ملخص
بعد سريان وقف إطلاق النار، رفضت طهران طلب الوكالة التابعة للأمم المتحدة، التي تتخذ مقراً في فيينا، زيارة المنشآت التي تعرضت للقصف، واتهم عراقجي غروسي بأن له "نية خبيثة". ومضت صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة إلى حد اتهامه بأنه "جاسوس للكيان الصهيوني".
أعربت إيران، أمس الأحد، عن "شكوك جدية" بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار الساري منذ 24 يونيو (حزيران) الجاري بعد حرب استمرت 12 يوماً بين البلدين.
من جهة أخرى، نددت عدة دول بينها الولايات المتحدة وألمانيا، الأحد بـ"تهديدات" بالقتل أوردتها صحيفة إيرانية بحق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي.
وفجر 13 يونيو، بدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، تخللته عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين، معلنة عزمها منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.
وتنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي، مؤكدة حقها في الحصول على الطاقة النووية المدنية. ونفذت إسرائيل هجومها بينما كانت إيران تجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية عبدالرحيم موسوي قوله، أمس الأحد، "لم نبدأ نحن الحرب لكننا رددنا على المعتدي بكل قوتنا".
وبعد 12 يوماً من الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي.
وأضاف موسوي، "لدينا شكوك جدية حيال امتثال العدو لالتزاماته بما في ذلك وقف إطلاق النار. ونحن على استعداد للرد بقوة" إذا تعرضت إيران للهجوم مجدداً.
مسؤولية إسرائيل والولايات المتحدة
إلى ذلك، طلبت طهران من الأمم المتحدة الاعتراف بمسؤولية إسرائيل وواشنطن في الحرب، وفقاً لرسالة وجهها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ونُشرت، أمس الأحد.
وقال عراقجي في الرسالة، "نطلب رسمياً من مجلس الأمن الدولي الاعتراف بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة باعتبارهما البادئين في العمل العدواني والاعتراف بمسؤوليتهما اللاحقة، بما في ذلك دفع تعويضات وإصلاحات".
وليل 21 إلى 22 يونيو الجاري، شنت الولايات المتحدة ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسة.
والجمعة الماضي، توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن تعاود الولايات المتحدة "بالتأكيد" توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري.
ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علماً أن سقف مستوى التخصيب كان محدداً عند 3,67 في المئة في اتفاق عام 2015. ويتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة.
"تهديدات" لغروسي
بعد سريان وقف إطلاق النار، رفضت طهران طلب الوكالة التابعة للأمم المتحدة، التي تتخذ مقراً في فيينا، زيارة المنشآت التي تعرضت للقصف، واتهم عراقجي غروسي بأن له "نية خبيثة". ومضت صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة إلى حد اتهامه بأنه "جاسوس للكيان الصهيوني".
وكتبت متوعدة "علينا كذلك أن نقول رسمياً إن (غروسي) سيحاكم وسيتم إعدامه فور وصوله إلى إيران بتهمة التجسس لحساب الموساد والمشاركة في قتل شعب بلدنا المستضعف".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عبر "إكس" مطالباً إيران بـ"وقف تهديداتها" لغروسي، في "تنديد" لطهران انضمت إليه وزارة الخارجية الأرجنتينية. وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ندد، أول من أمس السبت، على "إكس" بالتهديدات "غير المقبولة".
غير أن إيران نفت، أمس، توجيه "أي تهديد" لغروسي وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" الأميركية "ليس هناك أي تهديد" للمدير العام أو المفتشين، مؤكداً أن مفتشي الوكالة موجودون في إيران "في ظروف آمنة".
على صعيد آخر، رأى الموفد الأميركي إلى سوريا توم براك، أمس، متحدثاً لوكالة أنباء "الأناضول" التركية الحكومية، أن الحرب بين إيران وإسرائيل تمهد لـ"طريق جديد" في الشرق الأوسط.
وقال، "الشرق الأوسط مستعد لحوار جديد (...) سئمت الشعوب من النغمة نفسها، وأعتقد أنكم سترون الجميع يعودون إلى اتفاقات أبراهام خصوصاً مع تحسن الأوضاع في غزة. هذا الرهان الرئيس".
وتتمسك إسرائيل بموقف غامض بشأن امتلاكها السلاح النووي، إلا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأساً نووياً.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران خلال الحرب عن مقتل 627 شخصاً على الأقل وإصابة حوالى 4900 آخرين بجروح، بحسب حصيلة لوزارة الصحة الإيرانية. وفي إسرائيل، قتل 28 شخصاً في الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية.
وخلال الحرب، أُلقي القبض في إيران على عشرات الأشخاص للاشتباه بتجسسهم لمصلحة إسرائيل، كما صادرت السلطات معدات ومسيرات وأسلحة.
وأمس الأحد، صوت مجلس الشورى الإيراني على حظر استخدام الاتصالات غير المصرح بها، بما في ذلك خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي تقدمها شركة "ستارلينك" المملوكة لإيلون ماسك، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
وخلال الحرب، استهدفت إسرائيل أيضاً منشآت مدنية. وأسفر هجوم إسرائيلي على سجن إيفين في طهران عن مقتل 71 شخصاً، وفقاً لحصيلة أعلنتها السلطة القضائية أمس.
ويُحتجز في هذا السجن الشديد الحراسة الواقع في شمال طهران، معارضون وسجناء أجانب أو مزدوجو الجنسية، كما تحتجز فيه نرجس محمدي الحائزة جائزة نوبل للسلام.
والثلاثاء الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية "نقل" عدد غير محدد من المحتجزين إلى سجون أخرى.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن الفرنسيين سيسيل كوهلر وجاك باريس، المحتجزين في السجن منذ ثلاثة أعوام "لم يصابا بأذى"، واصفاً الضربة الإسرائيلية على السجن بأنها "غير مقبولة".
اتصال هاتفي بين ماكرون وبزشكيان
تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً عبر الهاتف، أمس الأحد، مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان وطلب منه إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين اللذين تحتجزهما طهران واستئناف المفاوضات النووية.
وقال ماكرون عبر منصة "إكس" "محادثة هاتفية جديدة مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم"، مجدداً دعوته إلى إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باري و"حماية الرعايا والأصول الفرنسية" في إيران "التي يجب ألا تكون عرضة لأي تهديد"، و"احترام وقف إطلاق النار للمساهمة في إحلال السلام في المنطقة".
ودعا الرئيس الفرنسي أيضاً بزشكيان إلى العودة إلى طاولة المفاوضات "لحل قضيتي الأنشطة البالستية والنووية"، ودعا إلى "الحفاظ على إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية" فضلاً عن "استئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أقرب وقت في إيران من أجل ضمان كل الشفافية اللازمة".