Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق جزئي أميركي - صيني يرفع التفاؤل بانتهاء الحرب التجارية

"وول ستريت" تقفز بعد التوصل إلى صيغة توافقيَّة لملفات المشتريات الزراعيَّة والعملة وحمايَّة الملكيَّة الفكريَّة

جانب من المباحثات الأميركية الصينية في البيت الأبيض (رويترز)

ماراثون دام يومين بين المسؤولين الأميركيين والصينين للتوصل إلى اتفاق بخصوص التجارة البينيَّة بين البلدين، وانتهى بإشارات مبشّرة لإنهاء الحرب التجاريَّة بين الطرفين، إذ اتفقت واشنطن وبكين، أمس الجمعة، على ملفات عدة تشمل "زيادة بكين المشتريات الزراعيَّة، والتوقف عن استخدام آليَّة خفض عملتها (اليوان) لدعم صادراتها، والإقرار بحمايَّة الملكيَّة الفكريَّة للمنتجات والسلع الأميركيَّة".

لكن الاتفاق اُعتبر "جزئيا"، ويحتاج إلى "تفاوض بشأن مسائل أخرى"، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي بدا متفائلاً من سير المباحثات كما صرح على مدار اليومين الماضيين.

قفزة "وول ستريت"
على الفور تفاءل المستثمرون في "وول ستريت"، إذ قفزت البورصات الأميركيَّة وتجاوزت 1% بعد أن تسرَّب أن الطرفين خرجا باتفاق قد ينهي الحرب التجاريَّة التي بدأتها واشنطن في مايو (أيار) الماضي، بعد أن رفعت الرسوم الجمركيَّة على الواردات الصينيَّة بنسبة وصلت إلى 25%، وردَّت بكين بالمثل.

وتسرَّبت أخبار الاتفاق منذ الصباح الباكر، أمس، في وكالات الأنباء، وأدى ذلك إلى حدوث قفزة في مؤشر "داو جونز" الصناعي، الذي يقيس الشركات الصناعيَّة، بنسبة قاربت 1.2%، بينما صعد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة أميركيَّة، وحلَّق مؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الشركات التكنولوجيَّة، بنسبة 1.34%. وكان هذا الأخير الأكثر تأثراً من الحرب التجاريَّة، كون شركات تكنولوجيَّة أميركيَّة عدة تصنع في الصين، وتعيد بيع منتجاتها في الأسواق الأميركيَّة.

والأخبار الإيجابيَّة من الاجتماع الأميركي - الصيني دفعت المؤشرات الثلاثة إلى إنهاء الأسبوع على ارتفاع قارب 1% لكل من "داو جونز" و"ناسداك"، وعند 0.6% لـ"ستاندرد آند بورز".

لا رسوم إضافيَّة... حالياً
وكانت المباحثات بين أكبر اقتصادين في العالم تعطّلت أكثر من مرة في الأشهر الخمسة الماضيَّة، وكادت تؤدي إلى ركود بالاقتصاد العالمي، وكان هناك تخوفٌ من أن تمضي واشنطن في خطتها لرفع الرسوم الجمركيَّة بـ5% إضافيَّة لتصل إلى 30%، لكن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال للصحافيين، أمس، "ترمب وافق على عدم المضي قُدما في رفع رسوم جمركيَّة من 25% إلى 30% على بضائع صينيَّة قيمتها نحو 250 مليار دولار، التي كان من المفترض أن يبدأ سريانها يوم الثلاثاء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر قال "ترمب لم يتخذ قراراً بشأن الرسوم التي من المزمع أن يبدأ سريانها في ديسمبر (كانون الأول)".

من جانبه، أبلغ ترمب الصحافيين في البيت الأبيض أن "الجانبين الأميركي والصيني قريبان جداً من إنهاء الحرب التجاريَّة، وسيستغرقان ما يصل إلى خمسة أسابيع لجعل الاتفاق مكتوباً"، حسب ما نقلت "رويترز".

وكان ترمب صرَّح بعد مباحثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو خه. وحسب تلفزيون "سي. إن. إن"، فإن "الصين قدَّمت دعوة رسميَّة إلى منوتشين والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر وفريقيهما لإجراء جولة أخرى من مباحثات التجارة في الصين قبيل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) الشهر المقبل".

بكين تترقب وتتوعد
ويبدو أن بكين كانت تحضّر لمعاقبة الشركات الأميركيَّة في حال لم تسر المفاوضات بشكل جيد، إذ نقلت "رويترز" عن مصدرين حكوميين صينيين أن "قائمة الكيانات غير الموثوق بها التي وضعتها البلاد بهدف معاقبة الشركات التي تُعتبر ضارة بالمصالح الصينيَّة أصبحت جاهزة، لكن نشرها يعتمد على مدى التقدُّم في مباحثات التجارة الصينيَّة الأميركيَّة".

وفي نهايَّة مايو (أيار)، قالت بكين إنها ستضع مثل تلك القائمة لاستهداف شركات ومجموعات وأشخاص خارج البلاد من الضالعين في منع إمدادات عن الشركات الصينيَّة لأسباب غير تجاريَّة وانتهاك قواعد السوق.

المستثمرون يواصلون شراء السندات
ورغم أن الإشارات تبدو إيجابيَّة في أسواق الأسهم بفضل عودة المباحثات، فإن تقريراً لبنك "أوف أميركا ميريل لينش" أظهر أن هناك مواصلة لبيع الأسهم وشراء السندات من قِبل المستثمرين، إذ قال إن "نحو 11 مليار دولار تدفقت إلى صناديق السندات في الأسبوع الماضي، في وقت باع فيه المستثمرون الأسهم في ظل الحذر من (وول ستريت)".

وقال البنك، "المستثمرون سحبوا 9.8 مليار دولار من صناديق الأسهم خلال الأسبوع، إذ إنهم ما زالوا يتوخون الحذر في مواجهة تراجع عالمي تكتنفه الضبابيَّة ناجم عن الحرب التجاريَّة بين الولايات المتحدة والصين، والتهديد بمساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وخطر الركود".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد