ملخص
يتوقع محللون في "غولدمان ساكس" أن الزيادة الفعلية في المعروض من ثماني دول أعضاء في التحالف رفعت إنتاجها منذ مارس الماضي ستبلغ 1.7 مليون برميل يومياً.
انخفضت أسعار النفط اليوم الإثنين بعدما اتفق تحالف "أوبك+" على زيادة كبيرة جديدة في الإنتاج في سبتمبر (أيلول) لكن المتعاملين ظلوا حذرين في ما يتعلق بفرض عقوبات جديدة على روسيا.
انخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" 85 سنتاً أو 1.2 في المئة إلى 68.82 دولار للبرميل، بينما نزل خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي 82 سنتاً أو 1.2 في المئة إلى 66.51 دولار للبرميل، بعدما انخفض كلا العقدين بنحو دولارين للبرميل عند التسوية الجمعة الماضي.
واتفق تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، أمس الأحد على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يومياً في سبتمبر المقبل، وهي الأحدث في سلسلة من الزيادات المتسارعة في الإنتاج لاستعادة حصته في السوق.
وتمثل هذه الخطوة، التي تتماشى مع توقعات السوق، إلغاءً كاملاً ومبكراً لأكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج التي أقرها تحالف "أوبك+"، بما يصل إلى نحو 2.5 مليون برميل يومياً، أو نحو 2.4 في المئة من الطلب العالمي.
ماذا بعد تهديدات ترمب؟
ويتوقع محللون في "غولدمان ساكس" أن الزيادة الفعلية في المعروض من ثماني دول أعضاء في التحالف رفعت إنتاجها منذ مارس (آذار) ستبلغ 1.7 مليون برميل يومياً، لأن أعضاء آخرين في المجموعة خفضوا الإنتاج بعدما كانوا ينتجون أكثر من اللازم في السابق.
ويواصل المستثمرون أيضاً دراسة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الأحدث على الصادرات من عشرات الشركاء التجاريين، ومع ذلك لا يزال المستثمرون حذرين من فرض مزيد من العقوبات الأميركية على روسيا، إذ هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على مشتري الخام الروسي في إطار سعيه إلى الضغط على روسيا لوقف حربها في أوكرانيا.
وقال المحلل في شركة "بي في أم" تاماس فارجا، "على المدى المتوسط، ستتأثر أسعار النفط بمزيج من الأمور تشمل الرسوم الجمركية والعوامل الجيوسياسية. ومن المتوقع أن تكون أي قفزة في الأسعار ناجمة عن العقوبات على قطاع الطاقة عابرة".
وقالت مصادر تجارية الجمعة الماضي إن سفينتين في الأقل محملتين بالنفط الروسي متجهتين إلى مصافي التكرير في الهند حولتا وجهتيهما إلى وجهات أخرى بعد العقوبات الأميركية الجديدة، وهو ما أكدته بيانات حول تدفقات التجارة من مجموعة بورصات لندن.
وقال محللو "آي أن جي" في مذكرة إن هذا يعرض نحو 1.7 مليون برميل يومياً من إمدادات النفط الخام للخطر إذا توقفت المصافي الهندية عن شراء النفط الروسي.
مع ذلك قال مصدران حكوميان هنديان لـ"رويترز" أول من أمس السبت إن الهند ستواصل شراء النفط من روسيا على رغم تهديدات ترمب.
من أين اشترت الهند 7 ملايين برميل؟
في سياق متصل قالت مصادر عدة بسوق النفط اليوم إن مؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة تكرير في البلاد، اشترت 7 ملايين برميل من الخام المقرر وصوله في سبتمبر المقبل من الولايات المتحدة وكندا والشرق الأوسط عبر عطاء.
يأتي شراء الشركة الهندية الكبير من النفط الخام الفوري بعد فتح نافذة المراجحة للخام الأميركي المتجه إلى آسيا، وفي وقت أوقفت فيه مصافي التكرير الحكومية الهندية شراء النفط الخام الروسي بسبب تراجع خصومات الأسعار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً للمصادر، التي رفضت ذكرها بالاسم لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام، اشترت الشركة 4.5 مليون برميل من الخام الأميركي و500 ألف برميل من خام غرب كندا الخفيف، ومليوني برميل من مزيج "داس" النفطي الذي تنتجه أبوظبي.
وقال مصدران إن المشتريات الأعلى من المعتاد تهدف جزئياً إلى استبدال البراميل الروسية.
والهند ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم وأكبر مشترٍ للخام الروسي المنقول بحراً.
كشف نفطي قبالة البرازيل هذه تفاصيله
في سياق آخر، أعلنت شركة النفط البريطانية العملاقة "بريتيش بتروليوم" (بي بي)، التي أعادت تركيز استراتيجيتها على المحروقات عن اكتشاف حقل للغاز والنفط قبالة سواحل البرازيل، في ما وصفته اليوم بأنه أكبر اكتشاف لها "منذ 25 عاماً"، وذلك عشية إعلان نتائجها المالية.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي" غوردون بيريل في بيان "نحن سعداء بالإعلان عن هذا الاكتشاف المهم... وهو الأكبر الذي تحققه ’بريتيش بتروليوم‘ منذ 25 عاماً".
وارتفع سهم الشركة بنحو 1.5 في المئة صباح اليوم في بورصة لندن، عشية إعلان نتائجها المالية للربع الثاني غداً الثلاثاء.
وأضافت الشركة أن "نتائج التحليل في موقع الحفر تشير إلى مستويات مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون"، موضحة أنها "ستباشر الآن تحاليل مخبرية لفهم خصائص الخزان والسوائل المكتشفة بصورة فضلى".
وهذا الاكتشاف هو الـ10 الذي تعلن عنه الشركة منذ مطلع عام 2025.
خيب أداء "بريتيش بتروليوم" التي أعلنت أخيراً تعيين الإيرلندي ألبرت مانيفولد رئيساً لمجلس إدارتها، الأسواق في الأعوام الأخيرة، مما غذى إشاعات متكررة حول احتمال استحواذ منافستها البريطانية "شل" عليها، وهي إشاعات تنفيها الشركة باستمرار.
وتواجه "بي بي" ضغوطاً متزايدة من صندوق الاستثمار الأميركي "إليوت" الذي استثمر أخيراً في رأسمال الشركة، ويعرف بمطالبته بإجراء تغييرات استراتيجية داخل الشركات التي يستثمر فيها.
وفي فبراير (شباط) الماضي تخلت المجموعة عن استراتيجيتها المناخية التي كانت تعد من أبرز الاستراتيجيات الطموحة، وأعادت تركيز جهودها على النفط والغاز مما أثار استياء منظمات حماية البيئة.
وقال المحلل لدى "آي جي بيل إنفستمنت" روس مولد "إذا كانت شركة ’بي بي‘ تبحث عن قصة جديدة تظهر للأسواق أنها تعيد تركيزها على المحروقات قبل إعلان نتائجها، فإن هذا الاكتشاف هو ما كانت تحتاج إليه".
ويرجح أن تستند المجموعة في إعلان نتائجها الثلاثاء إلى هذا الاكتشاف "لإقناع السوق بأنها أعادت فعلياً النظر في استراتيجيتها، وابتعدت عن مسار التحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة الذي لا يحظى بشعبية لدى شريحة من مساهميها".