ملخص
قالت قوات "الدعم السريع" إن قواتها واصلت تقدمها داخل مدينة الفاشر وبسطت سيطرتها علی عمارة القناصين قرب مقر الفرقة السادسة.
أعلنت الفرقة السادسة مشاة للجيش والقوات المشتركة والقوات المساندة الأخرى، تصديها لهجوم جديد شنته قوات "الدعم السريع"، أمس السبت، على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، من المحورين الشمالي والجنوبي الغربي للمدينة، مؤكدة دحرها الكامل للهجوم وما تبعه من محاولات تسلل الميليشيات إلى داخل المدينة وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وتعرضت أحياء المدينة، خلال مساء أمس السبت، إلى قصف متعمد من قبل الميليشيات باستخدام المدفعية الثقيلة والمسيرات الانتحارية، من دون تسجيل إصابات وسط المدنيين، وفق الفرقة. وأكد البيان، استقرار الأوضاع داخل المدينة، وتماسك وثبات قواتها وحلفائها في جميع المحاور، مشيراً إلى عزم القوات مواصلة العمليات العسكرية حتى فك الحصار عنها.
وأفاد شهود عيان، بأن القصف المدفعي بالراجمات ومدافع الهاون الثقيلة والمسيرات على الأحياء السكنية استمر أكثر من ثلاث ساعات متواصلة واستهدفت بصورة مركزة معسكر أبوشوك وأطراف معسكر نيفاشا شمال المدينة.
من جانبها قالت قوات "الدعم السريع"، إن قواتها واصلت تقدمها داخل المدينة وبسطت سيطرتها علی عمارة القناصين قرب مقر الفرقة السادسة.
وكانت الفرقة السادسة مشاة للجيش بالفاشر، قد أعلنت قبل يومين تمكنها مع القوات المشتركة والمستنفرين، من صد هجوم عنيف شنته الميليشيات على المدينة التي شهدت اشتباكات وسط انفجارات قوية هزت أرجاءها.
نزوح متزايد
ومع تواصل القصف والمواجهات العسكرية والحصار الممتد لأكثر من عام ونصف العام على الفاشر إلى تفاقم مريع للوضع الإنساني في المدينة على نحو كارثي تتزايد فيه معدلات الجوع والأوبئة بين المواطنين في ظل انعدام المواد التموينية وارتفاع جنوني في أسعار السلع القليلة المتاحة.
وضاعف توغل "الدعم السريع" منذ أغسطس (آب) الماضي في مخيم أبو شوك شمالي المدينة وتوقف معظم مصادر المياه وخروج ما تبقى من المرافق الصحية عن الخدمة، من مأساة المواطنين العالقين، متسبباً في موجات نزوح جديدة من المدينة.
وكشف مجلس غرف طوارئ شمال دارفور، عن تزايد ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية في أعداد النازحين الفارين من المواجهات بالفاشر ومعسكر أبو شوك، توجهوا إلى منطقة كورما بشمال دارفور.
وأعلن بيان للمجلس، عن وصول وانضمام 270 أسرة فارة من الفاشر ومعسكر أبو شوك إلى معسكر (سلك) بمنطقة كورما، وسط نقص حاد في الحاجات الأساسية بخاصة الغذاء والدواء وتفاقم الأوضاع الإنسانية، مع توقع ارتفاع الأعداد في ظل استمرار حركة النزوح.
وجدد النداء للمنظمات الإنسانية والجهات الخيرية بضرورة التدخل العاجل والاستجابة للواجب الإنساني عبر توفير الغذاء والدواء والمأوى للأسر المتضررة والنازحين في هذه الظروف الصعبة.
البرهان في بارا
وفي زيارة عدت مؤشراً إلى الإصرار في مواصلة المعارك في محور كردفان، تفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمس، نقاط تمركز القوات في جبهات القتال بمدينتي بارا والأبيض في شمال كردفان، مشدداً على المضي قدماً في حسم التمرد حتى نهايته في كل البلاد.
وأفاد بيان للجيش، أن البرهان وقف على جاهزية القوات، وتلقى تنويراً عن الأوضاع في اجتماع بالقيادات العسكرية والأمنية بمدينة الأبيض عاصمة الولاية، والتقى الحكومة الولائية وجماهير المدينة التي خرجت في استقبال جماهيري حاشد ترحيباً بالزيارة.
وكانت قوات "الدعم السريع" قد بسطت سيطرتها على مدينة بارا في يونيو (حزيران) عام 2023، وتمكن الجيش وحلفاؤه من تحريرها واستعادتها عقب معارك ضارية في 12 سبتمبر (أيلول) الجاري.
الخطوط الفاصلة
وقالت مصادر ميدانية، إن الجيش أكمل استعداداته للتقدم نحو الخطوط الفاصلة بين شمال وغرب وكردفان توطئة للانفتاح على محور دارفور، على رغم حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات على الطريق بين مدينتي النهود بغرب كردفان والفاشر بشمال دارفور، فضلاً عن تسبب الهطول الغزير للأمطار في إبطاء وتيرة والتحركات البرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف مصدر عسكري، عن مواجهات لليوم الثاني على التوالي في منطقة (أم صميمة) غرب الأبيض، تصدى فيها الجيش لمحاولات الميليشيات المستميتة لاستعادة السيطرة على المنطقة التي انتزعها منها الجيش خلال الأسابيع الماضية، تكبدت فيها الميليشيات أكبر خسائرها البشرية والمادية في معارك شمال كردفان، بينما يواصل الجيش تقدمه نحو مناطق أم سيالة والعياري ومدينة الخوي.
تراجع الزراعة
وسيطرت قوات "الدعم السريع" على منطقة (أم صميمة) غرب مدينة الأبيض في أغسطس (آب) الماضي، إلا أن الجيش والقوات المتحالفة معه استردت البلدة خلال اليومين الماضيين بعدما تبادل الطرفان السيطرة عليها لأكثر من مرة منذ مايو (أيار) الماضي.
على نحو متصل كشفت قيادات أهلية عن تسبب المواجهات المستمرة في شمال وغرب كردفان في موجات نزوح واسعة أفرغت عديداً من القرى من السكان، مما أدى إلى تراجع كبير في النشاط الزراعي والرعوي بالمنطقة الأكثر إنتاجاً لمحصولي الصمغ العربي الحيوي إلى جانب الفول السوداني.
"حميدتي" والإغاثة
إلى ذلك أوضح بيان لقوات "الدعم السريع"، أن الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات "الدعم السريع"، ورئيس المجلس الرئاسي، لما يسمى حكومة (تأسيس)، بحث مع منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، توم فليتشر، تفاقم الوضع الإنساني في السودان.
وأكد البيان، اتفاق الطرفين على توسيع نطاق عمليات الإغاثة بصورة عاجلة لتشمل ولاية شمال دارفور، لا سيما مناطق كورما وشنقلي طوباي وطويلة وتابت ومناطق أخرى، لمساعدة النازحين الفارين من أعمال العنف، كما توافقا على مواصلة النقاشات في شأن تسهيل الوصول إلى مدينة الفاشر ومناطق أخرى.
وفق البيان، أكد الجانبان خلال اللقاء، أهمية ضمان حرية التنقل للعاملين في المجال الإنساني وتمكينهم من الوصول من دون عوائق، بما يضمن تقديم المساعدات في الوقت المناسب، بتأكيد ضرورة تكثيف الجهود لدعم المجتمعات المتضررة في مختلف أنحاء البلاد، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق الأكثر تضرراً في كردفان ودارفور.
فيضانات قادمة
في الأثناء حذرت وزارة الزراعة والري السودانية، من فيضانات عارمة على امتداد الشريط النيلي خلال اليومين القادمين قد تستمر حتى مساء غد الإثنين.
ونوهت وحدة الإنذار المبكر بالوزارة، أمس في (إنذار أحمر) من خطورة قصوى للفيضانات على ولايات الشريط النيلي في الخرطوم، النيل الأبيض ونهر النيل، نتيجة زيادة وارد المياه في النهرين الأزرق والأبيض، وارتفاع المناسيب بجميع الأحباس في محطات الخرطوم وشندي وعطبرة وبربر وجبل أولياء.
وأشار تعميم للوزارة، إلى أن الفيضانات المتوقعة تهدد بغمر المياه للحقول والوديان بالولايات المشار إليها، داعية المواطنين لأخذ الحيطة والحذر، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات.
وتفقد والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة، مستوى مناسيب النيل وأعمال الرميات وتقوية التروس النيلية بعدد من مناطق الهشاشة، بخاصة في جزيرة توتي، ووجه باتخاذ التحوطات الضرورية والتحسب لأي تدخلات عاجلة.
طوارئ وتدابير
صحياً وفي مواجهة زيادة معدلات انتشار نواقل الأمراض، وتفشي الملاريا وحمى الضنك، أعلن وزير الصحة الاتحادي، هيثم محمد إبراهيم، عن وضع تدابير عاجلة لإسناد الولايات المتأثرة بالوباء.
وشدد إبراهيم، على ضرورة قيادة عمليات طوارئ شاملة على مستوى ولايات البلاد، بتحديد جميع الحاجات الأساسية لتلك العمليات والتواصل في شأنها مع المانحين ووزارة المالية، وحكام الولايات مع تحريك الجهد الشعبي وتفعيل آليات العمل المحلي بخاصة في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض ونهر النيل وشمال كردفان الأشد تأثراً بالحميات.
وأكد الوزير، عقب اجتماعه مع الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة، ضرورة تفعيل المنصة العليا للجنة الوزارية العليا التي تضم كل الوزارات ذات الصلة، لتسليط الضوء على هذه الأوبئة وتحريك أدوار الوزارات الأخرى في مثل هذه الأحوال، والحض على ضرورة الدعم الرسمي للدولة والمناصرة الشعبية لحملات المكافحة.
في السياق ذاته نفذت قوات الدفاع المدني بولاية الخرطوم حملة مكثفة للنظافة وإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض. وأوضح مدير عام قوات الدفاع المدني، الفريق عثمان عطا، أن الحملة تأتي ضمن برامج المسؤولية المجتمعية لقوات الشرطة، وبالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات ذات الصلة، بمشاركة أكثر من 1000 من منسوبي ضباط وجنود الدفاع المدني.
دعم روسي
دبلوماسياً أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، موقف بلاده الثابت في دعم مؤسسات الدولة السودانية، وحرصها على بناء شراكات استراتيجية مع السودان تقوم على احترام السيادة والمصالح المشتركة.
وبحث رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، خلال لقائه لافروف، أمس، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، تعزيز التعاون والشراكة بين السودان وروسيا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، ودعم روسيا للسلام والاستقرار في السودان، وتنفيذ الاتفاقات المرتبطة بمجالات الأمن والتعليم والتنمية.
أعرب إدريس، عن تقدير السودان للدور الدعم الذي ظلت تلعبه روسيا تجاه بلاده في المحافل الدولية، لا سيما في مجلس الأمن الدولي.
تأكيد عربي
على نحو متصل بحث رئيس الوزراء، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ضرورة تحقيق السلام في السودان كأولوية قصوى، إلى جانب قضايا إعادة الإعمار والتنمية في البلاد.
أكد الجانبان خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أهمية التعاون العربي المشترك في ظل تأكيد التزام الجامعة العربية على دعم مبادرات تعزيز السلام وجهود الاستقرار والتنمية الشاملة في السودان.
رحلات العودة
في الأثناء أعلنت لجنة العودة الطوعية للسودانيين في مصر وجود مساع لزيادة عدد الرحلات عبر القطار من القاهرة إلى أسوان، مشيرة إلى عودة أكثر من 100 ألف سوداني من مصر عبر عمليات العودة الطوعية، مؤكدة عملها ضمان عودة جميع المواطنين الراغبين في العودة في التوقيت الذي يناسبهم.
وأشارت اللجنة، إلى تواصل مساعيها لزيادة عدد قطارات العودة التي تتكفل بها منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش السوداني لنقل السودانيين من القاهرة إلى أسوان، ومن هناك إلى داخل الحدود السودانية ثم التوجه إلى وجهاتهم المختلفة داخل البلاد.