Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تطمئن الحلفاء إزاء التزاماتها في سوريا والعراق وبومبيو يقرّ بأن داعش ما زال يشكل تهديداً خطيراً

التحالف المكوّن من 79 عضواً بقيادة الولايات المتحدة، يجتمع لإجراء نقاشات معمقة حول "الهزيمة الإقليمية الوشيكة" لـ "داعش" في العراق وسوريا.

وزراء خارجية الدول الاعضاء في التحالف الدولي ضد داعش في وزارة الخارجية الأميركية (أ.ف.ب.)

كررت الولايات المتحدة التزامها إلحاق هزيمة "نهائية" بتنظيم داعش الإرهابي سعياً الى التخفيف من تداعيات انسحابها من سوريا، مع مطالبة حلفائها المجتمعين في واشنطن بالقيام بالمثل. واجتمع وزراء خارجية الدول الاعضاء في التحالف الدولي ضد الإرهابيين بمعية وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، وعلى جدول اعمالهم العديد من المسائل الشائكة أبرزها تجنب بروز تنظيم داعش مجدداً وبت مصير المقاتلين الأجانب المعتقلين في سوريا وتبديد التوتر بين الاكراد والأتراك. وأقر وزير الخارجية الاميركي في مستهل اللقاء بأن "تنظيم داعش ما زال يشكل تهديداً خطيراً"، ويشمل ذلك "المناطق التي لا يسيطر عليها"، مضيفاً "من مسؤولية جيلنا أن نضع حداً له"، ودعا بومبيو الدول الـ74 وخمس منظمات متعددة الأطراف هي أيضاً أعضاء في التحالف الى "أن تؤكد مجدداً هدف إلحاق هزيمة نهائية" بتنظيم داعش الذي نفذ في الأعوام الأخيرة اعتداءات دامية في أوروبا إنطلاقاً من معاقله السابقة، وخصوصا في سوريا.

أضاف "من الآن وصاعداً، لن تكون معركتنا عسكرية في الدرجة الاولى، لأننا ندخل عصر الجهاد اللامركزي، وعلينا تالياً أن نتبنى مقاربة رشيقة"، وخصوصاً عبر تكثيف تبادل المعلومات الاستخبارية، وأوضح أنه لهذا السبب، فإن إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب المفاجئ في ديسمبر (كانون الأول) سحب حوالي ألفي جندي من شمال سوريا "لا يعني نهاية المعركة الاميركية"، وشدد على أن "اميركا ستواصل قيادة" المعركة ضد الإرهابيين، "ولن تمنح أي فرصة لمن يريدون تدميرنا"، وجدد بومبيو دعوته الدول الاخرى الى المشاركة في شكل أكبر في الجهد المالي لهذه المعركة، لافتاً الى نقص يناهز 350 مليون دولار على صعيد حاجات التمويل لإرساء الاستقرار في العراق هذا العام.

قرار ترمب يثير بلبلة بين الحلفاء قبل الخصوم

الجدير ذكره أن إعلان الرئيس الأميركي المفاجئ نيّته بدء سحب قواته تدريجاً من سوريا، أثار بلبلةً عارمة بين الحلفاء قبل الخصوم، إذ تستند قوى عدة إلى دعم الجنود الأميركيين لوقايتها من مواجهة مباشرة مع حلفاء أو خصوم آخرين للولايات المتحدة في المنطقة. في مقدمة هؤلاء، تبرز "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي هي عبارة عن ائتلاف فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة أميركا. وباتت "قسد" التي تشكّل الوحدات الكردية عمودها الفقري، وتعدّ 30 ألف مقاتل تقريباً، من بينهم 5 آلاف عربي، إضافةً إلى مسلحين سريان وتركمان، تخشى مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي، إذ ستصبح في مواجهة الجار اللدود تركيا، التي بدأت بدورها إعداد العدة لإنشاء "منطقة آمنة" تريدها ضمن الأراضي السورية، ومن شأنها أن تبعد المسلحين الأكراد عن حدودها.

وهذه التطورات والمخاوف دفعت الولايات المتحدة، قائدة التحالف الدولي، إلى محاولة تنظيم الوضع على الأرض، في محاولة منها لضمان سلامة حلفائها الأكراد، خصوصاً بعد اتجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التنسيق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حليف النظام السوري، لكسر شوكة القوات الكردية إثر الانسحاب العسكري الأميركي من شمال سوريا.

"الهزيمة الإقليمية"

وسيجري التحالف المكوّن من 79 عضواً بقيادة الولايات المتحدة، نقاشات معمقة حول "الهزيمة الإقليمية الوشيكة" لـ "داعش" في العراق وسوريا. واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني، أن هزيمة "داعش" أتت "نتيجةَ أربع سنوات من الجهود التي بذلها التحالف والشركاء"، وتشكّل مرحلة بالغة الأهمية على طريق تحقيق الهزيمة الدائمة للتنظيم.

وذكر البيان أن الوزراء سيناقشون "المرحلة التالية من الحملة في العراق وسوريا والتي ستركز على الحماية من عودة ظهور داعش من خلال إرساء الاستقرار والمساعدة الأمنية". كما سيبحث وزراء التحالف الدولي أيضاً، الخطوات الواجب اتخاذها حيال "تدهور الشبكات العالمية التابعة لتنظيم داعش والفروع التابعة له خارج العراق وسوريا".

منع عودة "داعش"

وتبدي الولايات المتحدة تصميماً على "منع عودة ظهور داعش في سوريا والعراق" بعد انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية، معبرة عن التزامها "العمل مع التحالف الدولي لمواصلة تدمير بقايا داعش وإحباط طموحاته العالمية". كما أكدت مواصلة التحالف الدولي إثر "هزيمة داعش في ساحة المعركة، جهوده الرامية إلى إرساء الاستقرار من أجل تسهيل العودة الآمنة والطوعية لمَن شردهم العنف".

يُذكر أن التحالف الدولي يجتمع بانتظام لتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة "داعش"، وعقد آخر مؤتمر وزاري له في العاصمة البلجيكية بروكسل في 12 يوليو (تموز) 2018 مع أعضاء محددين من التحالف، بينما شهدت العاصمة المغربية الرباط آخر اجتماع على مستوى المديرين السياسيين في 26 يونيو (حزيران) 2018.

في موازاة ذلك، يلتقي وزراء دفاع دول التحالف ضد "داعش" في 15 فبراير (شباط) الحالي على هامش مؤتمر دولي للأمن سيعقد في مدينة ميونخ الألمانية. وتأكد هذا الاجتماع إثر إعلان مكتب وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي مشاركتها فيه.

تاريخ إنشاء التحالف

يُذكر أن التحالف الدولي ضد "داعش"، تشكّل كردٍّ من المجتمع الدولي على المكاسب الكبيرة التي حققها التنظيم المتشدد على الأراضي السورية والعراقية في النصف الأول من العام 2014، الذي شهد إعلان زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" تأسيس "دولة الخلافة"، إثر سيطرته على الموصل في العراق والرقة في سورية، وارتكابه تعديات على حقوق الإنسان، وتنفيذه إعدامات من دون أي محاكمة بحق معارضيه. كما دفعت مخاوف من تمدد الصراع على الأراضي السورية ليطاول بلداناً مجاورة مثل لبنان وتركيا، دولاً عدة على البدء في التدخل عسكرياً في كل من سورية والعراق. كما شهدت الفترة اللاحقة، تدخلات أقلّ نسبياً ضد مجموعات تتبع "داعش" في كل من ليبيا ونيجيريا.

وبعد سلسلة عمليات عسكرية مكثفة، شهد ديسمبر (كانون الأول) 2017 فقدان "داعش" سيطرته على أي أراضٍ في العراق، بينما لا يزال موجوداً في 5 في المئة فقط من الأراضي السورية، يتمّ التحضير لطرده منها.

وأعلنت الحكومة العراقية في 9 ديسمبر الانتصار في الحرب على "داعش"، وأن الحرب في العراق انتهت. واعتُبر التنظيم الإرهابي نتيجةً لذلك مهزوماً من ناحية السيطرة على الأراضي، في حين أن شبكة مسلحيه والإرهابيين الذين يستوحون أفكاره لا تزال ناشطة في معظم أنحاء العالم.

المزيد من دوليات