Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دواء شائع لعلاج النوبات القلبية قد يكون مضرا للنساء

تعد حاصرات بيتا من الأدوية التي تسهم في خفض ضغط الدم وتخفيف عبء عمل القلب بجعل نبضاته أبطأ وأضعف، وقد شكلت لعقود طويلة إحدى الركائز الأساسية في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية

آلام الصدر التي تعد العلامة الأشهر للنوبات القلبية تسجل لدى الرجال أكثر مما هي عليه عند النساء (غيتي)

ملخص

أظهرت دراسة حديثة أن استخدام حاصرات بيتا بعد النوبات القلبية قد يكون ضاراً للنساء بعد نوبات قلبية خفيفة، إذ يزيد من خطر الوفاة أو دخول المستشفى، مما يستدعي إعادة تقييم هذا العلاج التقليدي بناء على الفروق البيولوجية بين الجنسين.

أظهرت دراسة جديدة أن نوعاً من الأدوية المستخدمة في علاج النوبات القلبية لا يحقق فاعلية لدى معظم المرضى، وقد يسهم في الواقع في زيادة معدلات دخول النساء إلى المستشفى والوفاة.

وفي التفاصيل، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن حاصرات بيتا Beta-blockers، التي تعمل على خفض ضغط الدم وإبطاء نبض القلب وتخفيف قوته، شكلت على مدى عقود العلاج الأبرز الذي يلجأ إليه الأطباء عقب النوبات القلبية.

لكن دراسة نشرت السبت الماضي في "المجلة الأوروبية لشؤون القلب" European Heart Journal كشفت عن أن النساء اللاتي تعرضن لنوبات قلبية خفيفة الأثر في عضلة القلب وتلقين علاجاً بحاصرات بيتا، كن أكثر عرضة بصورة ملحوظة للإصابة بنوبة قلبية أخرى، أو الدخول إلى المستشفى بسبب فشل قلبي في وقت لاحق.

كما وجدت الدراسة أن خطر الوفاة لدى هؤلاء النساء كان يقارب ثلاثة أضعاف مقارنة بنظيراتهن اللاتي لم يحصلن على العلاج، وهو خطر بدا أكثر وضوحاً عند استخدام جرعات عالية من حاصرات بيتا، بحسب ما أكده المؤلف الرئيس للدراسة، الدكتور بورخا إيبانيز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى النقيض من ذلك، أشارت نتائج البحث إلى أن هذه الأخطار لم تسجل لدى الرجال.

واعتبر إيبانيز أن النتائج تحمل دلالة كبيرة، لافتاً إلى أن هذه التجربة السريرية ضمت أكبر عدد من النساء على الإطلاق بين الدراسات التي اختبرت فاعلية حاصرات بيتا عقب النوبات القلبية.

وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج انطبقت على النساء اللاتي سجلن نسبة قذف بطيني أيسر تفوق 50 في المئة، وهو المعيار الذي يستخدم لقياس قدرة البطين الأيسر على ضخ الدم الغني بالأكسجين، وهو المستوى الذي يعتبر طبيعياً بحسب الباحثين.

أما في حالات المرضى التي تنخفض لديهم النسبة عن 40 في المئة بعد النوبة القلبية، فلا غنى عن الاستمرار في استخدام حاصرات بيتا، إذ تسهم في كبح الاضطرابات القلبية التي قد تفتح الباب أمام نوبة جديدة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والرعاية الصحية في مركز دنفر الوطني اليهودي للطب، في حديثه لشبكة "سي إن إن" أن تضرر النساء من تأثيرات حاصرات بيتا أكثر من الرجال "ليس مفاجئاً على الإطلاق"، مضيفاً "الجنس يلعب دوراً محورياً في طريقة استجابة الأفراد للأدوية".

واستطرد "قلوب النساء في كثير من الأحيان أصغر حجماً، مما يجعلهن أكثر تأثراً بأدوية خفض ضغط الدم، وأن بعض هذه الفوارق يرتبط بعامل الحجم، بينما يرتبط بعضها الآخر بأسباب ما زالت غير مفهومة بالكامل".

وبحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن"، فإن الأبحاث المبكرة حول أمراض القلب كانت تركز على الرجال لدرجة أن الأمر استغرق سنوات قبل إدراك أن الأعراض تختلف لدى النساء. ففي حين يعاني الرجال أعراضاً تقليدية مثل ألم الصدر، قد تظهر لدى النساء مؤشرات غير مألوفة للنوبة القلبية مثل آلام الظهر أو عسر الهضم.

وأنجز هذا التحليل في إطار تجربة سريرية كبرى عرفت باسم "ريبوت" REBOOT، وهي دراسة حول استخدام حاصرات بيتا بعد احتشاء عضلة القلب من دون انخفاض في الكسر القذفي. وشملت متابعة أكثر من 8 آلاف مريض ومريضة عولجوا من النوبات القلبية في 109 مستشفيات بإسبانيا وإيطاليا، واستمرت نحو أربع سنوات.

لم يكن لدى أي من المرضى انخفاض في الكسر القذفي للبطين الأيسر إلا أقل من 40 في المئة، ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين" The New England Journal of Medicine أنه "لا جدوى من استخدام حاصرات بيتا" لدى الرجال أو النساء الذين كانت قلوبهم في مثل هذه الحالة، على رغم أن ذلك ما زال يعد القاعدة المعتمدة حتى اليوم.

وبحسب شبكة "سي إن إن"، يعزى ذلك جزئياً إلى التطورات في أساليب العلاج.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة