Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حملة أميركية ضد مهاجرين صوماليين وسط فضيحة اختلاس مدوية

يتهم "جمهوريون" سلطات مينيسوتا "الديمقراطية" بغض النظر على مدى أعوام عن تحذيرات ترتبط باحتيالات

صوماليات في الولايات المتحدة يلوحن بعلمي الصومال وأميركا (أيه بي سي نيوز)

ملخص

 كشفت القضية عام 2022 غير أن الفضيحة انفجرت هذه السنة مع ظهور معلومات جديدة، فاتخذت منحى سياسياً.

تحركت إدارة الرئيس دونالد ترمب ومعها اليمين الأميركي عموماً بعد فضيحة مدوية تتعلق باختلاس أموال مساعدات عامة في مينيسوتا، لشن حملة واسعة النطاق ضد الجالية الصومالية الضالعة فيها، وتطبيق سياسة هجرة أكثر تشدداً ضدها داخل الولاية الشمالية.

وأثار مقطع فيديو نشره مؤثر حقق في هذه القضية، موجة غضب في الأوساط المحافظة خلال عطلة نهاية الأسبوع وحمل الشرطة الفيدرالية على تنفيذ عملية في مينيسوتا، فيما بدأ بعض المسؤولين يتحدثون عن احتمال طرد مهاجرين، وكتب نائب الرئيس جاي دي فانس السبت الماضي على "إكس" أن "ما يحدث في مينيسوتا نموذج مصغر للاحتيال في مجال الهجرة داخل نظامنا"، وقد جرى توجيه التهمة رسمياً إلى 98 شخصاً في سياق قضية اختلاس الأموال العامة البالغة التشعب، وأكدت وزيرة العدل بام بوندي أول أمس الإثنين أن "85 منهم من أصل صومالي"، وفي الملف الرئيس للقضية أنه جرى اختلاس أكثر من 300 مليون دولار من المساعدات العامة الممنوحة من أجل توزيع وجبات طعام مجانية على أطفال، من غير أن يجري توزيع أي شيء في معظم الأحيان.

دعوة إلى سحب الجنسية الأميركية

ويتهم مسؤولون "جمهوريون" ومدعون عامون فيدراليون السلطات الديمقراطية المحلية بغض النظر على مدى أعوام عن كثير من التحذيرات، لأن عمليات الاحتيال شملت الجالية الصومالية في مينيسوتا، وهي الأكبر في البلاد وتضم نحو 80 ألف فرد، وأوضحت النائبة الجمهورية المحلية المرشحة لمنصب الحاكم، كريستن روبينز، أنه "عندما أبدى مبلغون عن المخالفات مخاوفهم قيل لهم إنه لا ينبغي عليهم قول أي شيء خوفاً من اتهامهم بالعنصرية أو معاداة الإسلام، أو لأن ذلك سيسيئ إلى القاعدة الانتخابية للحاكم وللحزب الحاكم، وهو الحزب الديمقراطي"، غير أن الحاكم تيم والتز الذي خاض الانتخابات الأخيرة مرشحاً لنيابة الرئاسة مع كامالا هاريس، رفض هذه الاتهامات.

وكُشفت القضية منذ عام 2022 غير أن الفضيحة انفجرت هذه السنة مع ظهور معلومات جديدة فاتخذت منحى سياسياً، وقالت الرئيسة الجمهورية لمجلس النواب المحلي في مينيسوتا والمرشحة هي أيضاً لمنصب الحاكم، ليزا ديموث، إن هذا الملف "نال أخيراً كل الانتباه الذي يستحقه".

وحرّك صانع المحتوى على "يوتيوب" اليميني التوجه نيك شيرلي الاهتمام بهذه القضية خلال فترة الأعياد عبر مقطع فيديو يكشف بحسبه عن مراكز لرعاية الأطفال تقوم باختلاس أموال عامة وتبديدها، ولقي الفيديو الذي انتشر بصورة هائلة على "إكس" حاصداً 127 مليون مشاهدة، وأعادت شبكة "فوكس نيوز" بثه بصورة متواصلة، أصداء واسعة في أوساط حركة "ماغا" أو "لنجعل أميركا عظيمة من جديد" الموالية لترمب والمعارضة لسياسات تعتبرها شديدة السخاء في مجالي المساعدات الاجتماعية والهجرة، وقد استجابت إدارة ترمب للاحتجاجات على الفور فأعلنت أمس الثلاثاء تجميد كل التمويل المخصص لحضانة الأطفال في مينيسوتا، وأوضحت وزارة الأمن الداخلي أن الشرطة نفذت أول من امس الإثنين وأمس الثلاثاء عمليات في مواقع "يشتبه بوقوع عمليات احتيال فيها" في مينابولس، كبرى مدى الولاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت المتحدثة باسم الوزارة تريشا ماكلولين لـ "فوكس نيوز" اعتقادها "أن هناك عمليات احتيال متفشية، سواء في مراكز رعاية الأطفال أو مراكز الرعاية الصحية أو غيرها من المنظمات"، فيما أعلن مسؤولون فيدراليون في القطاع الصحي تجميداً واسعاً للتمويل لمينيسوتا وأنحاء البلاد.

وكتب نائب وزير الصحة والخدمات الإنسانية جيم أونيل على "إكس" أمس "جمدنا كل المدفوعات لرعاية الأطفال لولاية مينيسوتا"، إذ تمارس الوزارة رقابة مالية واسعة على البرامج المخصصة للفئات المحرومة، بما فيها برامج المساعدة الموقتة للأسر المحتاجة والتعليم الباكر للأطفال الصغار.

من جانبها جمدت الوزيرة المكلفة بالشركات المتوسطة والصغرى كيلي لوفلر التمويل لمينيسوتا "ريثما يجري تحقيق"، ودعا توم إيمر، وهو أحد أبرز أعضاء الغالبية الجمهورية في كونغرس مينيسوتا، إلى "نزع الجنسية عن جميع الصوماليين الضالعين في عملية الاحتيال وترحيلهم".

إهانات

وكانت وسيلة إعلامية محافظة أفادت في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن الأموال التي يجري اختلاسها في مينيسوتا تستخدم في نهاية المطاف لتمويل حركة "الشباب" الإرهابية المرتبطة بتنظيم "داعش" في الصومال، وهو ما نفاه لاحقاً المدعي العام المكلف بالملف، غير أن ترمب اتهم "عصابات صومالية بترهيب سكان" مينيسوتا وألغى الوضع الخاص الذي كان يحظى به الصوماليون والذي كان يمنع ترحيلهم إلى بلادهم.

وبعد أسبوع صعّد الرئيس الجمهوري هجماته على المتحدرين من الصومال معلنا أن "بلدهم نتن ونحن لا نريدهم في بلادنا"، منتقداً النائبة الديموقراطية عن مينيسوتا والمتحدرة من الصومال إلهان عمر، ووصفها بأنها قذرة.

وتلت ذلك عمليات لشرطة الهجرة، مثيرة أجواء خطرة من الفوضى وانعدام الاستقرار، بحسب رئيس بلدية مينابولس جايكوب فراي، بينما نددت النائبة الديمقراطية المحلية المتحدرة من الصومال زينب محمد بهذه العمليات، مؤكدة أن "الأمر لا يتعلق بالجريمة ولا الأمن، بل المطلوب تطهير البلاد من أمثالي".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات