Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لاريجاني في السعودية لبحث تعزيز التعاون الأمني والسياسي

رئيس مركز الخليج للأبحاث يرى أن "التهديدات التي تطاول أمن الجميع" تجعل التنسيق الإقليمي ضرورياً

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستقبل علي لاريجاني والوفد المرافق له (واس)

ملخص

كانت زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى طهران في أبريل 2025 نقطة تحول في العلاقة بين البلدين بعد إعادة تطبيع علاقاتهما في بكين عام 2023، حيث التقى المرشد الأعلى علي خامنئي وسلمه رسالة من العاهل السعودي وولي عهده، أسفرت عن بحث توسيع التعاون الأمني والدفاعي والتجارة والاستثمارات المشتركة.

قادت التطورات الإقليمية المتسارعة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين إيران والسعودية.

واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اليوم الثلاثاء علي لاريجاني والوفد المرافق، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأوضاع الإقليمية.

 حضر الاستقبال وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، ورئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان.

المسؤول الإيراني الأرفع في القضايا الأمنية والدفاعية إثر ارتباطه المباشر بالمرشد، جاء على رأس وفد من بين أعضائه نائبه علي باقري كني، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج محمد علي بك، في خطوة تعكس استمرار الحوار الثنائي بعد إيفاد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران في أبريل (نيسان) 2025، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

غير أن الزيارة وإن جاءت في سياق الرد على التي قام بها وزير الدفاع السعودي إلا أنها اليوم تتزامن مع وضع إقليمي أشد اضطراباً، مع تصعيد إسرائيلي تجاوز مناطق نفوذ المحور الإيراني في غزة ولبنان واليمن إلى الخليج، مما يعزز الحاجة إلى وحدة القوى الكبرى في الإقليم مثل تركيا والسعودية وإيران، بحسب ما قال الإعلام الإيراني إن الرئيس مسعود بزشكيان ناقشه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما في الدوحة.

ومن الزاوية الإيرانية تمثل الزيارة خطوة لتعزيز الجبهة الإسلامية ضد "العدوان الصهيوني"، بينما ترى السعودية في التهدئة خياراً يعود بتعزيز الاستقرار الإقليمي والشراكات الاقتصادية، على رغم التوتر الذي تدفع به حكومة نتنياهو إلى ما يهدد بتفجير الإقليم برمته.

تنسيق المواقف بعد التصعيد

وأكد رئيس "مركز الخليج للأبحاث" عبدالعزيز بن صقر في حديث مع "اندبندنت عربية" أن استمرار المشاورات بين البلدين جاء في "ظل تحسن العلاقات منذ توقيع اتفاق المصالحة قبل نحو عامين، وفي ضوء التطورات المتسارعة في المنطقة، ولا سيما بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، وعزم دول مجلس التعاون على عقد اجتماع لمجلس الدفاع المشترك بهدف تنسيق المواقف إزاء هذه المستجدات".

 

 

وفي هذا السياق يرى أن أي مستوى من التنسيق بين السعودية وإيران "يعد خطوة في الاتجاه الصحيح ويصب في مصلحة البلدين والمنطقة على السواء، بالنظر إلى حجم التحديات الأمنية المشتركة التي تواجهها الأطراف كافة".

ويشير الإعلام الإيراني إلى أن بزشكيان في لقائه ولي العهد في قطر، شكى إليه أن نتنياهو "لن يتجرأ على مهاجمة أية دولة إسلامية إذا كانت الدول الإسلامية متحدة"، مشدداً على الدور المحوري للسعودية في تعزيز الوحدة الإسلامية، ومعرباً عن ارتياحه لتطور العلاقات الثنائية، مؤكداً استعداد إيران لتوسيع التعاون السياسي والاقتصادي والإقليمي، ومعتبراً أن ذلك سيخدم مصالح البلدين وشعوب المنطقة، بحسب (إرنا).

فيما أشارت وكالة الأنباء السعودية إلى أن اللقاء بين الأمير محمد بن سلمان ومسعود بزشكيان في الدوحة "استعراض أوجه العلاقات بين البلدين، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة والجهود الكفيلة بتعزيز الأمن والاستقرار فيها".

"حل الدولتين" نقط خلاف

لكن اللقاء على هامش القمة التضامنية مع قطر أعقبه إعلان وزارة الخارجية الإيرانية لاحقاً تحفظاتها على البيان الختامي، رافضة دعم "حل الدولتين" ومؤكدة أن الحل الحقيقي يكمن في استفتاء شامل للفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وخارجها، خلافاً للموقف السعودي الذي يحشد حتى الدول الغربية لتشكيل زخم اعتراف واسع بالدولة الفلسطينية، إلا أن طهران شذت عن هذا الإجماع الدولي وانتقدت الترحيب بدور واشنطن في الوساطة، معتبرة أن "سياسات الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة تسهم في استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مما يجعلها طرفاً غير موثوق به في عملية السلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى ابن صقر أن موقف إيران من مسألة "حل الدولتين" قائم بذاته ولا يتقاطع بالضرورة مع مسار التنسيق الأمني الذي رجح أن "الواقع الإقليمي يفرضه".

وفي سياق متصل شهدت منصة "إكس" ملاسنة حادة بين لاريجاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي في تل أبيب أخيراً "إننا نواجه تحديات هائلة: عدوان إيران ووكلائها الإرهابيين، وأولئك الذين يهتفون 'الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل' لا يهتفون بهذه الطريقة عن طريق الصدفة، إنهم يرون إسرائيل كخط أمامي للحضارة الأميركية في الشرق الأوسط"، وهو ما دفع لاريجاني للرد عبر "إكس" بالفارسية والإنجليزية والعربية، بأنه "عندما يطلق قاتل أطفال مثل نتنياهو، على نفسه اسم 'الخط الأمامي للحضارة الأميركية'، فلا يمكنك إلقاء اللوم على الأميركيين إذا شعروا بالرغبة في الانتحار".

التصعيد الميداني يفرض نفسه

في غضون ذلك تكثف السعودية جهودها الدبلوماسية في المحافل الدولية للدفع نحو ردع إسرائيل والضغط عليها لوقف اعتداءاتها، مع التركيز على انتزاع اعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر "حل الدولتين" المقرر عقده في نيويورك في الـ 22 من سبتمبر (أيلول) الجاري، وتأتي هذه التحركات في وقت يرى مراقبون أن نتنياهو يحاول حرف الأنظار عن هذه الضغوط عبر التصعيد الميداني، إذ دفع باتجاه عملية برية في غزة عقب فشل عملية استهداف قادة من حركة "حماس" في الدوحة، وهي العملية التي أحرجت حكومته أمام واشنطن وحلفائها الخليجيين، وزادت من الإجماع الدولي ضد سياساته المتطرفة.

وكانت زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى طهران في أبريل 2025 نقطة تحول في العلاقة بين البلدين بعد إعادة تطبيع علاقاتهما في بكين عام 2023، حيث التقى المرشد الأعلى علي خامنئي وسلمه رسالة من العاهل السعودي وولي عهده، أسفرت عن بحث توسيع التعاون الأمني والدفاعي والتجارة والاستثمارات المشتركة قبل اشتعال حرب الـ 12 يوماً بين طهران وتل أبيب، مما يعزز أهمية زيارة لاريجاني الحالية التي يقول الإيرانيون إنها جاءت لاستئناف محادثات الزيارة السابقة. 

"وفي ظل ما تشهده البيئة الإقليمية من تصعيد تبرز الحاجة إلى إستراتيجيات جماعية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، لعل أبرزها تعزيز التنسيق بين دول المنطقة ضمن حدود المصالح المشتركة التي تضمن الحفاظ على أمن الإقليم واستقراره"، بحسب رئيس مركز الخليج للأبحاث الذي أكد "حضور الإدراك المشترك من جانب زعماء البلدين لخطورة التهديدات التي تطاول أمن الجميع من دون استثناء".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل