ملخص
التحرك الشعبي الذي دعا إليه "الثنائي الشيعي"، كان مقرراً اليوم الأربعاء بعد الظهر، وعلى رغم إلغائه وتبرير ذلك بـ"تفويت الفرصة على من يسعى إلى جر الشارع نحو الفوضى والفتنة"، لكن كثيرين قرأوا فيه إشارة مباشرة إلى مرحلة تصعيد سياسي عبر الشارع قد تعيد للأذهان مشاهد الضغط الشعبي لإسقاط الحكومات السابقة.
شهد لبنان في الأيام الماضية جدلاً واسعاً حول التحرك الشعبي الذي دعا إليه "الثنائي الشيعي"، أي "حزب الله" و"حركة أمل"، رفضاً لقرارات الحكومة حول حصرية السلاح والورقة الأميركية.
هذا التحرك كان مقرراً يوم أمس الأربعاء بعد الظهر، وعلى رغم إلغائه وتبرير ذلك بـ"تفويت الفرصة على من يسعى إلى جر الشارع نحو الفوضى والفتنة"، لكن كثيرين قراوا فيه إشارة مباشرة إلى مرحلة تصعيد سياسي عبر الشارع قد تعيد للأذهان مشاهد الضغط الشعبي لإسقاط الحكومات السابقة.
كما قال آخرون فإن الثنائي وتحديداً الحزب قد يلجأ في المرحلة المقبلة إلى ضغط سياسي وشعبي مكثف، وصولاً إلى محاولات حثيثة لإسقاط الحكومة، ومعها قرار حصرية السلاح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يرى الكاتب السياسي محمد بركات، في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، أن الدعوة إلى تحريك الشارع هي طلب إيراني من "حزب الله"، فيما من الواضح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يرفضه ويرفض تنفيذه، وهو تمايز ظهر مع اندلاع جبهة "الإسناد" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وما تلاها. فيما توقيت هذه الدعوة التي أتت تزامناً مع وجود الموفدين الأميركيين في لبنان توم باراك ومورغان أورتاغوس، هي تحذير واضح من إيران مفاده بأن الأرض للحزب وطهران وليست لواشنطن، وتذكير بأن ثمة طرفاً يملك ناصية الشارع في لبنان وقادر على التهديد به.
في سياق متصل يعتبر بركات أن المواعيد التي تحدد لهذه التحركات هي تحذيرات مرتبطة بمحاولة إسقاط الحكومة، فهناك كلام جدي بدأ يتردد في الصالونات القريبة من محور "الممانعة" في الداخل، مفاده بأن إيران أصدرت قراراً بإسقاط الحكومة وتتحين الوسيلة، إما عبر الشارع وإما عبر أعمال أمنية مختلفة، هذا يعني أن المواجهة المباشرة بين أميركا وإيران على ساحة بيروت وصلت إلى مرحلة المس بالحكومة عبر التهديد بالشارع، متوقعاً أن ترتفع حدة هذه المحاولات في الفترة المقبلة، وقد نشهد تصعيداً أكبر خلال الأسابيع والأيام القليلة المقبلة.