ملخص
أجرى البرازيليون، المتأخرون أصلاً عن جدول الأعمال، مشاورات طوال الليل، وسيتعين عليهم مواصلة المفاوضات في ظل مهمة شاقة من أجل التوصل إلى توافق بين 194 دولة والاتحاد الأوروبي، لاعتماد سلسلة من النصوص بالإجماع، وفق ما تجري العادة في مؤتمرات المناخ.
دخلت المفاوضات في إطار مؤتمر المناخ مرحلة التمديد الرسمي أمس الجمعة بعد أسبوعين من المفاوضات غير المثمرة وسط غياب أي بوادر توافق بين الدول الـ200 المشاركة، والتي لا تزال مواقفها متباعدة جداً في شأن مصادر الطاقة الأحفورية.
وطرحت الرئاسة البرازيلية للمؤتمر المنعقد في بيليم منذ الأسبوع الماضي مسودة اتفاق في اليوم الأخير، لكن مع إغفال نقطة رئيسة، إذ لم تتضمن عبارة "مصادر الطاقة الأحفورية"، فضلاً عن عدم تطرقها إلى "خريطة الطريق" التي طالب بها ما لا يقل عن 80 دولة أوروبية وأميركية لاتينية وجزرية.
وقال مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي فوبكي هوكسترا إن التكتل لا يستبعد أن ينتهي مؤتمر المناخ "من دون اتفاق"، لأن مسودة النص التي قدمتها الرئاسة البرازيلية ليست طموحة بما يكفي بشأن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
صفحة بيضاء
رفضت منظمات غير حكومية مسودة المشروع فوراً. وعلقت تريسي كارتي من منظمة "غرينبيس" بالقول إن "المسودة أشبه بصفحة بيضاء، لا تتضمن سوى القليل لسد النقص في الطموح للحد من الاحترار عند 1,5 درجة مئوية، أو لدفع الدول إلى تسريع التحرك". ووصف الصندوق العالمي للطبيعة النص بأنه "مخيب جداً للآمال".
وقال وزير البيئة الألماني كارستن شنايدر لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يمكن أن يبقى النص على حاله"، محذراً من أن "المفاوضات ستكون صعبة".
وخلال الليل اعتبرت نحو 30 دولة، منها فرنسا وألمانيا وكولومبيا، أن هذا الأمر غير مقبول، وهددت بعرقلة مسودة الاتفاق، في رسالة موجهة إلى رئيس المؤتمر أندريه كوريا دو لاغو.
وكتبت هذه الدول "لا يمكننا دعم نص لا يتضمن خريطة طريق لانتقال عادل ومنظم ومنصف نحو التخلي عن الوقود الأحفوري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الوقود الأحفوري
أجرى البرازيليون، المتأخرون أصلاً عن جدول الأعمال، مشاورات طوال الليل، وسيتعين عليهم مواصلة المفاوضات في ظل مهمة شاقة من أجل التوصل إلى توافق بين 194 دولة والاتحاد الأوروبي، لاعتماد سلسلة من النصوص بالإجماع، وفق ما تجري العادة في مؤتمرات المناخ.
وتقضي "خريطة الطريق" بتسريع التخلص التدريجي من النفط والفحم والغاز بهدف المضي قدماً في التزام التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري عملاً بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الأطراف الـ28 قبل عامين.
وأعاد الرئيس البرازيلي هذه القضية إلى الواجهة الأربعاء خلال زيارته بيليم.
وقال كوريا دي لاغو إن "أولئك الذين يشكون في أن التعاون هو أفضل ما يمكن القيام به من أجل المناخ سيكونون مسرورين للغاية لرؤية لعجزنا عن التوصل إلى اتفاق".
عصراً، رفع كوريا دي لاغو جلسة استمرت أكثر من أربع ساعات، وأعطى الوفود استراحة لتناول الطعام، طالباً استغلال الوقت للتفكير في حلول التي يمكن طرحها، وفق ما أفاد مشاركون. ومنذ عام 2003، لم ينجح أي مؤتمر أطراف في إنهاء أعماله في الموعد المحدد.
حريق في اسوأ توقيت
تسبب حريق أول من أمس الخميس بإخلاء مكان انعقاد المؤتمر في بيليم لساعات طويلة، مما أدى إلى إضاعة وقت ثمين في أسوأ توقيت ممكن. ولم يفتح الموقع مجدداً إلا مساء بعد معاينة عناصر الإطفاء المكان.
ويشكل الحريق ثالث حادثة تعطل مؤتمر الأمم المتحدة الذي انطلق الأسبوع الماضي في هذه المدينة الرئيسة التي تعد رمزاً للأمازون الحضرية. فقد أدى اقتحام متظاهرين من السكان الأصليين مكان انعقاد المؤتمر، ثم إغلاق المداخل، إلى تعطيل أعمال القمة التي تنظمها البرازيل بالتعاون مع الأمم المتحدة.
واندلع الحريق قرابة الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش) في وسط الموقع المؤلف من خيام ضخمة مكيفة في باركي دا سيدادي.
في غضون دقائق التهمت نيران هائلة جزءاً من سقف قسم الأجنحة الوطنية، وكان جناح دول شرق أفريقيا من الأجنحة التي دمرها الحريق. وقامت أجهزة الطوارئ بمعالجة 19 شخصاً اثر تنشقهم دخاناً كثيفاً، فيما أصيب شخصان بنوبات هلع، وفق وزارة الصحة.