ملخص
التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الخميس نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع وزراء خارجية دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور.
قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت أربع طائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا صوب العاصمة الروسية اليوم الخميس، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني تعليق جميع الرحلات الجوية موقتاً في ثلاثة مطارات في العاصمة، وهي دوموديدوفو وفنوكوفو وجوكوفسكي، من دون ذكر السبب.
وكانت الهيئة ذكرت في وقت سابق أنها أوقفت موقتاً جميع الرحلات الجوية من المطار الواقع في مدينة كالوجا التي تبعد نحو 200 كيلومتر من جنوب غربي موسكو وإليه.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 14 طائرة مسيّرة فوق منطقة بريانسك وثماني طائرات فوق منطقة بيلغورود، والمنطقتان متاخمتان لأوكرانيا.
ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق على نحو مستقل من التقارير عن ساحة المعركة.
سفير جديد لدى واشنطن
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف تلقت جميع الإشارات السياسية اللازمة حول استئناف المساعدات العسكرية الأميركية، بعد محادثات وصفها بأنها بناءة مع نظيره الأميركي دونالد ترمب.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا لديها جدول زمني وتفاصيل في شأن إمدادات الأسلحة التالية، وأشاد بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة في اجتماع الدول الداعمة لأوكرانيا.
وأوضح أنه سيغير سفير بلاده لدى واشنطن ويفكر في تعيين وزير الدفاع رستم أوميروف في هذا المنصب، موضحاً أن المهمة الرئيسة ستكون تعزيز جهود أوكرانيا الدفاعية في الحرب ضد روسيا وأن أوميروف شخصية مهمة للقيام بذلك.
مسيّرة روسية تخترق أجواء ليتوانيا
من جانبها أعلنت وزيرة الدفاع الليتوانية دوفيليه شاكاليينيه اليوم أن مسيّرة من طراز "جيربيرا" الذي تستخدمه روسيا اخترقت لفترة وجيزة المجال الجوي لبلدها العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عبر بيلاروس.
ومنذ صباح اليوم، يجري تداول معلومات متناقضة في ليتوانيا حول جسم غير محدد سقط قرب الحدود مع بيلاروس. وقالت شاكاليينيه في تصريحات إلى الإذاعة الرسمية "يمكننا التأكيد أنها... جيربيرا". وأضافت أن "ليست هناك معطيات حتى الساعة تفيد بأن الجسم أرسل عمداً إلى أراضينا".
وأوضحت أن الجيش تتبّع الجسم عندما كان لا يزال في المجال الجوي لبيلاروس حليفة موسكو قبل دخوله الأجواء الليتوانية، لكنه قرر عدم اللجوء إلى طائرات حلف شمال الأطلسي المتمركزة في ليتوانيا.
وأكدت وزيرة الدفاع أن "الجسم سقط بسرعة... ولم يشكل أي خطر بتاتاً"، مشيرة إلى فتح تحقيق في هذا الخصوص، غير أن وسائل إعلام ليتوانية كشفت أنه جرى نقل رئيس الوزراء ورئيس البرلمان إلى ملجأ عند اختراق المسيّرة الأجواء الليتوانية.ش
مقترح جديد
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الخميس أن نظيره الروسي سيرغي لافروف اقترح عليه "فكرة جديدة" حول النزاع في أوكرانيا خلال "محادثة صريحة" بينهما في ماليزيا، غداة تعرض كييف لضربات جوية كثيفة أسفرت عن مقتل شخصين.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثفت روسيا هجماتها الليلية على أوكرانيا، ولا سيما على العاصمة كييف، مع ازدياد عدد المقذوفات الموجهة كل مرة، في وقت يسود الجمود المحادثات الدبلوماسية بين الطرفين.
وفي ظل هذا التصعيد للضربات الروسية والتعثر الدبلوماسي، التقى روبيو اليوم لافروف على هامش اجتماع وزراء خارجية دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور.
وأعلن روبيو أن نظيره الروسي قدم "فكرة جديدة أو مفهوماً جديداً" حول أوكرانيا خلال لقائهما سيتولى نقله إلى الرئيس دونالد ترمب لمناقشته. وصرح إلى الصحافيين بأنها "ليست مقاربة جديدة. إنها فكرة جديدة أو مفهوم جديد سأنقله إلى الرئيس لمناقشته"، مشيراً إلى أنه ليس شيئاً "يؤدي تلقائياً إلى السلام، لكنه قد يفتح مساراً".
وكشف روبيو أنه أعرب خلال هذه "المحادثة الصريحة" في كوالالمبور عن "استياء" ترمب و"خيبة أمله" وسط "انعدام التقدم" في وقف الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) عام 2022.
هجوم جوي
وبعد جولتين من المحادثات المباشرة بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول، ما زال الكرملين يرفض وقفاً لإطلاق النار ويطالب أوكرانيا بالتخلي عن أربع مناطق يسيطر عليها جزئياً وفكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما ترفضه كييف.
وعقد اللقاء بين روبيو ولافروف بعد ساعات من هجوم جوي روسي واسع النطاق ضد كييف، أسفر عن مقتل شخصين وجرح 22، وفق خدمة الإسعاف.
وبحسب سلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا 415 مسيّرة وصاروخاً، اعترض أو دمر أو فقد 382 منها.
وقال رئيس الإدارة العسكرية تيمور تكاتشينكو إن القوات الروسية استهدفت ما لا يقل عن ستة أحياء في العاصمة، وأصابت الضربات أو شظايا المقذوفات التي جرى اعتراضها، أبنية سكنية وسيارات ومخازن ومكاتب.
ولجأ عشرات السكان إلى محطة مترو في وسط المدينة حيث وضعت في تصرفهم فرش ومعدات تخييم.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا "لا تقفوا مكتوفي الأيدي بينما ترهب روسيا الشعب الأوكراني. تحركوا الآن لحرمان آلة الحرب الروسية من مواردها المالية".
وليل الثلاثاء- الأربعاء شنت روسيا أكبر هجوم جوي منذ بدء الحرب ضد أوكرانيا باستخدامها 728 مسيّرة و13 صاروخاً اعترضت بغالبيتها العظمى، بحسب كييف.
عدد قياسي للقتلى
وفي دليل على تصاعد وتيرة القصف الروسي أخيراً، أعلنت بعثة للأمم المتحدة اليوم إحصاءها في يونيو (حزيران) الماضي عدداً قياسياً من القتلى (232) والجرحى (1343) المدنيين منذ ثلاثة أعوام، في حرب حصدت عشرات آلاف الضحايا من مدنيين وعسكريين في الجانبين.
والإثنين الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يريد إرسال "مزيد" من الأسلحة "إلى كييف، ولا سيما ’الدفاعية‘" منها، متهماً نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اليوم التالي بالتفوه بـ"ترهات" حول أوكرانيا وملمحاً إلى أنه ينوي فرض عقوبات جديدة على موسكو.
فعلى رغم الضغط الذي يمارسه ترمب، لا تزال موسكو وكييف بعيدتين من اتفاق على هدنة أو تسوية طويلة الأمد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتهم المسؤولون الأوكرانيون موسكو بمحاولة "كسب الوقت" بينما يتقدم الجيش الروسي الذي يتفوق عديداً وعتاداً على الجبهة.
ونفى الكرملين اليوم أن تكون محادثات السلام تتعثر، فيما لم تعلن كييف وموسكو بعد عن جولة جديدة من المفاوضات.
ومطلع الأسبوع، ذكرت القوات الروسية التي تسيطر على 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، أنها استولت على بلدة أولى في منطقة دنيبروبتروفسك في وسط شرقي أوكرانيا.
دعوة بريطانية- فرنسية
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إلى تشديد الضغط على بوتين بفرض عقوبات جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
وقال ستارمر، "علينا إعادة تركيز جهودنا على التحضير للسلام، وإجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات... هذا الضغط المنسق سيحدث فرقاً".
بدوره أكد ماكرون "من الواضح أننا بحاجة إلى شيء جديد... لتشديد الضغط على روسيا".
وترأس الزعيمان اجتماعاً عبر الفيديو من مركز قيادة حلف شمال الأطلسي في نورثوود شمال غربي لندن لـ"تحالف الراغبين" المستعد لضمان وقف إطلاق نار مستقبلي بين كييف وموسكو.
وحضر الاجتماع من روما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعضوا مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام وريتشارد بلومنتال، فيما شارك زعماء أوروبيون آخرون من أماكن عدة.
وقال زيلينسكي في مداخلته، "من الواضح لجميع الشركاء أن روسيا تعرقل جميع جهود السلام"، وحث على فرض عقوبات جديدة على موسكو.