"بعد القصف الشديد والاشتباكات العنيفة، ليل الأربعاء في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، لم تتقدم القوات التركية والمدعومة من أنقرة خطوة واحدة"، هذا ما أكده مصدر ميداني من داخل مدينة رأس العين، مشيراً إلى عدم تمكن الفصائل من التقدم على محاور القتال على الرغم من الدعم الجوي والمدفعي التركي المرافق للعملية العسكرية.
وتفيد مصادر أخرى بأن الجيش التركي عمد إلى إغلاق المعبر الحدودي والجدار الفاصل بعدما دفعت بأعداد كبيرة من مقاتلي الفصائل المعارضة المدعومة منها إلى محاور القتال.
في المقابل، أحكمت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سيطرتها على قرى المناجير وليلان والعامرية في ريف رأس العين، بعدما شهدت اشتباكات عقب تسلل عدد من مقاتلي الفصائل بغية قطع الطريق بين تل تمر ورأس العين وتل تمر وعين عيسى.
وتمكنت "قسد" من تدمير عربتين عسكريتين للفصائل في قرية كندال غرب مدينة كري سبي (تل أبيض)، إضافة إلى استهداف رتل عسكري مسلحين مدعومين من تركيا في قرية الواسطة، وفق مصادر إعلامية مقربة من "قسد".
القوات الروسية و"قسد"
أعلن المرصد السوري أن قوات روسية تعبر نهر الفرات في شمال سوريا متجهة شرقاً مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وعرضت وسائل إعلام روسية أولى صور تمركز القوات الروسية والسورية في منبج شمال سوريا التي كانت تنتشر فيها سابقاً قوات أميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبثت قناة "روسيا 24" العامة صوراً لمدرعات روسية تجول في المدينة غداة إعلان موسكو إرسال قواتٍ لها إلى المنطقة.
وعرضت قناة "أر تي" الممولة من الحكومة الروسية مقاطع مصورة تظهر التقاء قافلة عسكرية أميركية بأخرى سورية على طريق بين منبج وعين العرب، وذلك غداة تأكيد التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الثلاثاء 14 أكتوبر (تشرين الأول)، انسحابه من المنطقة.
وتمركزت القوات السورية في منبج بعد الانسحاب الأميركي وذلك في أعقاب التوصل إلى اتفاق بين الأكراد ودمشق يهدف إلى صدّ تقدم القوات التركية.
منع تركيا
في الأثناء، قامت القوات الأميركية صباح الخميس بتدمير قاعدتها الأساسية في قرية خراب عشك بعد انسحابها منها، وفق مصادر ميدانية في الوقت الذي وصلت دورية للجيش الروسي إلى جسر قره قوزاق الذي يوصل شرق الفرات بمدينة منبج في غربه.
وفي الوقت الذي يترقب العالم مواقف وأفعالاً تمنع تركيا من الاستمرار في عمليتها العسكرية التي تسببت بنزوح نحو 300 ألف شخص، قال مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" إن "قسد أبدت كل الالتزام تجاه مهمات رئيسة جسيمة في حماية المدنيين، وحماية سجون ومخيمات داعش من الفوضى والفلتان، والدفاع عن الحدود السورية ضد الاحتلال التركي".
وأشارت إلى أن "مذكرة التفاهم مع الجيش الروسي في سوريا حول التنسيق مع قوات الحكومة السورية جاءت بغرض حماية الحدود السيادية لسوريا كخطوة ضرورية لدرء العدوان التركي، وتمهيد الأرض لإيجاد مزيد من التفاهمات حول القضايا الأمنية والإدارية لاحقاً".
وأكد "مسد" أن "النظام التركي يستمر بالتلاعب بمصير السوريين واستخدام اللاجئين في تركيا كورقة للضغط على أوروبا لتحقيق أجنداته ويسعى إلى التلاعب بورقة داعش لاحقاً". وطالب المجتمع الدولي "بالقيام بواجباته الأخلاقية والإنسانية تجاه السوريين وأزمتهم، عبر ممارسة مزيد من الضغوط لوقف العدوان التركي، وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ينهي السياسات الإقليمية والدولية المتناقضة التي أنهكت الشعب السوري، والتي تهدد وحدة سوريا بالانقسام والتفتت".