" (يمين-وسط أسسه سيلفيو برلوسكوني)، والفاشيين الجدد من حزب "فراتيلي ديتاليا" (أشقاء إيطاليا)، العضو في حزب الرابطة.

في مواجهتها، رشّح ائتلاف الحزب الديموقراطي وحركة "خمس نجوم"، فينسينزو بيانكوني، لخلافة رئيسة المنطقة التي تم اختصار ولايتها بسبب فضيحة فساد في القطاع الصحي.

وتحوز الأقاليم في إيطاليا على نفوذ، إذ إنها تدير بشكل مستقل الصحة والنقل والطرقات والجسور والمدارس.

وقال سالفيني خلال تجمع هذا الأسبوع "إذا انتهت أول تجربة تحالف (على المستوى المحلي) بين الحزب الديموقراطي وحركة خمس نجوم بانتصار الرابطة، فسيترتب على شخص ما في قصر شيغي (مقر الحكومة الإيطالية) طرح أسئلة على نفسه".

وتشير صحيفة "ايل سولي 24 اوري" إلى أنّه في حال فازت الرابطة "سيسعى (سالفيني) إلى الوصول إلى قصر شيغي عبر محاولة الفوز في منطقة تلو الأخرى". ولكنّها اعتبرت أنّ "هزيمته ستعني أنه أخطأ في الخط (الذي اعتمده) منذ الثامن من أغسطس (آب)"، عندما انسحب من الحكومة ما تسبب بانهيار الائتلاف الذي شكّله مع حركة "خمس نجوم".

ويأمل سالفيني في استغلال خيبة أمل الشعب الإيطالي الذي يشعر أنه مهمل منذ سلسلة زلازل في عامي 2016 و2017، من بينها زلزال ضرب بلدة أماتريتشي (أكثر من 300 قتيل)، ما تسبب بتفاقم الصعوبات الاقتصادية.

وكان أكبر مصنع للصلب في أومبريا مهدداً بالإقفال مرات عدة. وحتى أن مصنّع الشوكولاته الشهير بيروجينا (مجموعة نستله) ألغى عشرات الوظائف في معمله التاريخي في بيروجينا.

من بين التحديات الكبيرة التي تواجه زعيم حركة "خمس نجوم"، لويجي دي مايو، وزعيم الحزب الديموقراطي، نيكولا زينغاريتي، مراهنتهما على نجاح تحالفهما غير المسبوق على المستوى الوطني.

ويرى الخبير في استطلاعات الرأي، ريناتو مانهيمر، أن "الاختبار الحقيقي (لبقاء تحالف الحزب الديموقراطي وحركة خمس نجوم) سيكون في يناير (كانون الثاني) 2020، في انتخابات منطقة إيميليا-رومانيا"، وهي إحدى أبرز المناطق التي كانت تابعة للحزب الشيوعي السابق.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات