ملخص
اكتشاف جديد قد يعيد الأمل لمن يعانون من فقدان الرؤية الجزئي يعتمد على نظارات ذات تقنيات مطورة تدمج صوراً واقعية مع أخرى معززة، حيث تعتبر بمثابة إنقاذ للمتضررين من السكتات الدماغية وأمراض الأعصاب الذين تتعرض أبصارهم للتلف
أخيراً أصبحت تتواتر كثير من الابتكارات التي تبعث على التفاؤل، وتحمل خيوطاً من الأمل لفاقدي النظر، أو من يعانون ضعفاً شديداً في الرؤية، حيث لا يتوقف العلماء عن زف البشرى المتعلقة باكتشافات وعلاجات غير مسبوقة وفعّالة أيضاً، بعضها علاجات جينية لخلايا الشبكية، أو جراحات للقرنية، وكذلك الاعتماد على جزيئات النانو لتحفيز العصب البصري، وجميعها إجراءات تستهدف غالباً المصابين بأمراض خطيرة في العين نفسها، ومن يعانون خللاً ما في تكوين هذا العضو الذي يعتبر نافذة البشر على الحياة.
لكن الإصابات التي تقع للدماغ يمكنها أيضاً أن تسبب ضرراً شديداً للنظر، مما يسبب حالات العمى النصفي أو العمى الجزئي، التي تحظى بعلاجات قليلة جداً وضيقة النطاق، ويضطر المصابون إلى الانسحاب تدريجاً من الأنشطة اليومية الاعتيادية خوفاً من تعرض حياتهم للخطر.
لكن أخيراً شرع علماء في محاولة مساعدة هؤلاء من خلال ابتكارات غير تقليدية تعتمد على التكنولوجيا، لتصحيح الخلل الحاصل في مجال الرؤية لهذه الحالات، أو على الأقل تحسينها بشكل كبير مما يسهّل على المصابين حياتهم، ومن أبرز تلك الوسائل ما يعرف بنظارات الواقع المختلط، وهي تختلف كثيراً عن نظارات الواقع الافتراضي الخاصة بالألعاب الإلكترونية، إذ تمنح الأمل والراحة، وتساعد مرضى العمى الجزئي على ممارسة حياتهم باستقلالية.
رؤية متكاملة للبيئة المحيطة
وفق دراسة واعدة نشرت في مجلة طب العيون العصبي، وهي دورية معتمدة في أميركا الشمالية تنشر أبحاثاً ومقالات علمية محكمة، أبدى أكثر من 70 في المئة من المشاركين استجابتهم للنظارة التي تثبت على رأس المريض، وتقوم عبر تقنيات دقيقة بمعالجة البيئة المحيطة به.
كما تمنح النظارة المريض تعويضاً لمجال الرؤية المفقود ودمجه مع الجزء السليم، ليتمكّن المصاب من الحصول على صورة متكاملة للبيئة من حوله حتى لو كانت هذه الصور بحجم أصغر بعض الشيء، وهي طريقة أثبتت نجاحها وفائدتها لمن شملتهم التجربة، لا سيما خلال أداء من يعانون من العمى النصفي لمهامهم اليومية، بخاصة المشي، الذي يتحوّل إلى أمنية شبه مستحيلة، نظراً إلى أنه مكنهم بسهولة التعرض للأذى خلال التحرك، نظراً لأن عيونهم لن تلحظ سوى نصف المشهد فقط، بالتالي أي معوقات جانبية على الأغلب سوف تكون بعيدة من إدراكهم، فتكرر حوادث الاصطدام.
إعادة التأهيل
المعالجة اللحظية التي يجري بناؤها رقمياً للمجال البصري المفقود من خلال هذه النظارات، تعتمد على دمج الواقع المعزز وكذلك الواقع الافتراضي مع المشاهد التي يتمكن المريض من إدراكها في مجال رؤيته بالفعل، واللافت أن القائمين على الدراسة التي شارك في تطوير تقنياتها باحثون بكندا، يسعون لإتاحة نتائجها من دون مقابل داعين مهندسي البرمجة والتصنيع لاستغلالها تجارياً بالشكل الأمثل لمساعدة المرضى، إذ إن كثيراً منهم ناجون من سكتات دماغية.
ووفقاً لما يأتي على الموقف الرسمي لموقع بنسلفانيا فإن غالبية مصابي السكتات الدماغية يعانون مشكلات في الإبصار، وفي حين بعضهم يتعافى تدريجاً، لكن تفشل نسبة منهم كذلك في استرداد بصرها جزئياً، وعلى الأرجح تكون الإصابة في كلتا العينين، مما يمنح هذا الاكتشاف أهمية كبيرة في مرحلة إعادة التأهيل لتسهيل حياة الملايين الذين يختبرون هذه المعاناة الصعبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقنية واعدة
وبحسب التجارب التي شملتها الدراسة الأخيرة، فإن عدداً من المشاركين وصفوا نتيجة استخدامهم تلك النظارات بأنها "أعادت لهم العالم بأكمله"، في إشارة إلى الفارق بين وضعهم قبل وبعد استخدامها.
وعلى رغم أن السكتة الدماغية هي أحد أكثر الأسباب شيوعاً وراء الإصابة بالعمى النصفي المتجانس أو اضطرابات حركة العين أو الإعتام، أو حتى الحول وازدواجية الرؤية، لكن وفقاً لموقع مايو كلينك فإن أمراض العيون العصبية يمكن أن تنتج من قائمة طويلة من الأمراض والحالات الطبية، كثير منها مرتبط بشكل مباشر باضطرابات الدماغ والحبل الشوكي بشكل عام، مثل التصلب المتعدد، والتهاب النخاع المرتبط بالعصب البصري، وفرط ضغط الدم داخل الجمجمة، وأورام الدماغ.
لهذا، فإن النظارة التي لم يكشف بعد عن موعد طرحها للتداول بين الجمهور، يمكن أن تساعد قائمة طويلة من المرضى.