ملخص
أعلنت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية أن العصابة التي سرقت "اللوفر" الأحد الماضي حصلت على معلومات داخلية حساسة حول نظام أمن المتحف قبل المداهمة. وقال مصدر للصحيفة إن "معلومات حساسة نقلت حول أمن المتحف، مما ساعدهم في معرفة الاختراق".
أعلنت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية أن المحققين الذين يعملون على قضية سرقة متحف "اللوفر" التي بلغت قيمتها 76 مليون جنيه استرليني اكتشفوا أدلة على عملية داخلية. ونقلت الصحيفة عن أحد مصادرها أن هناك "أدلة على أن أحد أفراد فريق أمن المتحف كان على اتصال" باللصوص.
وتزعم مصادر مطلعة على التحقيق أن الأدلة الرقمية الجنائية تظهر أن أحد أفراد الأمن في المتحف كان قبل السرقة على اتصال بأفراد يعتقد بأنهم الجناة.
ويرجح أن العصابة حصلت على معلومات داخلية حساسة حول نظام أمن المتحف قبل المداهمة.
وقال مصدر الصحيفة إن "معلومات حساسة نقلت حول أمن المتحف، مما ساعدهم في معرفة الاختراق"، ومن المحتمل أن تتضمن الأدلة تسجيلات ورسائل، لكن هوية اللصوص لم تحدد بعد.
ولا تزال فرنسا تعاني تداعيات سرقة أحد أكثر متاحف العالم ازدحاماً الأحد الماضي، بعدما انتحل لصوص صفة عمال صيانة ودخلوا معرض "أبولو" في المبنى الواقع على الضفة اليمنى لنهر السين عبر شاحنة مزودة بمصعد أثاث بطول 90 قدماً.
ودقق المحققون في أكثر من 150 عينة من الحمض النووي، وأكدوا أن فرضية حدوث عملية داخلية هي أحد خيوط التحقيق. واستعادت الشرطة في باريس عينات من الخوذات والقفازات المستخدمة في المداهمة، وتتبعت مسار هروبهم من العاصمة الفرنسية.
وتسلل اللصوص إلى الداخل وخرجوا خلال دقائق، بعدما سرقوا ثماني قطع من جواهر التاج الفرنسي، وهي خسارة قارنها بعضهم بحادثة حرق كاتدرائية نوتردام عام 2019.
وكان المصعد متصلاً بشاحنة مسروقة في متحف "اللوفر"، على بعد نحو ميلين من مطار شارل ديغول شمال شرقي العاصمة الفرنسية.
تحذير مقلق
وحذر الخبراء من أنه حتى لو اعتقلت الشرطة العصابة، فسيكون الأمر خطراً للغاية، إذ تأخرت عملية إنقاذ المجوهرات التي من المحتمل أن يكون جرى تفتيتها.
ويعمل أكثر من 100 محقق على القضية، بقيادة "فرقة مكافحة اللصوص" التابعة للشرطة القضائية، فضلاً عن المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أخبرت مديرة متحف "اللوفر" لورانس دي كار، لجنة في مجلس الشيوخ الفرنسي بأنه لم تكن هناك كاميرات أمنية تراقب شرفة الطابق الثاني التي تمكن اللصوص من الوصول إليها.
وقالت "للأسف، على جانب معرض أبولو، الكاميرا الوحيدة المثبتة تواجه الغرب، بالتالي لا تغطي الشرفة التي تعرضت للسرقة".
وظهرت تفاصيل جديدة للتحقيق مع نقل متحف "اللوفر" بعضاً من أغلى مجوهراته إلى بنك فرنسا المركزي.
وأفادت إذاعة "آر تي أل" الفرنسية بأن نقل بعض القطع الثمينة من معرض "أبولو" في المتحف الذي يضم جواهر التاج الفرنسي، نفذ أمس الجمعة تحت حراسة أمنية سرية.
ويخزن البنك المركزي احتياطات فرنسا من الذهب في قبو ضخم، يقع على عمق 90 قدماً تحت الأرض، ويبعد أقل من نصف ميل عن "اللوفر".
ولم يعتقل المحققون أي شخص على علاقة بالسرقة المحرجة، لكن لور بيكيو، المدعية العامة في باريس التي يقود مكتبها القضية، صرحت بأنه عثر على عشرات عينات الحمض النووي في المتحف، بما في ذلك على خوذات وقفازات وآلات حفر وسترة تركها اللصوص. وأضافت، "تم أخذ أكثر من 150 عينة من الحمض النووي والآثار الحليمية وغيرها. تتطلب التحاليل مهلاً زمنية، حتى إن كانت أولوية بالنسبة إلى المختبرات. نتوقع ردوداً خلال الأيام المقبلة، قد تزودنا بمعلومات قيّمة، بخاصة إذا كان الجناة مسجلين في السجلات".
وأكدت بيكيو أيضاً أن الشرطة تمكنت من استخدام كاميرات المراقبة لتتبع أفراد العصابة الذين تنقلوا بواسطة دراجتين بخاريتين من طراز "ياماها TMax" أثناء خروجهما من باريس باتجاه مناطق أخرى، مضيفة أن كاميرات المراقبة العامة والخاصة "مكّنت من تتبع مسارهم في باريس والمناطق المجاورة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أقوى تلميح
وأعطت أقوى تلميح حتى الآن إلى أن السرقة ربما تكون قد تمت من الداخل، وأكدت أن الشرطة تحقق في ما إذا كانت هناك مساعدة من أحد الأشخاص في المتحف. وقالت بيكيو، "نريد بالتأكيد اعتقال الجناة في أسرع وقت ممكن لاستعادة المجوهرات قبل أن تسحب أحجارها وتصهر المعادن. ولذلك، نستكشف جميع النظريات. ستجري دراسة إمكان التواطؤ داخل المتحف، وكذلك جميع الاحتمالات الأخرى".
وأردفت بيكيو أن التغطية الإعلامية منحتها "أملاً ضئيلاً" في أن العصابة "لن تجرؤ على التلاعب بالمجوهرات" وأنه إذا تحركت الشرطة بسرعة، فسيظل بإمكانها استعادتها.
من جهته صرح متحف "اللوفر" بأنه لن يعلق على التحقيق.
كما استدعيت مجموعة "سي جي آي" (CGI)، وهي شركة استخبارات إسرائيلية ساعدت سابقاً في حل عملية سرقة بملايين الجنيهات الاسترلينية داخل متحف "غرين فولت" Green Vault في دريسدن بألمانيا.