ملخص
بقي مجمع المباني الحكومية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022 في منأى نسبياً من الضربات الروسية التي تستهدف العاصمة بانتظام.
قالت وزارة الطاقة الأوكرانية اليوم الإثنين إن القوات الروسية هاجمت منشأة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الحرارية في منطقة كييف.
وكتبت الوزارة على تطبيق تيليغرام أن "الهدف واضح: التسبب في مزيد من المشقة لسكان أوكرانيا المسالمين، وترك منازل الأوكرانيين والمستشفيات ورياض الأطفال والمدارس من دون كهرباء ولا تدفئة". وأضافت أن رجال الإنقاذ والمتخصصين في مجال الطاقة يعملون في الموقع.
في المقابل نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء اليوم الإثنين عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الروسية ضربت بنية تحتية للطاقة في أوكرانيا.
قادة أوروبيون نحو واشنطن
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأحد إن قادة أوروبيين سيزورون الولايات المتحدة الإثنين والثلاثاء لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي حديثه للصحافيين لدى عودته بعد حضور نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس في مدينة نيويورك قال ترمب أيضاً إنه سيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريباً.
وأضاف "سيزور بعض القادة الأوروبيين بلادنا الإثنين أو الثلاثاء بصورة فردية". ولم يتضح من القادة الذين كان ترمب يشير إليهم، ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للحصول على مزيد من التفاصيل.
وقال الرئيس الأميركي إنه "ليس سعيداً" بعدما نفذت روسيا هجوماً جوياً هو الأضخم على الإطلاق استخدمت فيه أكثر من 800 مسيرة وصاروخ وأوقع ما لا يقل عن خمسة قتلى بينهم اثنان في العاصمة كييف.
وقال ترمب للصحافيين عندما سئل عن الهجوم الذي وقع في وقت مبكر أمس الأحد "أنا لست سعيداً. أنا لست سعيداً بالوضع برمته". وأضاف "أنا لست سعيداً بما يحدث هناك"، لكنه عبر مجدداً عن ثقته في تسوية الأزمة قريباً. وقال "سنسوي الوضع بين روسيا وأوكرانيا".
من جانبه قال المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ أمس الأحد إن أحدث ضربة تشنها روسيا على كييف تشير إلى أن موسكو لا تريد إنهاء الحرب في أوكرانيا بالسبل الدبلوماسية.
وقال كيلوغ في منشور على "إكس"، "يبدو أن روسيا تصعد الوضع بشن أكبر هجوم في الحرب مستهدفة مقر مجلس الوزراء الأوكراني في كييف. يشير الهجوم إلى أن روسيا لا تريد إنهاء هذه الحرب دبلوماسياً".
تضرر مقر الحكومة الأوكرانية
تضرر مقر الحكومة الأوكرانية في كييف الأحد جراء الهجوم الجوي الروسي. وبعد ساعات أعرب ترمب الذي يبذل جهوداً للتوصل إلى اتفاق سلام يضع حداً للحرب عن استعداده لفرض مزيد من العقوبات على موسكو.
وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر شبكات للتواصل الاجتماعي على أن كييف تعول على "رد قوي من الولايات المتحدة".
وكان زيلينسكي قال في وقت سابق "يعد هذا النوع من عمليات القتل في وقت كان من الممكن للدبلوماسية الحقيقية أن تبدأ منذ مدة طويلة، جريمة متعمدة ومحاولة لإطالة أمد الحرب".
تكثف روسيا هجماتها في أوكرانيا منذ لقاء جمع بين رئيسها فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي في ألاسكا في الـ15 من أغسطس (آب)، في قمة لم تحقق أي اختراق على صعيد وقف إطلاق النار.
عقب هجوم الأحد اندلعت النيران على سطح المبنى الضخم الذي يضم مقر الحكومة والدخان يتصاعد منه. وحلقت المروحيات فوق المبنى الواقع في قلب كييف قرب مقري الرئاسة والبرلمان، ملقية مياهاً على سطحه فيما هرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقاً أمنياً حوله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو عبر "تيليغرام"، "لأول مرة تضرر سطح مقر الحكومة وطوابقه العلوية جراء هجوم للعدو"، مشيرة إلى أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا داخل المبنى.
بعد الظهر قال المتحدث باسم أجهزة الإغاثة بافلو بيتروف للتلفزيون "تم إخماد الحريق، لكن فرق الإنقاذ تعمل على تفكيك الهياكل ورشها بالماء لإعادة إصلاح المبنى والتثبت من أن كل شيء جيد".
وبقي مجمع المباني الحكومية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 في منأى نسبياً من الضربات الروسية التي تستهدف العاصمة بانتظام.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت خلال الليل 810 مسيرات و13 صاروخاً على أوكرانيا، مؤكداً اعتراض 747 مسيرة وأربعة صواريخ منها. كما طاول الهجوم مناطق أخرى، متسبباً بسقوط خمسة قتلى بالإجمال، اثنان منهم في كييف، وأكثر من 20 جريحاً. كما قتل شخصان آخران في الأقل في هجمات منفصلة، وفق السلطات الأوكرانية.
"رد مناسب"
في كييف ألحقت الضربات أضراراً بمبان سكنية وأفاد رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن مقتل شخصين هما امرأة شابة وطفلها البالغ شهرين.
من جانبها أعلنت روسيا أنها "ضربت مواقع لمجمع الصناعات العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية مرتبطة بالنقل".
وذكر الجيش الروسي أن الهجمات استهدفت مواقع لإنتاج طائرات مسيرة ومطارات عسكرية في شرق وجنوب ووسط أوكرانيا، بالإضافة إلى منشأتين صناعيتين على مشارف كييف.
وأضاف أنه "لم يتم ضرب أي أهداف أخرى داخل حدود كييف"، ما يشير إلى احتمال تضرر المبنى الحكومي بسبب الحطام المتساقط وليس بضربة مباشرة.
وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية "على العالم أن يرد على هذا التدمير ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال. علينا تشديد ضغط العقوبات، وبصورة أساسية ضد النفط والغاز الروسيين"، مطالبة كذلك بـ"أسلحة".
من جانبه رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "روسيا تنغمس بصورة متزايدة في منطق الحرب والترهيب"، مندداً بالضربات "العشوائية". وقال زيلينسكي إثر مكالمة مع ماكرون "قمنا بتنسيق جهودنا الدبلوماسية وخطواتنا التالية واتصالاتنا مع شركائنا لتأمين رد مناسب".
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بوتين "لا يأخذ السلام على محمل الجد"، فيما أسفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لأن "الكرملين يستخف بالدبلوماسية".
المفاوضات متعثرة
تأتي الضربات الأخيرة بعدما تعهدت نحو 20 دولة أوروبية في مقدمها فرنسا وبريطانيا الخميس تولي مراقبة تنفيذ أي اتفاق لإنهاء الحرب. وأعرب بعضها عن استعداد لنشر قوات على الأرض.
وتشدد كييف على أن الضمانات الأمنية بدعم قوات غربية، ضرورية من أجل أي اتفاق سلام بحيث لا تعاود روسيا شن أي هجوم جديد في المستقبل.
لكن الرئيس الروسي رفض وجود أي قوات غربية في أوكرانيا واعتبر أنها ستكون هدفاً "مشروعاً" لجيشه.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص خلال الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، والتي أجبرت الملايين على النزوح ودمرت غالبية مناطق شرق وجنوب أوكرانيا في نزاع هو الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.