Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقترح جديد… هل تملك حماس أوراقاً تفاوضية بعد سقوط قلب غزة؟

اجتمع الرئيس الأميركي مع زعماء عرب لتداول خطته في شأن وقف القتال في القطاع

أدركت "حماس" أنها لن تتمكن من استعادة المجمع الحضري إذا انتهت عملية "عربات جدعون 2" (أ ف ب)

ملخص

سلمت "حماس" رسالتها إلى الوسيط القطري من أجل نقلها إلى الرئيس الأميركي بشخصه، وسط توقعات بأن يستلمها ترمب هذا الأسبوع ويرد عليها فوراً.

تضمنت رسالة "حماس" طلب هدنة موقتة في غزة مدتها 60 يوماً، في مقابل الإفراج عن نصف المحتجزين الإسرائيليين، والجلوس فوراً لإبرام محادثات إنهاء الحرب، وطلبت من ترمب أن يكون ضامناً شخصياً لوقف إطلاق النار وعدم تجدده إلى حين التوصل إلى اتفاق إنهاء القتال نهائياً.

مع وصول الجيش الإسرائيلي إلى قلب مدينة غزة، أدركت حركة "حماس" أنها تخسر أكبر مجمع حضري، وسيكون من الصعب عليها استعادة الأراضي التي تسيطر عليها تل أبيب، لذلك أبدت مرونة عالية للعودة للمفاوضات، وأرسلت إلى الرئيس الأميركي دونالد  ترمب رسالة تتضمن مقترحاً تطلب فيها وقف إطلاق النار، فهل ذلك يعني أن هناك إمكاناً لعقد محادثات جديدة بين طرفي الحرب؟

خلفية أحداث غزة

قبل أسبوع، أعلنت إسرائيل رسمياً انطلاق العملية العسكرية "عربات جدعون 2"، وهدفها احتلال مدينة غزة، وبسرعة توغلت الدبابات والروبوتات المتفجرة والجنود في أكبر الأحياء الحضرية. ومع توغل الجيش بسهولة في غزة بعد لجوئه إلى الأسلحة الذكية بما فيها الروبوتات المفخخة، أيقنت "حماس" أنها قد تحتاج إلى معادلة جديدة لوقف مخططات تل أبيب.

أجبرت إسرائيل الموجودين في مدينة غزة على النزوح من مناطقهم نحو الجنوب، وفرغ المجمع الحضري نسبياً من سكانه، وفقدت "حماس" تقريباً السيطرة على المدينة، فيما شرع الجيش بمخطط فصل شمال القطاع عن جنوبه، وروج وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مخططاً لتولي تل أبيب مسؤولية المناطق المحتلة حديثاً.

حينها أيقنت "حماس" أن احتلال مدينة غزة بالكامل وفصلها عن الجنوب يعني فقدان المدينة والسيطرة عليها لفترة طويلة، وأن إمكان الانسحاب منها بعد تنفيذ مخطط "عربات جدعون 2" سيكون صعباً حتى ولو من خلال مفاوضات شاقة، لذلك توجهت إلى ترمب برسالة تطلب فيها وقف إطلاق النار لو موقتاً.

مقترحات سابقة

عندما انتهت الهدنة الإنسانية في شهر مارس (آذار) الماضي، وحتى بدء احتلال مدينة غزة، قدمت الولايات المتحدة لـ"حماس" ثلاثة مقترحات، الأول كان من خلال المبعوث ستيف ويتكوف، ويتضمن وقف إطلاق النار في مقابل الإفراج عن نصف المحتجزين الإسرائيليين، والثاني أيضاً عن طريق ويتكوف وفيه تفرج الحركة عن جميع الرهائن في مقابل هدنة يبحث خلالها وقف الحرب، أما الأخير فأرسله ترمب بنفسه لطرفي القتال وكان على صورة هدنة تشترط إفرج الفصيل الفلسطيني عن جميع المحتجزين مرة واحدة، وتبدأ بعدها بيوم مفاوضات إنهاء الحرب.

رفضت "حماس" ولربما إسرائيل المقترحين الأول والثاني، أما الثالث فبينما كانت قيادات الحركة تدرسه، أغارت عليهم تل أبيب في العاصمة القطرية الدوحة بقصد قتلهم، لكنهم نجوا جمعياً على الأرجح، وبعدها تعطلت المفاوضات وبدأ الجيش باحتلال مدينة غزة.

شكل مخطط احتلال مدينة غزة صفقة لـ"حماس" أيقظتها، ولربما فهمت أنها تفقد فعلياً موقفها ولم تعد غزة تحت سيطرتها، وفي محاولة منها لاستعادة زمام الأمور وضبطها كتبت رسالة لترمب شخصياً، وليست موجهة إلى مكتبه أو الإدارة الأميركية، وتضمنت مقترحاً لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

رسالة لترمب

ما ساعد الحركة في كتابة الرسالة لترمب، أنها لم تعلن بعد محاولة اغتيال وفدها في الدوحة وقف المفاوضات، وفي الوقت نفسه لم تمنح الوسطاء فرصة لتجديدها، لذلك ترى "حماس" أن هناك فرصة لعودة المفاوضات في شأن حرب غزة، تمكنها من وقف عملية "عربات جدعون 2" والحفاظ على ما تبقى من وجودها في القطاع، بدلاً من تلاشيها وتجاهلها في المحادثات المقبلة.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فقد سلمت "حماس" رسالتها إلى الوسيط القطري من أجل نقلها إلى الرئيس الأميركي بشخصه، وسط توقعات بأن يستلمها ترمب هذا الأسبوع ويرد عليها فوراً.

تضمنت رسالة "حماس" طلب هدنة موقتة في غزة مدتها 60 يوماً، في مقابل الإفراج عن نصف المحتجزين الإسرائيليين، والجلوس فوراً لإبرام محادثات إنهاء الحرب، وطلبت من ترمب أن يكون ضامناً شخصياً لوقف إطلاق النار وعدم تجدده إلى حين التوصل إلى اتفاق إنهاء القتال نهائياً.

تقدر "حماس" أنه خلال 10 أيام ستتضح الصورة للمضي نحو اتفاق، حتى ولو كان بصورة موقتة لوقف العملية بمدينة غزة، والبدء بمفاوضات أكثر أهمية، إذ تعول على انخراط دول عربية في الاتصالات التي تقودها السعودية لوقف الحرب على غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خليط من المقترحات

تقول الباحثة السياسية سندس منصور "لا يختلف مقترح ’حماس‘ الذي جاء في جزء من رسالتها لترمب، عن أي أفكار قدمتها الولايات المتحدة سابقاً، وكأنما وضعت الحركة الأفكار الثلاث في خلاط وأنتجت مقترحاً مزيجاً من المقترحات الأميركية".

وتضيف "كان معروضاً على ’حماس‘ هدنة 60 يوماً، ومعروضاً عليها أيضاً إطلاق سراح نصف المختطفين، ومن المعروض أيضاً ضمانات أميركية وضمانات دول أخرى لإنهاء الحرب، لكن المنظمة تجاهلت ذلك والآن عندما غرقت في احتلال مدينة غزة استيقظت من الصفعة وعادت لتطرح الأفكار نفسها".

توضح منصور أن "حماس" بدأت تفهم أن لا حكم لها في اليوم التالي للحرب، وأنها باتت جزءاً من الماضي، والدليل أن ترمب ناقش مخطط مستقبل القطاع مع دول عربية وليس معها، وأنها كلما زادت عناداً ورفضاً للأفكار تخسر أجزاء أكبر من مدينة غزة، وهذا يساعد تل أبيب في تنفيذ مخططاتها.

تشير أبو منصور إلى أنه من الصعب قبول أميركا وإسرائيل مقترح "حماس"، خصوصاً أن الحركة غير جاهزة حالياً لتقديم تنازلات ضخمة لأجل إنهاء الحرب، لذلك فإن تل أبيب ماضية في مخطط احتلال مدينة غزة.

وتلفت الباحثة السياسية إلى وجود عوامل أخرى دفعت الحركة لتقديم مقترحها، أبرزها أنها لا تريد أن تكون عقبة أمام الاعترافات الضخمة بدولة فلسطين، وأيضاً مناقشة خطط مختلفة لمستقبل غزة من دونها.

مساعي ترمب والعرب تتجاهل "حماس"

بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، فإن ترمب عقد اجتماعاً بقادة دول عربية لمناقشة الوضع في قطاع غزة.

يخطط ترمب في تقديم مقترح للسلام ومستقبل الحكم في غزة بعد الحرب، وأن ترسل الدول العربية قوات عسكرية إلى غزة للمساعدة في انسحاب إسرائيل وتوفير تمويل للمرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.

يقول السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي "أجرت الولايات المتحدة مفاوضات مع دول عربية من منطقة الخليج حول إمكان إدارتها لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب، تضمنت إنشاء منظومة حكم موقت مع احتمال أن تضطلع الولايات المتحدة بدور إشرافي".

هل هناك فرصة؟

هذه المساعي الأميركية البعيدة من "حماس"، دفعت الحركة إلى تقديم مقترح لترمب، ولكن هل هناك فرصة، لذلك لا سيما بعد قصف قطر وتعزيزات مصر العسكرية على الحدود، وإصرار إسرائيل على تنفيذ عملية "عربات جدعون 2"؟.

بالنسبة إلى قطر، قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري "استئناف المفاوضات لا يبدو واقعياً في ظل قصف المفاوض والوسيط، طلب منا وزير الخارجية الأميركي الاستمرار في دور الوساطة في شأن غزة".

أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو فعلق قائلاً "بدأ الإسرائيليون بتنفيذ عمليات في غزة، لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جداً للتوصل إلى اتفاق، نأمل في أن تستأنف الدوحة محادثات غزة على رغم كل ما حدث".

وبالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن التخلص من قادة "حماس" هو الحل الذي سيعيد الرهائن وينهي الحرب، يقول "القضاء على قادة حركة ’حماس‘ سيزيل العقبة الرئيسة أمام وقف القتال، إنهم يعرقلون المفاوضات لإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية، هم لا يكترثون لشعب غزة".

ولا تعتقد رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش وجود فرصة لوقف العمليات العسكرية، وتقول "لا أرى وقف إطلاق نار وشيكاً في غزة حالياً، سنستمر في رؤية المعاناة والموت اللذين نشهدهما بالفعل على الأرض".

كما يرى الباحث السياسي عمر أبو عشيبة أن "حماس" تراوغ في مقترحها وتريد كسب الوقت، وهدفها البقاء في سدة الحكم أطول فترة ممكنة، وكذلك تبحث عن حيلة ذكية لوقف العملية بمدينة غزة، على رغم أنها لا تملك أوراقاً تفاوضية سوى الرهائن. أما إسرائيل وباحتلال المجمع الحضري فإنها تطوي صفحة المفاوضات، لذلك قد لا ينجح الوسطاء في إحداث اختراق في المفاوضات".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير