Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضغوط أميركية وإسرائيلية تحاصر الجيش اللبناني لتسريع نزع سلاح "حزب الله"

فرنسا ترفض الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان

كثف الجيش الإسرائيلي من غاراته الجوية في جنوب لبنان أمس الأربعاء (أ ف ب)

ملخص

قال متحدث الخارجية الفرنسية "نحن قلقون بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في الجنوب، موقفنا هو موقف احترام وقف إطلاق النار المبرم في الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024".

يتعرض الجيش اللبناني، الذي كلفته الحكومة نزع سلاح "حزب الله"، لضغوط إسرائيلية وأميركية متزايدة، أطاحت زيارة كانت مقررة لقائده إلى واشنطن هذا الأسبوع، وفق ما أفاد مصدر عسكري وكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ سريان وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، وأنهى في الـ25 من نوفمبر (تشرين الثاني) حرباً استمرت عاماً بين "حزب الله" وإسرائيل، عزز الجيش انتشاره في الجنوب حيث بات عديده حالياً يتجاوز 9 آلاف عنصر.

وشرع منذ سبتمبر (أيلول) الماضي في تفكيك بنى الحزب العسكرية من منطقة جنوب نهر الليطاني، الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، تطبيقاً لخطة أقرتها الحكومة. ونصت المرحلة الأولى من الخطة على نزع السلاح من المنطقة الحدودية بغضون ثلاثة أشهر تنتهي مع نهاية العام الحالي.

وقال المصدر العسكري، الذي تحفظ على ذكر اسمه، "نحن ملتزمون الخطة ضمن الجدول الزمني المصدق عليه في مجلس الوزراء الذي يعرفه الأميركيون والأطراف المعنية كافة"، وأضاف "ما يطلبونه اليوم هو نزع سلاح 'حزب الله' من كل لبنان قبل نهاية العام، وهذا أمر مستحيل"، مبدياً خشيته من أن تمهد "الضغوط الأميركية والإسرائيلية الممنهجة لحصول تصعيد في الضربات".

وتتهم إسرائيل، التي تواصل شن ضربات دامية، السلطات اللبنانية بـ"المماطلة" في سحب سلاح الحزب، الذي يرفض بالمطلق تجريده من سلاحه.

وعلى رغم جمعه السلاح وتفكيكه بنى تحتية للحزب وأنفاقاً، يجد الجيش اللبناني نفسه عاجزاً عن تلبية مطالب من بينها تفتيش المنازل في كل قرية، وسط نقص في العتيد والعتاد وخشية من مواجهات مع المجتمعات المحلية.

وشهد هذا الأسبوع التوتر الأبرز بين الجيش اللبناني والولايات المتحدة، التي تعد أبرز داعميه، بعد تبلغ قائد الجيش رودولف هيكل إلغاء مواعيد لقاءات مع مسؤولين سياسيين وعسكريين كانت مبرمجة ضمن زيارة مقررة إلى واشنطن أول من أمس الثلاثاء.

ودفع ذلك هيكل إلى إلغاء زيارته، قبل ساعات من موعد سفره، وفق المصدر.

وجاء ذلك إثر اعتراض أعضاء في مجلس الشيوخ، بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، على مضمون بيان أصدره الجيش الأحد الماضي، وصف فيه إسرائيل "بالعدو"، في معرض تنديده بإطلاق قوات إسرائيلية النار على عناصر من قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل).

وفي منشور على "إكس" الثلاثاء، كتب غراهام الذي كان مقرراً أن يلتقي هيكل، "من الواضح أن قائد الجيش اللبناني، بسبب إشارة إلى إسرائيل على أنها العدو، وبسبب جهوده الضعيفة أو شبه المعدومة لنزع سلاح 'حزب الله'، يشكل انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى دفع لبنان إلى الأمام"، وأضاف "هذا المزيج يجعل من الجيش اللبناني استثماراً غير مجد للولايات المتحدة".

وفي موازاة ضغط واشنطن لتجريد "حزب الله" من سلاحه، تحض السلطات اللبنانية كذلك على تجفيف مصادر تمويله من داعمته إيران.

9 آلاف جندي

الولايات المتحدة هي الداعم الأبرز والأكبر للجيش اللبناني الذي يضم 80 ألف عنصر، عبر مساعدات تتضمن تدريب كوادر وإمداده بمعدات عسكرية وأنظمة مراقبة وصيانة معدات عسكرية.

وعلى رغم وعود بعقد مؤتمرات دولية لدعم الجيش من أجل تنفيذ مهمته في المنطقة الحدودية، فإنه لم يحصل بعد على المساعدات المطلوبة.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي يتم عامه الأول الأسبوع المقبل، تعمل لجنة على مراقبة آليات تطبيقه، تضمم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوة "اليونيفيل".

ويعمل الجيش بالتنسيق مع رئاسة اللجنة التي تبلغه بإحداثيات مواقع ومستودعات لـ"حزب الله"، بناءً على معطيات تزودها بها إسرائيل. ويتجه عناصر الجيش إلى تلك المواقع بالتنسيق مع قوة "اليونيفيل" لتفكيك السلاح، وبين الحين والآخر يعلن الجيش عن مواعيد تفجير ذخائر في بلدات جنوبية عدة.

ومنذ وقف إطلاق النار، نعى الجيش 12 عنصراً قتلوا خلال قيامهم بأعمال عسكرية داخل أنفاق أو جراء انفجار ألغام أو أسلحة عند تفكيكها ونقلها.

وقال المصدر العسكري اللبناني إن اللجنة "تطلب من الجيش اللبناني القيام بتفتيش القرى والبلدات منزلاً منزلاً" بحثاً عن السلاح، ولا تتوفر لدى الجيش القدرات التقنية ولا العديد الكافي لتمشيط مساحات واسعة بينها وديان وعرة، عدا عن خشيته من إشكالات مع المجتمعات المحلية الحاضنة لـ"حزب الله".

"صفر سلاح"

يتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، عبر مواصلة تنفيذ ضربات وإبقاء قوات داخل أراضيه، في حين تتهم تل أبيب "حزب الله" بالعمل على ترميم قدراته العسكرية، وتستهدف عناصره وبنى عسكرية تابعة له بضربات دامية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي لمكتب الصحافة الفرنسية في القدس إن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار تعمل "لكن ليس بالسرعة التي نرغب بها، ولا في الأماكن التي نرغب بها"، وأضاف "نرى كيف يعيد 'حزب الله' بناء نفسه، ولن نسمح بتنامي هذا النوع من التهديدات في منطقتنا، لن يحدث هذا".

وعلى رغم الضربات الهائلة التي نفذتها إسرائيل، منذ فتح "حزب الله" جبهة ضدها انطلاقاً من جنوب لبنان، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة، فلا يزال الحزب الذي خرج ضعيفاً من الحرب يحتفظ بجزء من ترسانته وقدراته الصاروخية.

ويقول المسؤول الإسرائيلي "عندما أنهينا الحرب، كنا نعلم أنه تبقى لديهم ما بين 20 و30 في المئة من قدراتهم النارية"، مضيفاً "لا يمكن أبداً تحقيق الصفر، هذا مستحيل"، ويشرح "لتحقيق الصفر، يجب أن نفتش كل منزل في لبنان، وهو ما نتوقعه من الجيش اللبناني، لأننا لا نستطيع فعل ذلك بأنفسنا".

قلق فرنسي

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الخميس إن باريس قلقة بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وإنها تدعو الجيش الإسرائيلي أيضاً إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وأضاف المتحدث "نحن قلقون بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في الجنوب، موقفنا هو موقف احترام وقف إطلاق النار المبرم في الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024".

وكثف الجيش الإسرائيلي من غاراته الجوية في جنوب لبنان أمس الأربعاء، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل في وقت يشن حملة هجمات شبه يومية يقول إنها تهدف إلى منع عودة جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران إلى النشاط في المنطقة الحدودية.

وذكر المتحدث الفرنسي مشيراً إلى سوريا "نتابع التطورات في هضبة الجولان بقلق بالغ، وتدعو فرنسا إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار